نقد مسرحية شيترا لطاغور
صفحة 1 من اصل 1
نقد مسرحية شيترا لطاغور
نقد مسرحية شيترا لطاغور
المسرحية من تأليف رابندرانات طاغور الشاعر الهندوسى المعروف عالميا والمسرحية مستوحاة من الكتاب المقدس فى الهندوسية المهابهاراتا وهى ترجمة بديع حقى وهو من مواطنى سوريا كان يعمل فى وزارة الخارجية كنزار قبانى اختص بترجمة العديد من أعمال طاغور وكلمات الترجمة بعضها غير شائع فى لغتنا الفصحى الحالية مثل مشيقا ونسما والعبلتين وازجوا وأواريه وألوب وعقت وبعض منها قد يكون أخطاء كتابية كألوب وقد تكون صحتها ألوى أى أقصد
موضوع المسرحية الأساسى هو ماهية الحب فطاغور يناقش فى المسرحية ماهية الحب بين الرجل والمرأة هل يقتصر على الجانب النفسى وهو ما يسمونه خطأ الروحى أو يقتصر على الحب الجسدى فقط أم أن الحب يشمل الاثنين معا
وتكرس المسرحية مقولة العنصرية فى الهندوسية رغم كون طاغور كما يسميه البعض شاعر إنسانى أو شاعر الإنسانية
تقص المسرحية شيترا وهى بطلة المسرحية حكاية حياتها فى المسرحية وهى حكاية الهدف منها أن الإنسان يحقق ما قدرته الآلهة المزعومة فى الهندوسية حيث الغيب تم إعلامه للإنسان الملكى الكشاترى وهو أن ذريته تعطى طفل واحد وكل واحد ينجب واحد فتقول:
شيترا"أنا شيترا سليلة الأسرة الملكية فى مانيبور لقد وعد الرب شيفا بنعمته الخيرة وعودا كريمة لجدى الملك ص11 بذرية متصلة من الذكور بيد أن الكلمة الإلهية لم يتأت لها أن تغير قبس الحياة فى ثدى أمى لئن خلقنى ربى امرأة فقد أوتيت طبعا عصى القياد"ص12
هذا الوعد المزعوم جاء فى أخر الملوك ببنت مخالفا الوعد المزعوم من الآلهة بولادة ولد واحد ولذا ربا الملك الأخير ابنته كغلام وفى هذا قالت المسرحية على لسان إله مزعوم هو إله الحب ما دانا :
مادانا" أعلم ذلك لهذا فإن أباك أنشأك كما لو كنت غلاما فعلمك النزع فى القوس ولقنك واجبات الملوك"ص12
وتحت تربيتها كولد لم تعرف الفتاة ما تعرفه النساء وفى هذا قالت شيترا:
" لهذا فقد اتخذت دثار الرجال وعزفت عن خدور النساء وإنى أجهل حيل المرأة فى قنص القلوب إن ذراعى العبلتين لا تعرفان سوى عطف القوس أنا لم افوق سهام كيوبيد يوما ولم أدر ما هو لعب العيون"ص12
وبعد هذا ترى البنت التى تربت كولد رجلا يجعلها تنسى أنها تربت كولد ويدخل الحب قلبها فتقول شيترا:
"رأيت على الدرب شخصا مستلقيا فوق الهشيم طلبت إليه فى صلف أن يتنحى ولكنه لم يرك وحينئذ همزته مزدرية بسية قوسى وخب كأنه لسان من النار شبت بكومة رماد واستوى قائما مشيقا ونسما على شفتيه ابتسامة سخر ص13تراه ابتسم لزى الرجل الذى كنت أخطر فيه ولكن شعرت لأول مرة بأنى امرأة بأن أمامى يلوح رجل"ص14
وتبين شيترا خطوات تقدم حبها فبعد اللقاء الأول الفاتر بينهما تذكرت أن أرجونا كان حلم صباها الذى عبدته – حسب ديانتها - فتقول شيترا :
"سألت فى خوف يمازجه عجب ترى من تكون فأجاب أنا ارجونا من قبيلة كوروس ولم أدر كيف نسيت أن أبادله التحية أحقا أراه أرى أرجونا وثن حلمى الكبير أجل لقد سمعت أنه ألى على نفسه التبتل مدى اثنى عشر عاما لكم هاج قلبى طموح الصبا "ص14
وأهاج هذا فى قلبها أنها أنثى لذا أرادت أن تنال إعجاب الرجل فلبست ثياب النساء وتزينت كما تفعل النساء كى تقابله وفى هذا تقول شيترا :
"وفى الغد عقت ثياب الرجال تزينت بأساور وقلادة وتمنطقت بزنار وارتديت غلالة أراجونية وداخلنى الحجل من دثارى الجديد وانكفأت مسرعة ألوب على أرجونا فوجدته فى الغابة قريبا من معبد شيفا"ص15
ونتيجة وهج الحب العظيم فى قلبها عرضت على أرجونا زواجها فرفض متحججا بأن نذر نفسه للتبتل وفى هذا قالت شيترا:
"ولما اتخذت سمتى عائدة إلى الدار جعلت كلماته الأخيرة تنقذ إلى أذنى كإبر ملتهبة لا يمكن أن اضحى زوجا لك فقد نذرت نفسى على التبتل أواه يالنذر الرجال أنت تعلم لا ريب يا إله الحب إن الكثيرين من القديسين والحكماء قد ازجوا إلى قدمى امرأة"ص16
وقد حاولت أن تحصل على الرجل دون أن تطلب من الآلهة المزعومة وحلمت أحلام اليقظة فى كونها المرأة التى تخدمه وتساعده وتعينه فقالت شيترا :
"لو انفسح لدى الوقت لأتيح لى أن اظفر شيئا فشيئا ص17 دون أن تستمد عون الآلهة فأقف إلى جانبه كرفيق له أقود جياده العارمة التى تجر مركبته المحاربة وأرافقه فى رحلاته إلى الطراد فأحرسه واسهر عليه ليلا أمام باب خيمته وأعينه على أداء واجبه كرجل من طائفة كشاتريا ليحمى الضعيف وينتصف للحق ويقيم العدل وأخيرا سوف يقبل يوما يلمحنى فيه فجأة وسوف يتساءل من هذا الفتى تراه عبدا رقيقا قد لزمنى من قبل وتبعنى فى مضطربى هذا لا بست كتلك المرأة التى تغذو يأسها بالصمت والعزلة وتنضحه بعبرات الليالى واواريه بالبسمة الصابرة نهارا "ص18
ولكن فشلت محاولاتها ولذا اتجهت إلى آلهتها المزعومة كى تبدل جسمها الذى تظنه خاليا من الجمال بجسم يأسر قلب أرجونا وفى هذا قالت شيترا:
"وأنت فازانتا يا إله الربيع اجتث من جسمى الفتى عيبه الأول فقدان الملاحة الآسر هبنى فى يوم واحد وجسم جمالا ذا أسر بماثل أسر هذا الحب الوليد المفاجىء فى قلبى "ص19
وقد أجابت الآلهة المزعومة طلبها وفى هذا قال أحدهم :
"مادانا أيتها الفتاة لقد استجيب دعاؤك"ص19
وكانت قد حادثت الآلهة المزعومة فى أول المسرحية فردت عليها فى المقطع التالى:
شيترا"أأنت الإله ذو السهام الخمسة أأنت إله الحب ؟ ص10
مادانا" أنا أول من ولد فى قلب الخالق أنا من يشد بقيود العناء والهناء حياة الرجال إلى حياة النساء"ص10
وبالفعل تبدل الجسم جعل أرجونا يشتهى هذا الجسد ويحبه وفى هذا قال أرجونا:
"حين أملس من عور عتمة الأوراق طيف من الجمال كامل نقى طيف امرأة وقفت على سيف الماء فوق بلاطة بيضاء من حجر فكأن قلب الأرض كان يخفق جذلان تحت قدميها العاريتين وكان يخيل إلى أن الغلالة الهفهافة التى تلف جسدها تذوب نشوة فى الفضاء"ص20
وقال أرجونا:
"ثم حلت يدها اليسرى غدائر فرعها فى هينة ومهل فانسابت أثيثة حتى لامست قدميها وعرت نهديها واتأرت نظرها إلى ذراعيها اللتين تحدوهما الغزيزة إلى المداعبة الحلوة "ص21
ومن ثم وقع حبها فى قلب الناسك وتمكن منه فى قول أرجونا:
" إنها هى مهلا أيها القلب لا تخافى أيتها الفتاة فأنا من طائفة كشاتريا "ص22
وتبين المسرحية أن ابنة الملك تخلت عن الملك والقصر وذهبت للمعبد والغابة كى تحصل على قلب الرجل الذى أحبته وفى هذا قالت شيترا:
"أنت ضيفى يا مولاى المبجل إننى أسكن هذا المعبد كيف أستطيع أن احوطك بالإكرام الجدير بك"ص22
وكما طالبت شيترا أرجونا بالتخلى عن نذره فى الفقرة التالية:
"شيترا إذن ليس صحيحا لأن ارجونا قد نذر التبتل على نفسه طوال اثنى عشر عاما
"أرجونا لقد نسخت أنت نذرى كما ينسخ القمر الظلمة التى تذرها الليل على نفسيه"ص27
طالبها بالتخلى عن نذرها كى تتزوجه وفى هذا قال أرجونا:
" أى نذر قاس يلزمك أن تظلى حبيسة فى هذا المعبد الموحش ويحرم الناس الفانين من اجتلاء هذا السناء البهى"ص23
ومن ثم أعلنت عن حبها له فى قولها :
"أيها الناسك إنك لغيور من صيت الرجال الآخرين أتجهل أن أسرة كوروس هى أشهر أسرة ملكية فى الدنيا أرجونا أسرة كوروس شيترا ألم يتصل بسمعك اسم أروع اسماء هذه الأسرة الملكية أرجونا ذرينى أسمعه من شفتيك ص25 إنه ارجونا فاتح العالم"ص26
وأعلن ارجونا حبه لها فى قوله:
"أرجونا أجل أنا الضيق الجائع إلى الحب جاء يقرع بابك ص26
وقد ناقشت شيترا أن حبه لجسدها ليس حبا فالحب هو الحب الروحى فقالت شيترا:
"ما دمت مهيأ لن أضحى باخلاصك فى سبيل عينى وذراعى لا يمكن أن يكون هذا هو الحب ولا أسمى ثناء يسوقه رجل إلى امرأة وا أسفاه إن الجسد هذا القناع الزائل قد يعمى الإنسان عن اجتلاء الروح الخالدة"ص27
ومع هذا فلإن جسدها يعلن رغبته العارمة فى جسد ارجونا وفى هذا قالت شيترا :
"لا ليس هذا ممكنا ليس قى مقدورى أن اقاوم هذه النظرة المتقدة التى تستبد بى كأنها الأيدى الناشبة التى تعطوها الرغبة الغرثى وأن اشعر بوجيب هذا القلب يناضل محكما أغلاله وأن اسمع هذه الصرخة الولهى التى تغزو جسدى كله ثم ان اصرفه بعد ذلك كما لو كان شحاذا لا ليس هذا ممكنا"ص30
ومع طلبها الحب الروحى فإنها ترغب بشدة فى حب الجسد فتقول شيترا "كنت أحلم بكلمات الغزل التى كان يطرى أرجونا جمالى مشببا وكنت أرتشف الشهد الذى جنيته نهارا قطرة قطرة "ص31
وهى تعلن أنها راغبة فيما يفعله بجسمها حيث تقول شيترا :
"كانت تتهاوى قبلات صامتة فوق جسدى فوق شعرى ونهدى وقدمى "ص32
وشيترا ترغب فى الحب الجسدى ومع هذا تلعنه وتعلن فى نفس الوقت أن الوصال الحب الكامل هو هدف اللذة حيث تقول شيترا:
"إن وصال الحب الكامل هدف اللذة الإنسانية قد قدم إلى لينتزع من راحتى إن الحسن المجلوب هذا السربال الخداع تتساقط كالأفواف المتهاوية من الوردة المنورة وستبكى المرأة خجلى ليل نهار على عريها المعدم يا رب الحب إن هذا المنظر اللعين الذى جلوته لك يتتبعنى كأنه شيطان ناهبا منى كل ملاوات الهوىص36 كل القبلات التى يظمأ إليها قلبى اللاغب ص37
وهى تخدع نفسها ففى الوقت الذى تريد الحب الروحى تقوم بكل عمل يجعل أرجونا يرفب فى جسدها كما ترغب هى فى جسده وفى هذا قالت شيترا:
" عرفت ان جسمى هو خصمى وأضحت مشغلتى البغيضة أن ازين جيدى كل يوم لأوافى به حبيبى وأرى إليه يحظى لملاطفته رباه هل استعدت نعمتك؟ص37
وتعاود شيترا الرغبة فى الحب الروحى فهى سوف تعلن له أن الجسد الذى رشف منه ليس جسدها الحقيقى وسوف تريه الجسد الحقيقى لها فإن كان حبه روحيا فسيقبلها وفى هذا قالت شيترا :
"لا إننى أوثر ذلك سوف أذكر له حقيقة نفسى التى هى أنبل من هذا القناع فإن صرفنى وازدرانى وصدع قلبى فلسوف ألوذ بحزمى راضية"ص39
ويدور الحوار بينهما حول الاستقرار الذى ترفضه المرأة لأنها كما قلنا فى البداية تحقق القدر وهو إنجاب الولد كما أخبرت الآلهة المزعومة أجدادها وهو :
"شيترا إلى البيت ولكن حبنا لم يخلق للبيت
أرجونا لم يخلق للبيت
شيترا أجل
أرجونا لماذا؟
شيترا لا تتحدث إلى بهذا أبدا أنقل إلى بيتك القوة والاستقرار دع الوردة الوحشية حيث ولدت ذرها تمت نضيرة فى العشية"ص40
وفى الفقرة تريد المرأة ان تنهى الحب والزواج بعد ان حققت قدر الآلهة المزعومة ولكن الرجل يطلب منها الاستقرار معه فيقول أرجونا:
" ادنى منى أيتها الأبية المتمنعة واستسلمى إلى قيود الاسم والبيت والنسب ودعى قلبى يشعر بك وينعم معك بحب قرير آمن "ص49
وأرجونا يبدأ فى فهم شخصية شيترا بعد أن يذهب لمملكتها التى تركتها ويعرف ما كانت تفعله من خير من الفلاحين وهو ما تدور حوله الفقرة التالية:
"الفلاحون إن عصابة من اللصوص قد دعرت علينا من الهضاب الشمالية وانسالت علينا كالسيل العرم لتخرب قريتنا
أرجونا أليس لمملكتكم هذه حاكم ص54
الفلاحون لقد كانت الأميرة شيترا حاكمة مرهوبة من جميع الأشرار ولم نكن نخشى حين كانت بين ظهرانينا أى بأس فيما عدا الموت المعهود"ص55"
وفى نهاية المسرحية تعلن شيترا الحقيقة وهى حبها وحقيقة جسدها وان جنينه وهو ابنه هو الغاية من كل ذلك فتقول:
"أنا شيترا ابنة الملك لعلك تتذكر تلك المرأة التى قدمت إليك فى معبد شيفا وكانت رافلة بحليها وزينتها لقد سعت إليك هذه المرأة الجريئة تطرحك الحب كما لو كانت رجلا فصددتها وحسنا فعلت إيه يا سيدى إننى تلك المرأة لقد كانت لى قناعا ولقد تمتعت بفضل الآلهة فى مدى عام واحد بأروع جمال حظى به أى إنسان فان قلب بطلى قد ناء بعبء هذه الخدعة وفى الحقيقة لست تلك المرأة أنا شيترا لست ربة تعبد ولا شيئا جديرا بالرأفة يطرح دون اكتراث كأنه فراشة ص38 فإن شئت أن تقبلنى إلى جانبك فى درب الخطر والاقدام وسمحت لى بأن اشاركك فى واجبات حياتك الجسام فسوف تدرك آنذاك حقيقة ذاتى وأن أتى جنينك الذى أحمله ألان وأغذوه فى رحمى صبيا فسوف أعلمه ان يصبح أرجونا الثانى وحين يأزف الوقت فسوف أبعث به إليك وسوف تتم لك حينذاك معرفة نفسى ليس لدى اليوم ما أقدمه إليك سوى شيترا ابنة ملك ص69
وقد قلنا ان المسرحية تكرس العنصرية فى الديانة الهندوسية فالكشاتريا هى طبقة الأغنياء طبقة الحكام التى منها شيترا وأرجونا والآلهة المزعومة تستجيب لتحقيق رغباتهم ويظهر هذا فى تلك النصوص:
"وأعينه على أداء واجبه كرجل من طائفة كشاتريا "ص18
" إنها هى مهلا أيها القلب لا تخافى أيتها الفتاة فأنا من طائفة كشاتريا "ص22
شيترا أيها الناسك إنك لغيور من صيت الرجال الآخرين أتجهل أن أسرة كوروس هى أشهر أسرة ملكية فى الدنيا أرجونا أسرة كوروس شيترا ألم يتصل بسمعك اسم أروع اسماء هذه الأسرة الملكية أرجونا ذرينى أسمعه من شفتيك ص25 إنه ارجونا فاتح العالم"ص26
ومن ثم لا نجد فى المسرحية كلام لأحد سوى الكشاتريا والآلهة المزعومة بينما بقية الخلق وهم الفلاحون يذكر كلامهم فى صفحة أو اثنين من المسرحية باعتبارهم يطلبون الحماية من الكشاتريا والكتاب المقدس الهندى نفسه هو عبارة عن حكاية لحكايات ملوك الكشاتريا ووجوب الامتثال لقانون ألآلهة المزعوم وهو قانون يصنف الناس لطبقات لا يجب لأى فرد من أى طبقة أن ينزل أو يرتفع لطبقة أخرى منها
المسرحية من تأليف رابندرانات طاغور الشاعر الهندوسى المعروف عالميا والمسرحية مستوحاة من الكتاب المقدس فى الهندوسية المهابهاراتا وهى ترجمة بديع حقى وهو من مواطنى سوريا كان يعمل فى وزارة الخارجية كنزار قبانى اختص بترجمة العديد من أعمال طاغور وكلمات الترجمة بعضها غير شائع فى لغتنا الفصحى الحالية مثل مشيقا ونسما والعبلتين وازجوا وأواريه وألوب وعقت وبعض منها قد يكون أخطاء كتابية كألوب وقد تكون صحتها ألوى أى أقصد
موضوع المسرحية الأساسى هو ماهية الحب فطاغور يناقش فى المسرحية ماهية الحب بين الرجل والمرأة هل يقتصر على الجانب النفسى وهو ما يسمونه خطأ الروحى أو يقتصر على الحب الجسدى فقط أم أن الحب يشمل الاثنين معا
وتكرس المسرحية مقولة العنصرية فى الهندوسية رغم كون طاغور كما يسميه البعض شاعر إنسانى أو شاعر الإنسانية
تقص المسرحية شيترا وهى بطلة المسرحية حكاية حياتها فى المسرحية وهى حكاية الهدف منها أن الإنسان يحقق ما قدرته الآلهة المزعومة فى الهندوسية حيث الغيب تم إعلامه للإنسان الملكى الكشاترى وهو أن ذريته تعطى طفل واحد وكل واحد ينجب واحد فتقول:
شيترا"أنا شيترا سليلة الأسرة الملكية فى مانيبور لقد وعد الرب شيفا بنعمته الخيرة وعودا كريمة لجدى الملك ص11 بذرية متصلة من الذكور بيد أن الكلمة الإلهية لم يتأت لها أن تغير قبس الحياة فى ثدى أمى لئن خلقنى ربى امرأة فقد أوتيت طبعا عصى القياد"ص12
هذا الوعد المزعوم جاء فى أخر الملوك ببنت مخالفا الوعد المزعوم من الآلهة بولادة ولد واحد ولذا ربا الملك الأخير ابنته كغلام وفى هذا قالت المسرحية على لسان إله مزعوم هو إله الحب ما دانا :
مادانا" أعلم ذلك لهذا فإن أباك أنشأك كما لو كنت غلاما فعلمك النزع فى القوس ولقنك واجبات الملوك"ص12
وتحت تربيتها كولد لم تعرف الفتاة ما تعرفه النساء وفى هذا قالت شيترا:
" لهذا فقد اتخذت دثار الرجال وعزفت عن خدور النساء وإنى أجهل حيل المرأة فى قنص القلوب إن ذراعى العبلتين لا تعرفان سوى عطف القوس أنا لم افوق سهام كيوبيد يوما ولم أدر ما هو لعب العيون"ص12
وبعد هذا ترى البنت التى تربت كولد رجلا يجعلها تنسى أنها تربت كولد ويدخل الحب قلبها فتقول شيترا:
"رأيت على الدرب شخصا مستلقيا فوق الهشيم طلبت إليه فى صلف أن يتنحى ولكنه لم يرك وحينئذ همزته مزدرية بسية قوسى وخب كأنه لسان من النار شبت بكومة رماد واستوى قائما مشيقا ونسما على شفتيه ابتسامة سخر ص13تراه ابتسم لزى الرجل الذى كنت أخطر فيه ولكن شعرت لأول مرة بأنى امرأة بأن أمامى يلوح رجل"ص14
وتبين شيترا خطوات تقدم حبها فبعد اللقاء الأول الفاتر بينهما تذكرت أن أرجونا كان حلم صباها الذى عبدته – حسب ديانتها - فتقول شيترا :
"سألت فى خوف يمازجه عجب ترى من تكون فأجاب أنا ارجونا من قبيلة كوروس ولم أدر كيف نسيت أن أبادله التحية أحقا أراه أرى أرجونا وثن حلمى الكبير أجل لقد سمعت أنه ألى على نفسه التبتل مدى اثنى عشر عاما لكم هاج قلبى طموح الصبا "ص14
وأهاج هذا فى قلبها أنها أنثى لذا أرادت أن تنال إعجاب الرجل فلبست ثياب النساء وتزينت كما تفعل النساء كى تقابله وفى هذا تقول شيترا :
"وفى الغد عقت ثياب الرجال تزينت بأساور وقلادة وتمنطقت بزنار وارتديت غلالة أراجونية وداخلنى الحجل من دثارى الجديد وانكفأت مسرعة ألوب على أرجونا فوجدته فى الغابة قريبا من معبد شيفا"ص15
ونتيجة وهج الحب العظيم فى قلبها عرضت على أرجونا زواجها فرفض متحججا بأن نذر نفسه للتبتل وفى هذا قالت شيترا:
"ولما اتخذت سمتى عائدة إلى الدار جعلت كلماته الأخيرة تنقذ إلى أذنى كإبر ملتهبة لا يمكن أن اضحى زوجا لك فقد نذرت نفسى على التبتل أواه يالنذر الرجال أنت تعلم لا ريب يا إله الحب إن الكثيرين من القديسين والحكماء قد ازجوا إلى قدمى امرأة"ص16
وقد حاولت أن تحصل على الرجل دون أن تطلب من الآلهة المزعومة وحلمت أحلام اليقظة فى كونها المرأة التى تخدمه وتساعده وتعينه فقالت شيترا :
"لو انفسح لدى الوقت لأتيح لى أن اظفر شيئا فشيئا ص17 دون أن تستمد عون الآلهة فأقف إلى جانبه كرفيق له أقود جياده العارمة التى تجر مركبته المحاربة وأرافقه فى رحلاته إلى الطراد فأحرسه واسهر عليه ليلا أمام باب خيمته وأعينه على أداء واجبه كرجل من طائفة كشاتريا ليحمى الضعيف وينتصف للحق ويقيم العدل وأخيرا سوف يقبل يوما يلمحنى فيه فجأة وسوف يتساءل من هذا الفتى تراه عبدا رقيقا قد لزمنى من قبل وتبعنى فى مضطربى هذا لا بست كتلك المرأة التى تغذو يأسها بالصمت والعزلة وتنضحه بعبرات الليالى واواريه بالبسمة الصابرة نهارا "ص18
ولكن فشلت محاولاتها ولذا اتجهت إلى آلهتها المزعومة كى تبدل جسمها الذى تظنه خاليا من الجمال بجسم يأسر قلب أرجونا وفى هذا قالت شيترا:
"وأنت فازانتا يا إله الربيع اجتث من جسمى الفتى عيبه الأول فقدان الملاحة الآسر هبنى فى يوم واحد وجسم جمالا ذا أسر بماثل أسر هذا الحب الوليد المفاجىء فى قلبى "ص19
وقد أجابت الآلهة المزعومة طلبها وفى هذا قال أحدهم :
"مادانا أيتها الفتاة لقد استجيب دعاؤك"ص19
وكانت قد حادثت الآلهة المزعومة فى أول المسرحية فردت عليها فى المقطع التالى:
شيترا"أأنت الإله ذو السهام الخمسة أأنت إله الحب ؟ ص10
مادانا" أنا أول من ولد فى قلب الخالق أنا من يشد بقيود العناء والهناء حياة الرجال إلى حياة النساء"ص10
وبالفعل تبدل الجسم جعل أرجونا يشتهى هذا الجسد ويحبه وفى هذا قال أرجونا:
"حين أملس من عور عتمة الأوراق طيف من الجمال كامل نقى طيف امرأة وقفت على سيف الماء فوق بلاطة بيضاء من حجر فكأن قلب الأرض كان يخفق جذلان تحت قدميها العاريتين وكان يخيل إلى أن الغلالة الهفهافة التى تلف جسدها تذوب نشوة فى الفضاء"ص20
وقال أرجونا:
"ثم حلت يدها اليسرى غدائر فرعها فى هينة ومهل فانسابت أثيثة حتى لامست قدميها وعرت نهديها واتأرت نظرها إلى ذراعيها اللتين تحدوهما الغزيزة إلى المداعبة الحلوة "ص21
ومن ثم وقع حبها فى قلب الناسك وتمكن منه فى قول أرجونا:
" إنها هى مهلا أيها القلب لا تخافى أيتها الفتاة فأنا من طائفة كشاتريا "ص22
وتبين المسرحية أن ابنة الملك تخلت عن الملك والقصر وذهبت للمعبد والغابة كى تحصل على قلب الرجل الذى أحبته وفى هذا قالت شيترا:
"أنت ضيفى يا مولاى المبجل إننى أسكن هذا المعبد كيف أستطيع أن احوطك بالإكرام الجدير بك"ص22
وكما طالبت شيترا أرجونا بالتخلى عن نذره فى الفقرة التالية:
"شيترا إذن ليس صحيحا لأن ارجونا قد نذر التبتل على نفسه طوال اثنى عشر عاما
"أرجونا لقد نسخت أنت نذرى كما ينسخ القمر الظلمة التى تذرها الليل على نفسيه"ص27
طالبها بالتخلى عن نذرها كى تتزوجه وفى هذا قال أرجونا:
" أى نذر قاس يلزمك أن تظلى حبيسة فى هذا المعبد الموحش ويحرم الناس الفانين من اجتلاء هذا السناء البهى"ص23
ومن ثم أعلنت عن حبها له فى قولها :
"أيها الناسك إنك لغيور من صيت الرجال الآخرين أتجهل أن أسرة كوروس هى أشهر أسرة ملكية فى الدنيا أرجونا أسرة كوروس شيترا ألم يتصل بسمعك اسم أروع اسماء هذه الأسرة الملكية أرجونا ذرينى أسمعه من شفتيك ص25 إنه ارجونا فاتح العالم"ص26
وأعلن ارجونا حبه لها فى قوله:
"أرجونا أجل أنا الضيق الجائع إلى الحب جاء يقرع بابك ص26
وقد ناقشت شيترا أن حبه لجسدها ليس حبا فالحب هو الحب الروحى فقالت شيترا:
"ما دمت مهيأ لن أضحى باخلاصك فى سبيل عينى وذراعى لا يمكن أن يكون هذا هو الحب ولا أسمى ثناء يسوقه رجل إلى امرأة وا أسفاه إن الجسد هذا القناع الزائل قد يعمى الإنسان عن اجتلاء الروح الخالدة"ص27
ومع هذا فلإن جسدها يعلن رغبته العارمة فى جسد ارجونا وفى هذا قالت شيترا :
"لا ليس هذا ممكنا ليس قى مقدورى أن اقاوم هذه النظرة المتقدة التى تستبد بى كأنها الأيدى الناشبة التى تعطوها الرغبة الغرثى وأن اشعر بوجيب هذا القلب يناضل محكما أغلاله وأن اسمع هذه الصرخة الولهى التى تغزو جسدى كله ثم ان اصرفه بعد ذلك كما لو كان شحاذا لا ليس هذا ممكنا"ص30
ومع طلبها الحب الروحى فإنها ترغب بشدة فى حب الجسد فتقول شيترا "كنت أحلم بكلمات الغزل التى كان يطرى أرجونا جمالى مشببا وكنت أرتشف الشهد الذى جنيته نهارا قطرة قطرة "ص31
وهى تعلن أنها راغبة فيما يفعله بجسمها حيث تقول شيترا :
"كانت تتهاوى قبلات صامتة فوق جسدى فوق شعرى ونهدى وقدمى "ص32
وشيترا ترغب فى الحب الجسدى ومع هذا تلعنه وتعلن فى نفس الوقت أن الوصال الحب الكامل هو هدف اللذة حيث تقول شيترا:
"إن وصال الحب الكامل هدف اللذة الإنسانية قد قدم إلى لينتزع من راحتى إن الحسن المجلوب هذا السربال الخداع تتساقط كالأفواف المتهاوية من الوردة المنورة وستبكى المرأة خجلى ليل نهار على عريها المعدم يا رب الحب إن هذا المنظر اللعين الذى جلوته لك يتتبعنى كأنه شيطان ناهبا منى كل ملاوات الهوىص36 كل القبلات التى يظمأ إليها قلبى اللاغب ص37
وهى تخدع نفسها ففى الوقت الذى تريد الحب الروحى تقوم بكل عمل يجعل أرجونا يرفب فى جسدها كما ترغب هى فى جسده وفى هذا قالت شيترا:
" عرفت ان جسمى هو خصمى وأضحت مشغلتى البغيضة أن ازين جيدى كل يوم لأوافى به حبيبى وأرى إليه يحظى لملاطفته رباه هل استعدت نعمتك؟ص37
وتعاود شيترا الرغبة فى الحب الروحى فهى سوف تعلن له أن الجسد الذى رشف منه ليس جسدها الحقيقى وسوف تريه الجسد الحقيقى لها فإن كان حبه روحيا فسيقبلها وفى هذا قالت شيترا :
"لا إننى أوثر ذلك سوف أذكر له حقيقة نفسى التى هى أنبل من هذا القناع فإن صرفنى وازدرانى وصدع قلبى فلسوف ألوذ بحزمى راضية"ص39
ويدور الحوار بينهما حول الاستقرار الذى ترفضه المرأة لأنها كما قلنا فى البداية تحقق القدر وهو إنجاب الولد كما أخبرت الآلهة المزعومة أجدادها وهو :
"شيترا إلى البيت ولكن حبنا لم يخلق للبيت
أرجونا لم يخلق للبيت
شيترا أجل
أرجونا لماذا؟
شيترا لا تتحدث إلى بهذا أبدا أنقل إلى بيتك القوة والاستقرار دع الوردة الوحشية حيث ولدت ذرها تمت نضيرة فى العشية"ص40
وفى الفقرة تريد المرأة ان تنهى الحب والزواج بعد ان حققت قدر الآلهة المزعومة ولكن الرجل يطلب منها الاستقرار معه فيقول أرجونا:
" ادنى منى أيتها الأبية المتمنعة واستسلمى إلى قيود الاسم والبيت والنسب ودعى قلبى يشعر بك وينعم معك بحب قرير آمن "ص49
وأرجونا يبدأ فى فهم شخصية شيترا بعد أن يذهب لمملكتها التى تركتها ويعرف ما كانت تفعله من خير من الفلاحين وهو ما تدور حوله الفقرة التالية:
"الفلاحون إن عصابة من اللصوص قد دعرت علينا من الهضاب الشمالية وانسالت علينا كالسيل العرم لتخرب قريتنا
أرجونا أليس لمملكتكم هذه حاكم ص54
الفلاحون لقد كانت الأميرة شيترا حاكمة مرهوبة من جميع الأشرار ولم نكن نخشى حين كانت بين ظهرانينا أى بأس فيما عدا الموت المعهود"ص55"
وفى نهاية المسرحية تعلن شيترا الحقيقة وهى حبها وحقيقة جسدها وان جنينه وهو ابنه هو الغاية من كل ذلك فتقول:
"أنا شيترا ابنة الملك لعلك تتذكر تلك المرأة التى قدمت إليك فى معبد شيفا وكانت رافلة بحليها وزينتها لقد سعت إليك هذه المرأة الجريئة تطرحك الحب كما لو كانت رجلا فصددتها وحسنا فعلت إيه يا سيدى إننى تلك المرأة لقد كانت لى قناعا ولقد تمتعت بفضل الآلهة فى مدى عام واحد بأروع جمال حظى به أى إنسان فان قلب بطلى قد ناء بعبء هذه الخدعة وفى الحقيقة لست تلك المرأة أنا شيترا لست ربة تعبد ولا شيئا جديرا بالرأفة يطرح دون اكتراث كأنه فراشة ص38 فإن شئت أن تقبلنى إلى جانبك فى درب الخطر والاقدام وسمحت لى بأن اشاركك فى واجبات حياتك الجسام فسوف تدرك آنذاك حقيقة ذاتى وأن أتى جنينك الذى أحمله ألان وأغذوه فى رحمى صبيا فسوف أعلمه ان يصبح أرجونا الثانى وحين يأزف الوقت فسوف أبعث به إليك وسوف تتم لك حينذاك معرفة نفسى ليس لدى اليوم ما أقدمه إليك سوى شيترا ابنة ملك ص69
وقد قلنا ان المسرحية تكرس العنصرية فى الديانة الهندوسية فالكشاتريا هى طبقة الأغنياء طبقة الحكام التى منها شيترا وأرجونا والآلهة المزعومة تستجيب لتحقيق رغباتهم ويظهر هذا فى تلك النصوص:
"وأعينه على أداء واجبه كرجل من طائفة كشاتريا "ص18
" إنها هى مهلا أيها القلب لا تخافى أيتها الفتاة فأنا من طائفة كشاتريا "ص22
شيترا أيها الناسك إنك لغيور من صيت الرجال الآخرين أتجهل أن أسرة كوروس هى أشهر أسرة ملكية فى الدنيا أرجونا أسرة كوروس شيترا ألم يتصل بسمعك اسم أروع اسماء هذه الأسرة الملكية أرجونا ذرينى أسمعه من شفتيك ص25 إنه ارجونا فاتح العالم"ص26
ومن ثم لا نجد فى المسرحية كلام لأحد سوى الكشاتريا والآلهة المزعومة بينما بقية الخلق وهم الفلاحون يذكر كلامهم فى صفحة أو اثنين من المسرحية باعتبارهم يطلبون الحماية من الكشاتريا والكتاب المقدس الهندى نفسه هو عبارة عن حكاية لحكايات ملوك الكشاتريا ووجوب الامتثال لقانون ألآلهة المزعوم وهو قانون يصنف الناس لطبقات لا يجب لأى فرد من أى طبقة أن ينزل أو يرتفع لطبقة أخرى منها
رضا البطاوى- عدد المساهمات : 2033
تاريخ التسجيل : 05/01/2011
مواضيع مماثلة
» نقد مسرحية محمد (ص)
» نقد مسرحية المغنية الصلعاء
» قراءة فى مسرحية مضار التبغ
» قراءة فى مسرحية ايفيجينيا فى أوليس
» نقد مسرحية الحاكم بأمر الله
» نقد مسرحية المغنية الصلعاء
» قراءة فى مسرحية مضار التبغ
» قراءة فى مسرحية ايفيجينيا فى أوليس
» نقد مسرحية الحاكم بأمر الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى