ان غيب الهوية وذات الأحدية كان مقدسآ عن البروز والظهور والصعود والنزول والدخول والخروج  لم يزل كان غنيآ فى ذاته ولا يزال يكون مستورآ عن الأبصار والأنظار لأنه لا يمكن ان يكون بينه وبين الممكنات بأى وجه نسبة وربط وفصل ووصل أو قرب وبعد * كان الله ولم يكن معه من شىء *
إن الهيكل البشري الذى جعل واسطة لمثل هذا الظهور الفائق القدرة يظل دائمآ فى مقام ” روح الأرواح المجرد ” وجوهر الجواهر الخالد ” بمعنى ان الله الذى لا يدرك ولا يرى والذى مهما أطلقنا اللسان فى ذكر إلوهية مظاهرة على الأرض فإن ذاته المنزهة لا يمكن بأى نحو أن تتجسد وهذه النظرية تتنافى تمامآ مع المبادىء البهائية
ان الله قد أظهر بين الخلق جواهر قدس نورانية من عوالم الروح الروحانى على هياكل العز الإنسانى كى تحكى عن ذات الأزلية , إن جميع أنبياء الله المقربين المختارين المقدسين بلا إستثناء موصومون بهذه الصفات , إن هؤلاء الهياكل القدسية تعكس نور الجمال الأبدي ولا يمكن أن تتساوى ذواتهم مع الغيب المنيع , هذا هو أساس عقيدتنا ولا نفرط أبدآ فى أساس تلك العقيدة .
ولما كانت هذه الأطيار * أطيار العرش الباقى * ينزلون من سماء المشيئة الإلهية ويقومون جميعآ على الأمر المبرم الربانى لهذا هم فى حكم نفس واحدة وذات واحدة ساكنين فى رضوان واحد وطائرين فى هواء واحد وجالسين على بساط واحد وآمرين بأمر واحد فهم معادن الرحمة ومهابط الوحي والأنوار , وكل مظهر من هذه المظاهر الربانية يمنح العالم فى دورته درجة من الهداية الإلهية يكون أكبر من الدرجة التى قبلها وهذا من حيث الأستعداد للدورة الاحقة وليس لأى ميزة أخرى .
يتفضل أيضآ : أن فى كل ظهور كانت أنوار الوحي الإلهي توهب للبشر على قدر قابليتهم الروحانية , وهذه الأرواح الذى هم واسطة الفيض الإلهي والمعبرين عن وحدانية الله ما جاؤا إلا لأن يكشفوا للعالم شيئآ فشيئآ وبصفة مستمرة عن الحق الإلهي وهدايته المستمرة , أن الرسالة التى جاء بها حضرة بهاء الله للإنسانية تعترف بالمصدر الإلهي للتعاليم الجوهرية التى أتى بها كل الأنبياء فى مختلف العصور ومؤيدة لها وإنها مندمجة فى صلب كل واحد منها , والدين البهائى يهدف بدوره إلى الإخبار عن الظهور المذمع الذى يليه وأى دين لا يقلل شأن سابقيه وهكذا سنة شروق الشمس وغروبها حقيقة ستستمر الى ما لا نهاية .
أن الدين البهائى منزه عن محاولة طمس حقيقة المصدر المقدس للأديان ولا يمكن ان يقر بتشويه مقاصدها وحقائقها ولا توهين أى مبادىء أولية للديانات بل هو يعلن ويؤيد القوة الإلهية التى أمدتها تلك الأديان ويعتبرهم كافة نورآ ساطعآ واحدآ فى درجات مختلفة فى تاريخ تطور مستمر لدين إلهي واحد لا يتجذأ وهو وحدانية الله ويستنكر الدين البهائى بشدة أى إدعاء يراد به إعتباره آخر وحى ينزل من سماء مشيئة الله لبنى الإنسان لأن هذا ركن أساسى من العقيدة ومبدأ ثابت , أن الحقيقة الدينية ليست منفصلة بل متصلة والوحي الإلهي متعاقب مستمر لا ينقطع .
لذلك تعاليم الدين البهائى لا يحيد قيد شعرة عن الحقائق الكامنة فى الأديان ومطلبه الصريح هو إحياء مبادئها وتنسيق أهدافها وإظهار وحدتها وإعادة الطهر والصفاء لتعاليمها ,,,,,