قراءة في خطبة ظهور القينات وانتظار الفتن
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في خطبة ظهور القينات وانتظار الفتن
قراءة في خطبة ظهور القينات وانتظار الفتن
الخطيب هو محمد صالح المنجد وهى تدور حول ظهور القينات وانتظار الفتن وهو عنوان خاطىء فالفتن تكون في كل وقت وليست مرتبطة بشىء معين كما قال تعالى:
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وقد استهلها بالحديث عن كون القلب قائد للبدن وأن القلوب على نوعين فقال :
"فإن الله سبحانه وتعالى جعل القلب قائدا للبدن، وجعل العقل في القلب، ومن الناس لهم قلوب لا يعقلون بها، ومن الناس من يعقل آيات الله تعالى والوحي الذي أنزله على نبيه (ص)ولما كان القلب للبدن كالملك، والأعضاء جنودا تأتمر بأمره كانت المحافظة على القلب في غاية الأهمية لأن هذا القلب إذا صار سليما نقيا معمورا بذكر الله استقامت حال الإنسان، وإذا صار القلب مدنسا ملطخا فيه نكتة سوداء جراء المعصية تتبعها نكتة أخرى حتى يصبح أسود مربادا كالكوز مجخيا، مقلوبا منكوسا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا حتى يكون القلب مطمئنا لا بد من المحافظة عليه، ومراقبة ما يدخل إليه"
والكلام عن كون كل الأعضاء جنود ليس سليما وإنما هى الأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان وهى اليد والرجل والفرج والعينين والسمع والفم واللسان وأما الجهاز الداخلية الهضمى والتنفسى والدورى... فهذا خارج نطاق تحكم الإنسان
وتحدث عن كون السمع هو مدخل القلب فقال :
"وأعظم طريق للقلب هو السمع والقلوب والسرائر خزائن، ولا منفذ للقلوب إلا من دهليز السماع، ولا منفذ للقلوب إلا من دهليز الأسماع، فهي أعظم طريق والسماع للقلب محك صادق، ومعيار ناطق وقد قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} ولذلك فإن السمع أول عضو يؤدي وظيفته عند خروج الطفل إلى الدنيا، فيسمع بأذنه بخلاف العين، فإنها في البداية لا تؤدي مهمتها وإذا نام الإنسان فكل شيء يسكن فيه إلا سمعه ولذلك لما أراد الله تعالى أن يمكث أهل الكهف مئات السنين في كهفهم {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا} وهذا السمع عظيم وخطره جسيم، وأول ما ينبغي أن يطرق سمع المولود ذكر الله تعالى {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار} قدم السمع على البصر، وكذلك في قوله {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} وفي قوله {وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة} وفي قوله {وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة} وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: سجد وجهي لمن خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته رواه مسلم فالسمع هو الأذن لا تنام، والشيء الذي لا ينام أرقى من الشيء الذي ينام، ولذلك لا تنام الأذن بينما تنام العين هذه الأذن التي تعمل وظيفتها في الليل والنهار، والضوء والظلام، وفي سائر الأحوال، إنها طريق ومنفذ مباشر إلى القلب، بها يتأثر، فإذا أوصلت إليه النافع صار حيا، وإذا أوصلت إليه الفاسد صار ضارا مفسدا فعليها –أي على الأذن- قوامه –قوام القلب- وصلاحه وقد قال الله سبحانه وتعالى مبينا أهمية السمع ومسؤولية الإنسان عن سمعه {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} فأنت مسؤول يا عبد الله، وكذلك أمة الله عن السمع لأن به انتفاع القلب وخيره، أو فساده وشره"
والكلام السابق عن كون السمع المدخل للقلب وحده كلام باطل فالأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان كلها مداخل للقلب كالعين ترى مثلا في حالة الرجل المرأة وفى حالة المرأة الرجل والفم مدخل للطعام والشراب وكلها متعلقات بشهوات القلب
والخطأ أيضا عدم نوم السمع يتنافى مع ما نعرفه في الواقع من أن النائم لا يسمع ما يدور حوله ولذا سمى بعضنا بعضا ثقيل الأذن وخم نوم فإذا ناديت عليه مرات بصوت عادى لا يستجيب إلا بعد أن توقظه بصوت عالى أو تهزه عدة مرات فالنوم هو نوم لكل الأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان
وتحدث مكررا كلامه عن السمع فقال :
"وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} فذكر تعالى الذين يهتدون بكتابه وعطف بعد ذلك بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلامه، وأقبلوا على سماع ما يضر قال ابن كثير في تفسير الآية: عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب وقد جاء عن ابن عباس في تفسير له الحديث: هو الباطل والغناء وقد سئل ابن مسعود عن الآية: فقال الغناء والله الذي لا إله إلا هو يعني هو لهو الحديث المذكور في الآية رددها ثلاث مرات لهو الحديث وكذلك قال العلماء في قوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} فما هو صوت الشيطان؟ {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} هل تسمع يا عبد الله صوت الشيطان؟ فما هو صوته إذا؟ قال العلماء: اللهو والغناء هذا عن مجاهد وغيره من أهل العلم وقال تعالى موبخا للكفرة: {أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولا تبكون* وأنتم سامدون} قال عكرمة عن ابن عباس: السمود لغة يمانية يعني الغناء، يقال: اسمدي لنا، أي غني لنا فهذا الغناء إذا هو صوت الشيطان، وهو الغناء الذي انشغل به الكفار وعكفوا عليه {وأنتم سامدون} وهو لهو الحديث الذي يضل عن سبيل الله"
وكل هذا الكلام عن كون الغناء فقط هو لهو الحديث خاطئ فكل أنواع الكلام الباطلة لهو للحديث وقد قال بعضهم أن الحكايات والقصص الفارسية كانت من ضمن أو هى لهو الحديث ولكن اللهو هو كل أنواع الكلام الذى يخالف كتاب الله في أحكامه
كما أن الغناء ليس كله حرام فمن الغناء حلال وهو الذى كلامه طيب لا يخالف أحكام الله
وتحدث المنجد عن المعازف فذكر الحديث الشهير بقوله :
"وقد أخبر النبي (ص)عن وعيد قوم فقال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم –يعني الفقير لحاجة- فيقولون: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيام فهذه المعازف جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها وقد دل الحديث على تحريم المعازف من وجهين أولهما: قوله عليه الصلاة والسلام: يستحلونه فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف محرمة في الشرع وثانيهما: أنه قرن المعازف بما حرمته معلومة بالضرورة وهو الزنا والخمر ولو لم تكن المعازف محرمة لما قرنها بهذه المحرمات أخبرنا عن قوم يستحلون الحر: يعني الفرج وهو الزنا والحرير: للرجال وهو محرم والمعازف: آلات الملاهي، أصوات الملاهي والمعازف هؤلاء سينزل منهم أقوام إلى جنب علم، قيل الجبل العالي وقيل البناء العالي يروح عليهم: أي الراعي، بسارحة: يعني من غنم ونحوه، فيأيتهم الفقير يقولون: تعال غدا فماذا يحدث في الليل؟ يبيتهم الله: يهلكهم ليلا، والتبييت هو هجوم العدو بالليل ويضع العلم: أي يوقع عليهم البناء، أو يوقع عليهم الجبل، فيدكدكه فوقهم ويمسخ آخرين قردة وخنازير؛ فمن لم يهلك بهذا الهدم فوق رأسه مسخ قردا أو خنزيرا فهذا يدل على خطورة الاستماع على المعازف واستحلالها واعتقاد حلها وهي حرام"
والحديث باطل لا يمكن نسبته للنبى(ص) فهو يحرم الحرير كله وهو ما يناقض إباحته في أحاديث أخرى للنساء وأيضا للرجال بشروط ولم يحرم الله لباسا طالما كان يستعمل استعمالا مباحا
زد على هذا أنه ينسب للنبى(ص) العلم بالغيب وهو لا يعلمه كما قال تعالى على لسانه:
" لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وقد طالبه الله أن يقول:
" ولا أعلم الغيب"
كما أن القائل ينسب الأمة لنفسه والأمة هى أمة المسلمين وليست أمة القائل كما قال تعالى :
"وأن هذه أمتكم أمة واحدة"
ومن ثم فكل ما بنى على الحديث باطل وتحدث المنجد عن الأصوات الباطلة من خلال حديث أخر مناقض للسابق فقال :
"وقد أخذ النبي (ص)بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم، فوجده يجود بنفسه، فأخذه النبي (ص)فوضعه بحجره فبكى فقال له عبد الرحمن: أتبكي؟ أولم تكن نهيت عن البكاء؟ قال عليه الصلاة والسلام: لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند مصيبة: وهو النياحة، خمش وجوه وشق جيوب قال: ورنة شيطان رواه الترمذي وهو حديث حسن فسمى الغناء رنة الشيطان وسماه صوتا أحمقا وعن أنس قال: قال رسول الله (ص): صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة رواه البزار وهو حديث حسن وهذا يدل على أن صوت المزمار وهو من آلات العزف محرم وقال عليه الصلاة والسلام: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة فهذا يدل بلا شك على حرمته وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله (ص)نهى عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وقال: كل مسكر حرام قال سفيان الراوي لعلي بالبذيمة، لشيخه: ما الكوبة؟ قال: الطبل فإذا نهى عن الخمر والميسر والطبل والغبيراء وقال: كل مسكر حرام رواه أبو داود وأحمد وهو حديث صحيح وفي عون المعبود الكوبة تفسر: بالطبل والغبيراء: نوع من الشراب من الذرة مثل الخمر لا فرق بينها وبينها في التحريم"
وكل هذه الأحاديث باطلة لا يمكن نسبتها للنبى(ص)فمثلا حديث الصوتان الملعونان وتحديده بمزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة يناقض أن الصراخ وهو الرنة عند الفرح وعند غيره محرمة أيضا لكونه إزعاج كما يناقض التفسير المعروف لأنكر الأصوات والكل يناقض تحريم الله الجهر بقول السوء أيا كان إلا عند الظلم كما قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ومن ثم كل الأصوات العالية محرمة بالسوء وهو الباطل محرمة إلا ما استثنى الله وهو سب المظلوم للظالم عند غضبه
وتحدث عن غيب أيضا فقال :
"وعن عمران بن حصين أن رسول الله (ص)قال: في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف خسف بالأرض مسخ: من الهيئة البشرية إلى شكل القرد والخنزير وقذف: بشيء من السماء كالحجارة يقذفون، ويخسف بهم ويمسخون قال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور رواه الترمذي وهو حديث صحيح القينات يعني المغنيات المعازف"
وكما سبق القول لا يمكن للنبى(ص) معرفة الغيب ممثل في المسخ والخسف والقذف لأنه لا يعلم حتى ما يحدث له كما قال تعالى على لسانه:
"وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
وتحدث عما ظهر في عصرنا من ألات الموسيقى فقال :
" الآلات الموسيقية لقد ظهرت في عصرنا بهذه القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت والأسطوانات الموزعة في كل حدب وصوب وموجات الإذاعات ظهرت ظهورا لم تظهر في العالم بمثله من قبل لا يوجد أي وقت من الأوقات في العالم سابقا ظهرت القينات والمغنيات والمعازف مثل الظهور الذي يحصل الآن ولذلك بقي نزول العذاب: خسف ومسخ وقذف وهو حديث صحيح رواه الترمذي وهذا وحي، ولا بد أن تسمع يوما أو يسمع من بعدك يا عبد الله بخسف ومسخ وقذف لأن القينات والمعازف قد ظهرت فاستجلب سبب العذاب بهذا الظهور، الإعلان على الملأ"
وهذا الكلام عن ظهور القينات والمعازف كلام خاطىء ففى كل عصور الكفر تزدهر تلك الصناعة في كل الأمم ولا يوجد استثناء وما حدث في عصرنا هو استحداث وسائل نشرها ومن الممكن أن يكون هذا موجودا في عصور قديمة
والمنجد لا يفرق بين الغناء وهو كلام وبين الآلات الموسيقية فهى ليست كلام وإنما أصوات لا معنى لها تصدر عن الآلات ويعطيها الإنسان المعنى الذى يوافق هواه وحرمتها ليست بسبب الأصوات لكونها بلا معنى وإنما بسبب الإسراف في تصنيع الآلات دون فائدة وبسبب إضاعتها للوقت فيما لا نفع منه
ثم حدثنا حديثا أخر فقال :
"وجاء عن عائشة رضي الله عنه أن بنات أخيها خفضن: يعني ختن فألمن أصابهن الألم نتيجة الختان، والختان مستحب للمرأة وليس بواجب فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين، ألا ندعو لهن من يلهيهن يعني البنات في ألا ندعو لهن من يشغلهن عن الألم؟ قالت: بلى فأرسلوا إلى فلان، أحد المنشدين، فأتاهم ليس معه معازف، يغني بصوته فقط فمرت به عائشة في البيت فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربا وكان ذا شعر كثير رأته يتغنى ويحرك رأسه طربا كما يفعل بعض المنشدين الآن في مهرجانات الأناشيد التي يسمونها إسلامية والإسلام بريء منها ومنهم يتغنى ويحرك رأسه طربا هذا ما معه معازف، هذا يحرك رأسه طربا القضية فيها طرب، فيها طرب ونشوة، وكان ذا شعر كثير وهاهم الآن يتمايلون باسم الأناشيد الإسلامية، يتمايلون ويرفعون أياديهم وأمامهم النوتات، وفيديو كليب ومهرجانات، ويسمونها إسلامية ثم صار لها دورات، مسابقات، إنتاجات، طرب، طرب، طرب، لا تربي أخلاق حسنة في النفوس ولا السامعون أصلا حول المعاني، السامعون مع الألحان، مع المؤثرات الصوتية التي شابهت أصوات المعازف الأثر في النفوس هو هو، والنتيجة بعد المؤثرات الصوتية هو هو فرأته عائشة يتغنى ويحرك رأسه طربا، وكان ذا شعر كثير فقالت عائشة: أف، شيطان، أخرجوه، أخرجوه فأخرجوه "
والحديث باطل لأن الختان لا يقره دين الله لأنه تغيير لخلقة الله استجابة لقول الشيطان الذى قصه الله وهو:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
والختان هو اعتراض على خلقة الله الحسنة بتغييرها وفى إحسان خلقه قال :
" الذى أحسن كل شىء خلقه"
ثم نقل كلاما أخر فقال :
"وجاء عن عبد الله بن مسعود أنه قال: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل صحيح موقوفا
وقال شيخ الإسلام: مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا طبل عود كمنجة قانون أورج، الذي هو، كل أنواع المعازف محرمة وقال رحمه الله: المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس يعني الخمر وقال عمن يكثر من سماع الغناء ويعتاده: ولذلك يوجد من اعتاده واغتذى به، لا يحن إلى سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية، وألسن لاغية وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب ولذلك قال العلماء عن الغناء: رقية الزنا وشرك الشيطان وخمرة العقول يصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل، لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي: أما مالك فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال: إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب وسئل مالك رحمه الله عمن يرخص الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق أما أبو حنيفة فيجعله من الذنوب وأهل الكوفة كسفيان وحماد والشعبي لا اختلاف بينهم، وكذلك أهل البصرة من الفقهاء على المنع منه الغناء بدون معازف، الغناء بدون معازف يقول الشافعي: يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته، وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن الغناء فقال: - هذا غناء بدون معازف، بدون معازف – قال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق فإذا الغناء بحد ذاته، الغناء بحد ذاته بدون مؤثرات صوتية وبدون معازف، الغناء بحد ذاته مكروه عند بعض العلماء محرم عند آخرين
فإذا صار بالمعازف أو ما يشابهها من الآلات الصوتية والآلات الحديثة والتامبلر وغير ذلك فهو حرام قطعا فإذا صار بصوت المرأة الأجنبية البالغة فهو حرام أشد تحريما والآن القنوات بأصوات النساء مع المعازف بجميع وسائل تنقية الصوت والمؤثرات صباح مساء على آذان العباد تصب فوق رؤوسهم الحميم وذكر ابن قدامة في المغني أن آلة اللهو كالطنبور والمزمار آلة للمعصية بالإجماع وقال ابن الصلاح –من فقهاء الشافعية- فليعلم أن الدف والشبابة إذا اجتمعت فاجتماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين ولم يثبت من أحد ممن يعتد بقوله من الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع
وقوله: ممن يعتد بقوله: لأن هنالك ناس لا يعتد بقوله، وبعضهم ممن يدعي العلم في العصر الحديث يبيحونه ولذلك قال لك ابن الصلاح: ممن يعتد بقوله فإذا هنالك من لا يعتد بأقوالهم يبيحونه ومنهم من يبيح الموسيقى الهادئة ومنهم من يبيح القليل من سماع المعازف ومنهم ومنهم وما أخطرهم وأكثرهم الذين يشرعون بالتلاعب بالأدلة إباحة الغنا يشرعون ويؤلفون فيه ويريدون أن يكون هذا الأمر عاديا، حتى لا يشعر المسلم وهو يسمع أنه يعصي "
وكل ما قاله المنجد هو كلام بشر وليس كلام الله فالحل والحرمة بكلام الله وليس بأقوال بشر مهما قيل أنهم علماء فأى علم هذا الذى لا يفرق بين الكلام الباطل والكلام الحق فالغناء وهو كلام منه ما يوافق كتاب الله وهو الحلال ومنه ما يعارض كتاب الله وهو المحرم فمثلا قوله تعالى :
" وقولوا للناس حسنا"
وهو الكلام الحق لم يحدد الله طريقة توصيله هل هو كلام عادى أم كلام غناء أو شعر ....ومن ثم فكل طريقة توصل المعنى مباحة طالما هدفها هو ايصال الحق
والكلام المحرم هو كلام السوء أى الباطل إلا كلام المظلوم كما قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ولم يحدد الله كونه عاديا أم شعر أم غناء
ومن ثم مناط الحكم هو حسن القول أو سوءه وليس وسيلة توصيله وحاول المنجد أن ينكر الأحاديث الدالة على إباحة بعض الغناء فقال :
"فيقولون: هذا يعني مباح أين هذا من حداء أنجشة الذي كان يحدو بالإبل؟ أين هذا من إنشاد البنات الصغيرات بشعر في الجاهلية عن يوم بعاث في العيد؟ أين هذا من استثناء الدف المجرد للنساء في الأعراس والأعياد؟ فالنصوص واضحة في استثناء الدف للنساء، الدف أصلا محرم من المعازف، لكن استثناه الشرع وهو يعلم ما يصلح للنفوس، والنساء تحديدا أباحه لهن في الأعراس والأعياد، وليس طيلة السنة، والدف المجرد وغناء النساء البالغات لا يجوز أن يسمعه الرجال، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما سمع صوت البنات غير البالغات، الجاريات، جويريات، يضربن بالدف ولذلك لو وصل إليك صوت البنات الصغيرات يضربن بالدف في العيد أو في العرس غير البالغات فلا إثم عليك والنبي عليه الصلاة والسلام وصل إليه ولم يتقصد سماعه، ولم يذهب إليه ليجلس عنده ولكن وصل إليه الصوت ونهى أبا بكر عن منعهن بنات غير بالغات في العيد يضربن بالدف بأشعار مباحة، فهذا مباح لهن هذا الاستثناء الآن يريدون أن يجعلوه شرعة ومنهاجا"
ونجد الرجل خرج من الموضوع تماما فتحدث عن الدف وهو آلة بينما أصل الكلام هو الغناء فحداء أنجشة وإنشاد البنات كان كلاما ولم يكن موسيقا
وتحدث عن انتشار الغناء من خلال الأجهزة المستحدثة فقال :
"عباد الله!
انتشرت الموسيقى، وهذا منكر طبعا، غير قضية الغناء الذي سبقت الإشارة إليه، في جميع الأجهزة والآلات تقريبا: جوالات، حواسيب، ساعات، سنترالات، مصاعد، ألعاب أطفال، أجراس البيوت، أدوات تعليمية أما المحلات ففي الفنادق والمطاعم والطائرات وصالات الانتظار والحافلات أما الوسائط التي تحويه من أشرطة وأسطوانات مدمجة وأجهزة إم بي ثري وإم بي فور، وتبث التلفزيونات والقنوات والإذاعات هذا الكلام يوميا ليلا ونهارا ثم يأتي من أبناء المسلمين وبنات المسلمين من يدعمون قنوات الأغاني برسائل الإس إم إس ويرسلوا لها بعشرة ريال وثمانية وسبعة، وبحسب الأرقام يكون الخصم 7000، 7900، 7800، وتبدأ الأرقام وهكذا، وهكذا يدعمون القنوات، قنوات الفسق والفجور التي تجمع بين الغناء المحرم والمعازف النساء البالغات والمتعريات الآن الفيديو كليب مع الرجال في مشاهد يسمونها "حميمة" ويسمونه "حب" وهو وسيلة لممارسة الحب عندهم وهو يعني الزنا والفاحشة ولما صارت الليالي الساهرة وجلسات الأنس والطرب وهكذا التي عكف عليها الناس، وافتتن الشباب والشابات بالمغنين والمغنيات لدرجة أنهم صاروا يقلدونهم، ويتسمون بأسمائهم بل إن أحدهم غير شكله بعمليات جراحية ليشابه مغنية من المغنيات وجرت معه مقابلة طلب تواقيع وتصوير وتعليق الصور في غرف النوم والدراسة وخلفيات الجوالات وشاشات الحواسيب وتعليق الأسماء حول أعناق الفتيات، والكتابة على القمصان ومن الأمام والخلف، والتنافس في شراء الألبومات والأسطوانات المدمجة، وجعل نغمات الجوالات وشراء نغمات الجوالات، وتحميل النغمات من الموسيقى والأغاني على الجوالات، وهكذا عجب عجاب في الساحات والمنتديات، معجبون ومعجبات
والأقمار الصناعية، الأقمار الفضائية التي تبث بالعربي وبغير العربي أنواع القنوات ما أكثرها عجب! إن نبينا لما قال: إذا ظهرت فإنه وحي يوحى وربما لو أراد بعض الناس أن يتخيل في الماضي الظهور لتخيله في بعد معين ومعنى معين بحسب ما يعيشه لكن من عاش إلى زماننا قرأ معنى الظهور، في هذه القنوات معنى الظهور بجميع أشكاله وأنواعه هذا الظهور العجيب، وهذه القنوات بأسمائها من الطرب والمزيكا والغنوة والأوتار والنغم ونحو ذلك بجميع المشتقات، وبالعربية وبغير العربية
أما على مستوى العالم فإن انتشار الغناء أمر مذهل، أمر مذهل، مذهل للغاية وفي عام 2005 بلغت مبيعات الأغاني في الولايات المتحدة 4783 مليون دولار، أكثر من أربعة مليارات، قرابة خمس مليارات وناهيك عما يكون في أوربا وأمريكا وغيرها ويتم استيراد هذه الأغاني وتحميلها من المواقع وتنزيلها من المواقع ودفع الناس في أكثر من 20 دولة في استهلاك الموسيقى 123 بليون دولار على شكل دي في دي وسيدي وأشرطة كاسيت وتم تحميل أكثر من 20 مليون أغنية من موقع واحد وفي موقع آخر يوجد ربع مليون مشترك ليسمعوا 28 مليون أغنية في شهر أكتوبر عام 2006 ويتوقع أن تصل مبيعات الغناء إلى 33 بليون على الإنترنت فقط وفي نوفمبر الماضي اشترى محبو الموسيقى 77 مليون أغنية من الإنترنت، و4 مليون قرص ليزري من أغنية واحدة ومن المتوقع أن يكون ثلث مبيعات الموسيقى عن طريق الإنترنت وهناك قضايا ومحامون ومرافعات قانونية في حماية الأغاني التي تحمل حتى لا يحصل الاعتداء عليها وعدد الأقراص الموسيقية التي تباع تقريبا الآن في العالم يساوي عدد الأقراص الفارغة: 24 بليون سيدي من الأغاني وأما ما يأخذه مدراء التشغيل والإشراف والبث من الأجور فهو من المداخيل العالية جدا على مستوى العالم وهكذا إذا صرنا في ظهور المعازف كما أخبر نبينا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فماذا نحن فاعلون لأنفسنا وأولادنا وللمجتمع عموما؟"
وكلام المنجد هنا صحيح فالموجود من الغناء والموسيقى في عالمنا الحالى معظمه حرام يقصد به الإفساد وهو يدل على فساد الحكومات أولا ونجاحها في إفساد الناس وإبعادهم عن دين الله لأنهم يريدون ذلك ثانيا
وتحدث عن دور العلماء في محاربو الفساد في هذا المجال فقال :
"عباد الله!
ما قصر علماؤنا رحمهم الله في بيان أضرار المعازف والغنا، وذكروا بأنها تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع، وتلهي القلب وتصده عن فهم القرآن وتدبره والقلب المملوء بالألحان، المملوء بالأغاني كيف يتدبر كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد كتاب الله ينهى عن اتباع الهوى، والأغاني كلها هوى كتاب الله يأمر بالعفة وهذه الأغاني والمعازف تدعو إلى الفحشاء، وحب وغرام كتاب الله يحمل المكلف على مقاومة داعي الهوى في نفسه، ويجنبه الشهوات المؤدية إلى النار، وهذه الأغاني والمعازف تدعو إلى فعل القبيح ووصل كل مليحة ومليح فهي والخمر رضيعا لبان، وفي تهييجهما على الفسق والعصيان فرسي رهان ماذا يفعل الغناء في القلب؟ هلا نظرنا في الأثر؟ هل يجتمع القرآن، هل تجتمع الألحان مع القرآن؟
حب الكتاب وحب ألحان الغناء في قلب عبد لا يجتمعان
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بشرائع الإيمان
واللهو خف عليهم لما رأوا ما فيه من طرب ومن ألحان
يا لذة الفساق لست كلذة الأبرار في عقل ولا قرآن
هذا مجلبة للشياطين هذا صاحب قرآن السوء هذا رقية الزنا وداعي الفاحشة بل في كلمات الأغاني الآن دعوات صريحة لممارسة الحرام قال يزيد بن الوليد: يا بني أمية، إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويثير الشهوة ويهدم المروءة وينوب عن الخمر يسكر ولذلك ترى بعض الذين يستمعون لها يديرون رؤوسهم في نشوة بل يغيبون بها عن الواقع وبعض الذين يسمعون موسيقى، موسيقى عبادة الشيطان والهيفي ميتال والبلاك ميتال، موسيقى تؤدي للانتحار كما ذكر علماء النفس، تحمل في النهاية على قتل النفس، وهذا مجرب ومعروف عند عدد من المراهقين والمراهقات وصخب الموسيقى يتلف في الأذن أنواعا من الخلايا، بل إن بعض المؤثرات الصوتية في آذان الذين يسمعونها أشد من ضجيج الطائرات في أذن الذي يقودها عند المدرج، لأنه يضع ما يقي أذنيه، وهؤلاء يضعونها على آذانهم فهم في الشارع يمشون بها ويعلقون المسجل، يعلقون أنواع الأجهزة ذات التقنية الحديثة والنقاء حتى إذا مشى يسمع وإذا جلس يسمع وفي السيارة يسمع وفي البيت يسمع وفي الجهاز يسمع، في العمل يسمع، دائما هي صارت سكر، سكر مثل الخمر لا يستطيع أن يتركه وإذا نهى الله عز وجل النساء أن يضربن بأرجلهن حتى لا تسمع أصوات الخلاخل {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} فيفتتن الرجال؛ فكيف بصوتها إذا تغنجت وتأوهت ورافق ذلك هذه المعازف والتاريخ دليل على أنه ما من أمة أوغلت في الغناء والمعازف إلا أصيبت بالضعف والخور، وصارت القلوب في هلع، ولذلك لا يثبتون في الحروب وهذه المعازف من أسباب العذاب {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
وتأمل انتشارها في الأعراس، الفرق، حفلات النجاح، والجوالات في المساجد، حتى بيوت الله، لم تسلم من هذا، لم تسلم من الموسيقى والغناء لو كانت مباحة، لماذا يلتفت الناس برؤوسهم إلى من يصدر جواله في المسجد موسيقى، وينظرون إليه ويقولون: أغلق هذا ويقوم محرجا يهرول لماذا؟ لو كانت الموسيقى مباحة لكان اشتغالها في المساجد لا حرج فيه، ولما تطلعت النفوس بالإنكار إلى من اشتغل جواله بالموسيقى في المسجد واسأل نفسك يا عبد الله سؤالا صريحا بينك وبين نفسك، لا تحتاج معه إلى مفت ولا إلى دليل، وقل لها: لو كان محمد بن عبد الله حاضرا أمام هذه الموسيقى والأغاني، فهل تراه سيسمعها ويرضى بها ويقرها أم لا؟ ما تحتاج إلى مفتي اسأل نفسك: لو كان محمد بن عبد الله (ص)حاضرا في المجلس، يسمع الموسيقى والغناء، هل يقر ذلك؟ هل يرضى به؟ هل يأذن به؟ هل يبيحه؟ هل يقول: دعهما يا أبا بكر؟
ومن المعلوم أن هذه الموسيقى والأغاني ليست من فعل القدوات، ولكنهم اليوم يصرون في باب خلط الأوراق على أن القائمين بها نجوم وأبطال، وإذا ماتوا سموهم شهداء، شهيد الفن إن الشهادة منزلة عالية عند الله الشهيد منزلته عالية وكيف يكون الفاسق شهيدا والذي يضل الناس ويسكرهم بهذه الألحان والأغاني يكون شهيدا؟ ثم تأمل في إهدار الوقت وضياعه، وماذا حصل لبعض الناس من أمثلة سوء الخاتمة عندما كان آخر ما يسمعه من الدنيا عند خروجه منها هذا الغناء وهذه المعازف وحوادث السيارات، بعض حوادث السيارات شاهدة على ذلك"
والمنجد هنا يعمم القول بالحرمة كما سبق له القول والغناء والموسيقى يمكن استعمالهما في نشر أحكام الإسلام ولكن لا أحد يفعل ذلك إلا نادرا فحتى ما يسمونه خطأ الغناء الدينى يركز على الصلاة على النبى(ص) ومدحه بدلا من أن يركز على نشر الأخلاقيات الحميدة
إن كل شىء يمكن تنظيمه حسب أحكام الله ولكن الحكومات لا تريد أن يستفيق الناس من عصيانهم لأن عصيانهم يجعل الحكومات تستمر على كراسيها
وتحدث عن العلاج بالموسيقى فقال :
"عباد الله!
وصلت القضية إلى درجة أنه يوجد اليوم شيء اسمه العلاج بالموسيقى والمعلوم أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها كيف يجعل الله الشفاء فيما حرم؟ بينما أثبتت الدراسات، حتى التي صارت في الغرب، على أن القرآن علاج، وأنه يزيد القدرة على التركيز، وعالج أمراض مزمنة ومستعصية وله تأثير ملموس في تحسين السلوك والقدرة على التعامل على الآخرين وهو سبب مباشر لهدوء النفس وعلاج للتوتر العصبي وأن سماع القرآن، بالتجارب، قد أثر إيجابا في تسكين الغضب وعلاج سرعة التهور والتخلص من الخوف والقلق
والتردد وتحسين القدرة على النطق، بل عالج أمراضا، وبعضها من الأمراض الخطيرة ليس من سبب إلا سماع كلام الله"
وقطعا لا يوجد علاجا بالموسيقى وهو نوع من الدجل الغرض منه جمع أموال الأغنياء الأغبياء ثم أنهى كلامه بقول ابن باز:
"قال الشيخ عبد العزيز بن باز: نصيحتي لجميع الرجال والنساء عدم استماع الأغاني، فالأغاني خطرها عظيم، وقد بلي الناس بها، وهذا من البلاء فالواجب على أهل الإسلام من الرجال والنساء أن يحذروا شرها، وأن يعتاضوا عنها بسماع ما ينفعهم من كلام الله عز وجل وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ومن كلام أهل العلم وما ينفعه في الدنيا والآخرة والواجب على كل من ساهم أو يساهم في شركات الأغاني أن يتوب إلى الله، وأن يحذر غضبه، وألا يشتري منها سهما، ولا يشارك فيها وقد قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان} "
والكلام كله تعميم للحرمة وكما سبق القول لا يوجد في الغناء والموسيقى حلال تام ولا حرمة تامة وإنما مناط الحل والحرمة هو نوع الكلام
الخطيب هو محمد صالح المنجد وهى تدور حول ظهور القينات وانتظار الفتن وهو عنوان خاطىء فالفتن تكون في كل وقت وليست مرتبطة بشىء معين كما قال تعالى:
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وقد استهلها بالحديث عن كون القلب قائد للبدن وأن القلوب على نوعين فقال :
"فإن الله سبحانه وتعالى جعل القلب قائدا للبدن، وجعل العقل في القلب، ومن الناس لهم قلوب لا يعقلون بها، ومن الناس من يعقل آيات الله تعالى والوحي الذي أنزله على نبيه (ص)ولما كان القلب للبدن كالملك، والأعضاء جنودا تأتمر بأمره كانت المحافظة على القلب في غاية الأهمية لأن هذا القلب إذا صار سليما نقيا معمورا بذكر الله استقامت حال الإنسان، وإذا صار القلب مدنسا ملطخا فيه نكتة سوداء جراء المعصية تتبعها نكتة أخرى حتى يصبح أسود مربادا كالكوز مجخيا، مقلوبا منكوسا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا حتى يكون القلب مطمئنا لا بد من المحافظة عليه، ومراقبة ما يدخل إليه"
والكلام عن كون كل الأعضاء جنود ليس سليما وإنما هى الأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان وهى اليد والرجل والفرج والعينين والسمع والفم واللسان وأما الجهاز الداخلية الهضمى والتنفسى والدورى... فهذا خارج نطاق تحكم الإنسان
وتحدث عن كون السمع هو مدخل القلب فقال :
"وأعظم طريق للقلب هو السمع والقلوب والسرائر خزائن، ولا منفذ للقلوب إلا من دهليز السماع، ولا منفذ للقلوب إلا من دهليز الأسماع، فهي أعظم طريق والسماع للقلب محك صادق، ومعيار ناطق وقد قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} ولذلك فإن السمع أول عضو يؤدي وظيفته عند خروج الطفل إلى الدنيا، فيسمع بأذنه بخلاف العين، فإنها في البداية لا تؤدي مهمتها وإذا نام الإنسان فكل شيء يسكن فيه إلا سمعه ولذلك لما أراد الله تعالى أن يمكث أهل الكهف مئات السنين في كهفهم {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا} وهذا السمع عظيم وخطره جسيم، وأول ما ينبغي أن يطرق سمع المولود ذكر الله تعالى {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار} قدم السمع على البصر، وكذلك في قوله {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} وفي قوله {وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة} وفي قوله {وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة} وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: سجد وجهي لمن خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته رواه مسلم فالسمع هو الأذن لا تنام، والشيء الذي لا ينام أرقى من الشيء الذي ينام، ولذلك لا تنام الأذن بينما تنام العين هذه الأذن التي تعمل وظيفتها في الليل والنهار، والضوء والظلام، وفي سائر الأحوال، إنها طريق ومنفذ مباشر إلى القلب، بها يتأثر، فإذا أوصلت إليه النافع صار حيا، وإذا أوصلت إليه الفاسد صار ضارا مفسدا فعليها –أي على الأذن- قوامه –قوام القلب- وصلاحه وقد قال الله سبحانه وتعالى مبينا أهمية السمع ومسؤولية الإنسان عن سمعه {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} فأنت مسؤول يا عبد الله، وكذلك أمة الله عن السمع لأن به انتفاع القلب وخيره، أو فساده وشره"
والكلام السابق عن كون السمع المدخل للقلب وحده كلام باطل فالأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان كلها مداخل للقلب كالعين ترى مثلا في حالة الرجل المرأة وفى حالة المرأة الرجل والفم مدخل للطعام والشراب وكلها متعلقات بشهوات القلب
والخطأ أيضا عدم نوم السمع يتنافى مع ما نعرفه في الواقع من أن النائم لا يسمع ما يدور حوله ولذا سمى بعضنا بعضا ثقيل الأذن وخم نوم فإذا ناديت عليه مرات بصوت عادى لا يستجيب إلا بعد أن توقظه بصوت عالى أو تهزه عدة مرات فالنوم هو نوم لكل الأعضاء التى يتحكم فيها الإنسان
وتحدث مكررا كلامه عن السمع فقال :
"وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} فذكر تعالى الذين يهتدون بكتابه وعطف بعد ذلك بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلامه، وأقبلوا على سماع ما يضر قال ابن كثير في تفسير الآية: عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب وقد جاء عن ابن عباس في تفسير له الحديث: هو الباطل والغناء وقد سئل ابن مسعود عن الآية: فقال الغناء والله الذي لا إله إلا هو يعني هو لهو الحديث المذكور في الآية رددها ثلاث مرات لهو الحديث وكذلك قال العلماء في قوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} فما هو صوت الشيطان؟ {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} هل تسمع يا عبد الله صوت الشيطان؟ فما هو صوته إذا؟ قال العلماء: اللهو والغناء هذا عن مجاهد وغيره من أهل العلم وقال تعالى موبخا للكفرة: {أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولا تبكون* وأنتم سامدون} قال عكرمة عن ابن عباس: السمود لغة يمانية يعني الغناء، يقال: اسمدي لنا، أي غني لنا فهذا الغناء إذا هو صوت الشيطان، وهو الغناء الذي انشغل به الكفار وعكفوا عليه {وأنتم سامدون} وهو لهو الحديث الذي يضل عن سبيل الله"
وكل هذا الكلام عن كون الغناء فقط هو لهو الحديث خاطئ فكل أنواع الكلام الباطلة لهو للحديث وقد قال بعضهم أن الحكايات والقصص الفارسية كانت من ضمن أو هى لهو الحديث ولكن اللهو هو كل أنواع الكلام الذى يخالف كتاب الله في أحكامه
كما أن الغناء ليس كله حرام فمن الغناء حلال وهو الذى كلامه طيب لا يخالف أحكام الله
وتحدث المنجد عن المعازف فذكر الحديث الشهير بقوله :
"وقد أخبر النبي (ص)عن وعيد قوم فقال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم –يعني الفقير لحاجة- فيقولون: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيام فهذه المعازف جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها وقد دل الحديث على تحريم المعازف من وجهين أولهما: قوله عليه الصلاة والسلام: يستحلونه فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف محرمة في الشرع وثانيهما: أنه قرن المعازف بما حرمته معلومة بالضرورة وهو الزنا والخمر ولو لم تكن المعازف محرمة لما قرنها بهذه المحرمات أخبرنا عن قوم يستحلون الحر: يعني الفرج وهو الزنا والحرير: للرجال وهو محرم والمعازف: آلات الملاهي، أصوات الملاهي والمعازف هؤلاء سينزل منهم أقوام إلى جنب علم، قيل الجبل العالي وقيل البناء العالي يروح عليهم: أي الراعي، بسارحة: يعني من غنم ونحوه، فيأيتهم الفقير يقولون: تعال غدا فماذا يحدث في الليل؟ يبيتهم الله: يهلكهم ليلا، والتبييت هو هجوم العدو بالليل ويضع العلم: أي يوقع عليهم البناء، أو يوقع عليهم الجبل، فيدكدكه فوقهم ويمسخ آخرين قردة وخنازير؛ فمن لم يهلك بهذا الهدم فوق رأسه مسخ قردا أو خنزيرا فهذا يدل على خطورة الاستماع على المعازف واستحلالها واعتقاد حلها وهي حرام"
والحديث باطل لا يمكن نسبته للنبى(ص) فهو يحرم الحرير كله وهو ما يناقض إباحته في أحاديث أخرى للنساء وأيضا للرجال بشروط ولم يحرم الله لباسا طالما كان يستعمل استعمالا مباحا
زد على هذا أنه ينسب للنبى(ص) العلم بالغيب وهو لا يعلمه كما قال تعالى على لسانه:
" لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وقد طالبه الله أن يقول:
" ولا أعلم الغيب"
كما أن القائل ينسب الأمة لنفسه والأمة هى أمة المسلمين وليست أمة القائل كما قال تعالى :
"وأن هذه أمتكم أمة واحدة"
ومن ثم فكل ما بنى على الحديث باطل وتحدث المنجد عن الأصوات الباطلة من خلال حديث أخر مناقض للسابق فقال :
"وقد أخذ النبي (ص)بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم، فوجده يجود بنفسه، فأخذه النبي (ص)فوضعه بحجره فبكى فقال له عبد الرحمن: أتبكي؟ أولم تكن نهيت عن البكاء؟ قال عليه الصلاة والسلام: لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند مصيبة: وهو النياحة، خمش وجوه وشق جيوب قال: ورنة شيطان رواه الترمذي وهو حديث حسن فسمى الغناء رنة الشيطان وسماه صوتا أحمقا وعن أنس قال: قال رسول الله (ص): صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة رواه البزار وهو حديث حسن وهذا يدل على أن صوت المزمار وهو من آلات العزف محرم وقال عليه الصلاة والسلام: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة فهذا يدل بلا شك على حرمته وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله (ص)نهى عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وقال: كل مسكر حرام قال سفيان الراوي لعلي بالبذيمة، لشيخه: ما الكوبة؟ قال: الطبل فإذا نهى عن الخمر والميسر والطبل والغبيراء وقال: كل مسكر حرام رواه أبو داود وأحمد وهو حديث صحيح وفي عون المعبود الكوبة تفسر: بالطبل والغبيراء: نوع من الشراب من الذرة مثل الخمر لا فرق بينها وبينها في التحريم"
وكل هذه الأحاديث باطلة لا يمكن نسبتها للنبى(ص)فمثلا حديث الصوتان الملعونان وتحديده بمزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة يناقض أن الصراخ وهو الرنة عند الفرح وعند غيره محرمة أيضا لكونه إزعاج كما يناقض التفسير المعروف لأنكر الأصوات والكل يناقض تحريم الله الجهر بقول السوء أيا كان إلا عند الظلم كما قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ومن ثم كل الأصوات العالية محرمة بالسوء وهو الباطل محرمة إلا ما استثنى الله وهو سب المظلوم للظالم عند غضبه
وتحدث عن غيب أيضا فقال :
"وعن عمران بن حصين أن رسول الله (ص)قال: في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف خسف بالأرض مسخ: من الهيئة البشرية إلى شكل القرد والخنزير وقذف: بشيء من السماء كالحجارة يقذفون، ويخسف بهم ويمسخون قال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور رواه الترمذي وهو حديث صحيح القينات يعني المغنيات المعازف"
وكما سبق القول لا يمكن للنبى(ص) معرفة الغيب ممثل في المسخ والخسف والقذف لأنه لا يعلم حتى ما يحدث له كما قال تعالى على لسانه:
"وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
وتحدث عما ظهر في عصرنا من ألات الموسيقى فقال :
" الآلات الموسيقية لقد ظهرت في عصرنا بهذه القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت والأسطوانات الموزعة في كل حدب وصوب وموجات الإذاعات ظهرت ظهورا لم تظهر في العالم بمثله من قبل لا يوجد أي وقت من الأوقات في العالم سابقا ظهرت القينات والمغنيات والمعازف مثل الظهور الذي يحصل الآن ولذلك بقي نزول العذاب: خسف ومسخ وقذف وهو حديث صحيح رواه الترمذي وهذا وحي، ولا بد أن تسمع يوما أو يسمع من بعدك يا عبد الله بخسف ومسخ وقذف لأن القينات والمعازف قد ظهرت فاستجلب سبب العذاب بهذا الظهور، الإعلان على الملأ"
وهذا الكلام عن ظهور القينات والمعازف كلام خاطىء ففى كل عصور الكفر تزدهر تلك الصناعة في كل الأمم ولا يوجد استثناء وما حدث في عصرنا هو استحداث وسائل نشرها ومن الممكن أن يكون هذا موجودا في عصور قديمة
والمنجد لا يفرق بين الغناء وهو كلام وبين الآلات الموسيقية فهى ليست كلام وإنما أصوات لا معنى لها تصدر عن الآلات ويعطيها الإنسان المعنى الذى يوافق هواه وحرمتها ليست بسبب الأصوات لكونها بلا معنى وإنما بسبب الإسراف في تصنيع الآلات دون فائدة وبسبب إضاعتها للوقت فيما لا نفع منه
ثم حدثنا حديثا أخر فقال :
"وجاء عن عائشة رضي الله عنه أن بنات أخيها خفضن: يعني ختن فألمن أصابهن الألم نتيجة الختان، والختان مستحب للمرأة وليس بواجب فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين، ألا ندعو لهن من يلهيهن يعني البنات في ألا ندعو لهن من يشغلهن عن الألم؟ قالت: بلى فأرسلوا إلى فلان، أحد المنشدين، فأتاهم ليس معه معازف، يغني بصوته فقط فمرت به عائشة في البيت فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربا وكان ذا شعر كثير رأته يتغنى ويحرك رأسه طربا كما يفعل بعض المنشدين الآن في مهرجانات الأناشيد التي يسمونها إسلامية والإسلام بريء منها ومنهم يتغنى ويحرك رأسه طربا هذا ما معه معازف، هذا يحرك رأسه طربا القضية فيها طرب، فيها طرب ونشوة، وكان ذا شعر كثير وهاهم الآن يتمايلون باسم الأناشيد الإسلامية، يتمايلون ويرفعون أياديهم وأمامهم النوتات، وفيديو كليب ومهرجانات، ويسمونها إسلامية ثم صار لها دورات، مسابقات، إنتاجات، طرب، طرب، طرب، لا تربي أخلاق حسنة في النفوس ولا السامعون أصلا حول المعاني، السامعون مع الألحان، مع المؤثرات الصوتية التي شابهت أصوات المعازف الأثر في النفوس هو هو، والنتيجة بعد المؤثرات الصوتية هو هو فرأته عائشة يتغنى ويحرك رأسه طربا، وكان ذا شعر كثير فقالت عائشة: أف، شيطان، أخرجوه، أخرجوه فأخرجوه "
والحديث باطل لأن الختان لا يقره دين الله لأنه تغيير لخلقة الله استجابة لقول الشيطان الذى قصه الله وهو:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
والختان هو اعتراض على خلقة الله الحسنة بتغييرها وفى إحسان خلقه قال :
" الذى أحسن كل شىء خلقه"
ثم نقل كلاما أخر فقال :
"وجاء عن عبد الله بن مسعود أنه قال: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل صحيح موقوفا
وقال شيخ الإسلام: مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا طبل عود كمنجة قانون أورج، الذي هو، كل أنواع المعازف محرمة وقال رحمه الله: المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس يعني الخمر وقال عمن يكثر من سماع الغناء ويعتاده: ولذلك يوجد من اعتاده واغتذى به، لا يحن إلى سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية، وألسن لاغية وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب ولذلك قال العلماء عن الغناء: رقية الزنا وشرك الشيطان وخمرة العقول يصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل، لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي: أما مالك فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال: إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب وسئل مالك رحمه الله عمن يرخص الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق أما أبو حنيفة فيجعله من الذنوب وأهل الكوفة كسفيان وحماد والشعبي لا اختلاف بينهم، وكذلك أهل البصرة من الفقهاء على المنع منه الغناء بدون معازف، الغناء بدون معازف يقول الشافعي: يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته، وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن الغناء فقال: - هذا غناء بدون معازف، بدون معازف – قال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق فإذا الغناء بحد ذاته، الغناء بحد ذاته بدون مؤثرات صوتية وبدون معازف، الغناء بحد ذاته مكروه عند بعض العلماء محرم عند آخرين
فإذا صار بالمعازف أو ما يشابهها من الآلات الصوتية والآلات الحديثة والتامبلر وغير ذلك فهو حرام قطعا فإذا صار بصوت المرأة الأجنبية البالغة فهو حرام أشد تحريما والآن القنوات بأصوات النساء مع المعازف بجميع وسائل تنقية الصوت والمؤثرات صباح مساء على آذان العباد تصب فوق رؤوسهم الحميم وذكر ابن قدامة في المغني أن آلة اللهو كالطنبور والمزمار آلة للمعصية بالإجماع وقال ابن الصلاح –من فقهاء الشافعية- فليعلم أن الدف والشبابة إذا اجتمعت فاجتماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين ولم يثبت من أحد ممن يعتد بقوله من الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع
وقوله: ممن يعتد بقوله: لأن هنالك ناس لا يعتد بقوله، وبعضهم ممن يدعي العلم في العصر الحديث يبيحونه ولذلك قال لك ابن الصلاح: ممن يعتد بقوله فإذا هنالك من لا يعتد بأقوالهم يبيحونه ومنهم من يبيح الموسيقى الهادئة ومنهم من يبيح القليل من سماع المعازف ومنهم ومنهم وما أخطرهم وأكثرهم الذين يشرعون بالتلاعب بالأدلة إباحة الغنا يشرعون ويؤلفون فيه ويريدون أن يكون هذا الأمر عاديا، حتى لا يشعر المسلم وهو يسمع أنه يعصي "
وكل ما قاله المنجد هو كلام بشر وليس كلام الله فالحل والحرمة بكلام الله وليس بأقوال بشر مهما قيل أنهم علماء فأى علم هذا الذى لا يفرق بين الكلام الباطل والكلام الحق فالغناء وهو كلام منه ما يوافق كتاب الله وهو الحلال ومنه ما يعارض كتاب الله وهو المحرم فمثلا قوله تعالى :
" وقولوا للناس حسنا"
وهو الكلام الحق لم يحدد الله طريقة توصيله هل هو كلام عادى أم كلام غناء أو شعر ....ومن ثم فكل طريقة توصل المعنى مباحة طالما هدفها هو ايصال الحق
والكلام المحرم هو كلام السوء أى الباطل إلا كلام المظلوم كما قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ولم يحدد الله كونه عاديا أم شعر أم غناء
ومن ثم مناط الحكم هو حسن القول أو سوءه وليس وسيلة توصيله وحاول المنجد أن ينكر الأحاديث الدالة على إباحة بعض الغناء فقال :
"فيقولون: هذا يعني مباح أين هذا من حداء أنجشة الذي كان يحدو بالإبل؟ أين هذا من إنشاد البنات الصغيرات بشعر في الجاهلية عن يوم بعاث في العيد؟ أين هذا من استثناء الدف المجرد للنساء في الأعراس والأعياد؟ فالنصوص واضحة في استثناء الدف للنساء، الدف أصلا محرم من المعازف، لكن استثناه الشرع وهو يعلم ما يصلح للنفوس، والنساء تحديدا أباحه لهن في الأعراس والأعياد، وليس طيلة السنة، والدف المجرد وغناء النساء البالغات لا يجوز أن يسمعه الرجال، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما سمع صوت البنات غير البالغات، الجاريات، جويريات، يضربن بالدف ولذلك لو وصل إليك صوت البنات الصغيرات يضربن بالدف في العيد أو في العرس غير البالغات فلا إثم عليك والنبي عليه الصلاة والسلام وصل إليه ولم يتقصد سماعه، ولم يذهب إليه ليجلس عنده ولكن وصل إليه الصوت ونهى أبا بكر عن منعهن بنات غير بالغات في العيد يضربن بالدف بأشعار مباحة، فهذا مباح لهن هذا الاستثناء الآن يريدون أن يجعلوه شرعة ومنهاجا"
ونجد الرجل خرج من الموضوع تماما فتحدث عن الدف وهو آلة بينما أصل الكلام هو الغناء فحداء أنجشة وإنشاد البنات كان كلاما ولم يكن موسيقا
وتحدث عن انتشار الغناء من خلال الأجهزة المستحدثة فقال :
"عباد الله!
انتشرت الموسيقى، وهذا منكر طبعا، غير قضية الغناء الذي سبقت الإشارة إليه، في جميع الأجهزة والآلات تقريبا: جوالات، حواسيب، ساعات، سنترالات، مصاعد، ألعاب أطفال، أجراس البيوت، أدوات تعليمية أما المحلات ففي الفنادق والمطاعم والطائرات وصالات الانتظار والحافلات أما الوسائط التي تحويه من أشرطة وأسطوانات مدمجة وأجهزة إم بي ثري وإم بي فور، وتبث التلفزيونات والقنوات والإذاعات هذا الكلام يوميا ليلا ونهارا ثم يأتي من أبناء المسلمين وبنات المسلمين من يدعمون قنوات الأغاني برسائل الإس إم إس ويرسلوا لها بعشرة ريال وثمانية وسبعة، وبحسب الأرقام يكون الخصم 7000، 7900، 7800، وتبدأ الأرقام وهكذا، وهكذا يدعمون القنوات، قنوات الفسق والفجور التي تجمع بين الغناء المحرم والمعازف النساء البالغات والمتعريات الآن الفيديو كليب مع الرجال في مشاهد يسمونها "حميمة" ويسمونه "حب" وهو وسيلة لممارسة الحب عندهم وهو يعني الزنا والفاحشة ولما صارت الليالي الساهرة وجلسات الأنس والطرب وهكذا التي عكف عليها الناس، وافتتن الشباب والشابات بالمغنين والمغنيات لدرجة أنهم صاروا يقلدونهم، ويتسمون بأسمائهم بل إن أحدهم غير شكله بعمليات جراحية ليشابه مغنية من المغنيات وجرت معه مقابلة طلب تواقيع وتصوير وتعليق الصور في غرف النوم والدراسة وخلفيات الجوالات وشاشات الحواسيب وتعليق الأسماء حول أعناق الفتيات، والكتابة على القمصان ومن الأمام والخلف، والتنافس في شراء الألبومات والأسطوانات المدمجة، وجعل نغمات الجوالات وشراء نغمات الجوالات، وتحميل النغمات من الموسيقى والأغاني على الجوالات، وهكذا عجب عجاب في الساحات والمنتديات، معجبون ومعجبات
والأقمار الصناعية، الأقمار الفضائية التي تبث بالعربي وبغير العربي أنواع القنوات ما أكثرها عجب! إن نبينا لما قال: إذا ظهرت فإنه وحي يوحى وربما لو أراد بعض الناس أن يتخيل في الماضي الظهور لتخيله في بعد معين ومعنى معين بحسب ما يعيشه لكن من عاش إلى زماننا قرأ معنى الظهور، في هذه القنوات معنى الظهور بجميع أشكاله وأنواعه هذا الظهور العجيب، وهذه القنوات بأسمائها من الطرب والمزيكا والغنوة والأوتار والنغم ونحو ذلك بجميع المشتقات، وبالعربية وبغير العربية
أما على مستوى العالم فإن انتشار الغناء أمر مذهل، أمر مذهل، مذهل للغاية وفي عام 2005 بلغت مبيعات الأغاني في الولايات المتحدة 4783 مليون دولار، أكثر من أربعة مليارات، قرابة خمس مليارات وناهيك عما يكون في أوربا وأمريكا وغيرها ويتم استيراد هذه الأغاني وتحميلها من المواقع وتنزيلها من المواقع ودفع الناس في أكثر من 20 دولة في استهلاك الموسيقى 123 بليون دولار على شكل دي في دي وسيدي وأشرطة كاسيت وتم تحميل أكثر من 20 مليون أغنية من موقع واحد وفي موقع آخر يوجد ربع مليون مشترك ليسمعوا 28 مليون أغنية في شهر أكتوبر عام 2006 ويتوقع أن تصل مبيعات الغناء إلى 33 بليون على الإنترنت فقط وفي نوفمبر الماضي اشترى محبو الموسيقى 77 مليون أغنية من الإنترنت، و4 مليون قرص ليزري من أغنية واحدة ومن المتوقع أن يكون ثلث مبيعات الموسيقى عن طريق الإنترنت وهناك قضايا ومحامون ومرافعات قانونية في حماية الأغاني التي تحمل حتى لا يحصل الاعتداء عليها وعدد الأقراص الموسيقية التي تباع تقريبا الآن في العالم يساوي عدد الأقراص الفارغة: 24 بليون سيدي من الأغاني وأما ما يأخذه مدراء التشغيل والإشراف والبث من الأجور فهو من المداخيل العالية جدا على مستوى العالم وهكذا إذا صرنا في ظهور المعازف كما أخبر نبينا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فماذا نحن فاعلون لأنفسنا وأولادنا وللمجتمع عموما؟"
وكلام المنجد هنا صحيح فالموجود من الغناء والموسيقى في عالمنا الحالى معظمه حرام يقصد به الإفساد وهو يدل على فساد الحكومات أولا ونجاحها في إفساد الناس وإبعادهم عن دين الله لأنهم يريدون ذلك ثانيا
وتحدث عن دور العلماء في محاربو الفساد في هذا المجال فقال :
"عباد الله!
ما قصر علماؤنا رحمهم الله في بيان أضرار المعازف والغنا، وذكروا بأنها تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع، وتلهي القلب وتصده عن فهم القرآن وتدبره والقلب المملوء بالألحان، المملوء بالأغاني كيف يتدبر كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد كتاب الله ينهى عن اتباع الهوى، والأغاني كلها هوى كتاب الله يأمر بالعفة وهذه الأغاني والمعازف تدعو إلى الفحشاء، وحب وغرام كتاب الله يحمل المكلف على مقاومة داعي الهوى في نفسه، ويجنبه الشهوات المؤدية إلى النار، وهذه الأغاني والمعازف تدعو إلى فعل القبيح ووصل كل مليحة ومليح فهي والخمر رضيعا لبان، وفي تهييجهما على الفسق والعصيان فرسي رهان ماذا يفعل الغناء في القلب؟ هلا نظرنا في الأثر؟ هل يجتمع القرآن، هل تجتمع الألحان مع القرآن؟
حب الكتاب وحب ألحان الغناء في قلب عبد لا يجتمعان
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بشرائع الإيمان
واللهو خف عليهم لما رأوا ما فيه من طرب ومن ألحان
يا لذة الفساق لست كلذة الأبرار في عقل ولا قرآن
هذا مجلبة للشياطين هذا صاحب قرآن السوء هذا رقية الزنا وداعي الفاحشة بل في كلمات الأغاني الآن دعوات صريحة لممارسة الحرام قال يزيد بن الوليد: يا بني أمية، إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويثير الشهوة ويهدم المروءة وينوب عن الخمر يسكر ولذلك ترى بعض الذين يستمعون لها يديرون رؤوسهم في نشوة بل يغيبون بها عن الواقع وبعض الذين يسمعون موسيقى، موسيقى عبادة الشيطان والهيفي ميتال والبلاك ميتال، موسيقى تؤدي للانتحار كما ذكر علماء النفس، تحمل في النهاية على قتل النفس، وهذا مجرب ومعروف عند عدد من المراهقين والمراهقات وصخب الموسيقى يتلف في الأذن أنواعا من الخلايا، بل إن بعض المؤثرات الصوتية في آذان الذين يسمعونها أشد من ضجيج الطائرات في أذن الذي يقودها عند المدرج، لأنه يضع ما يقي أذنيه، وهؤلاء يضعونها على آذانهم فهم في الشارع يمشون بها ويعلقون المسجل، يعلقون أنواع الأجهزة ذات التقنية الحديثة والنقاء حتى إذا مشى يسمع وإذا جلس يسمع وفي السيارة يسمع وفي البيت يسمع وفي الجهاز يسمع، في العمل يسمع، دائما هي صارت سكر، سكر مثل الخمر لا يستطيع أن يتركه وإذا نهى الله عز وجل النساء أن يضربن بأرجلهن حتى لا تسمع أصوات الخلاخل {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} فيفتتن الرجال؛ فكيف بصوتها إذا تغنجت وتأوهت ورافق ذلك هذه المعازف والتاريخ دليل على أنه ما من أمة أوغلت في الغناء والمعازف إلا أصيبت بالضعف والخور، وصارت القلوب في هلع، ولذلك لا يثبتون في الحروب وهذه المعازف من أسباب العذاب {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
وتأمل انتشارها في الأعراس، الفرق، حفلات النجاح، والجوالات في المساجد، حتى بيوت الله، لم تسلم من هذا، لم تسلم من الموسيقى والغناء لو كانت مباحة، لماذا يلتفت الناس برؤوسهم إلى من يصدر جواله في المسجد موسيقى، وينظرون إليه ويقولون: أغلق هذا ويقوم محرجا يهرول لماذا؟ لو كانت الموسيقى مباحة لكان اشتغالها في المساجد لا حرج فيه، ولما تطلعت النفوس بالإنكار إلى من اشتغل جواله بالموسيقى في المسجد واسأل نفسك يا عبد الله سؤالا صريحا بينك وبين نفسك، لا تحتاج معه إلى مفت ولا إلى دليل، وقل لها: لو كان محمد بن عبد الله حاضرا أمام هذه الموسيقى والأغاني، فهل تراه سيسمعها ويرضى بها ويقرها أم لا؟ ما تحتاج إلى مفتي اسأل نفسك: لو كان محمد بن عبد الله (ص)حاضرا في المجلس، يسمع الموسيقى والغناء، هل يقر ذلك؟ هل يرضى به؟ هل يأذن به؟ هل يبيحه؟ هل يقول: دعهما يا أبا بكر؟
ومن المعلوم أن هذه الموسيقى والأغاني ليست من فعل القدوات، ولكنهم اليوم يصرون في باب خلط الأوراق على أن القائمين بها نجوم وأبطال، وإذا ماتوا سموهم شهداء، شهيد الفن إن الشهادة منزلة عالية عند الله الشهيد منزلته عالية وكيف يكون الفاسق شهيدا والذي يضل الناس ويسكرهم بهذه الألحان والأغاني يكون شهيدا؟ ثم تأمل في إهدار الوقت وضياعه، وماذا حصل لبعض الناس من أمثلة سوء الخاتمة عندما كان آخر ما يسمعه من الدنيا عند خروجه منها هذا الغناء وهذه المعازف وحوادث السيارات، بعض حوادث السيارات شاهدة على ذلك"
والمنجد هنا يعمم القول بالحرمة كما سبق له القول والغناء والموسيقى يمكن استعمالهما في نشر أحكام الإسلام ولكن لا أحد يفعل ذلك إلا نادرا فحتى ما يسمونه خطأ الغناء الدينى يركز على الصلاة على النبى(ص) ومدحه بدلا من أن يركز على نشر الأخلاقيات الحميدة
إن كل شىء يمكن تنظيمه حسب أحكام الله ولكن الحكومات لا تريد أن يستفيق الناس من عصيانهم لأن عصيانهم يجعل الحكومات تستمر على كراسيها
وتحدث عن العلاج بالموسيقى فقال :
"عباد الله!
وصلت القضية إلى درجة أنه يوجد اليوم شيء اسمه العلاج بالموسيقى والمعلوم أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها كيف يجعل الله الشفاء فيما حرم؟ بينما أثبتت الدراسات، حتى التي صارت في الغرب، على أن القرآن علاج، وأنه يزيد القدرة على التركيز، وعالج أمراض مزمنة ومستعصية وله تأثير ملموس في تحسين السلوك والقدرة على التعامل على الآخرين وهو سبب مباشر لهدوء النفس وعلاج للتوتر العصبي وأن سماع القرآن، بالتجارب، قد أثر إيجابا في تسكين الغضب وعلاج سرعة التهور والتخلص من الخوف والقلق
والتردد وتحسين القدرة على النطق، بل عالج أمراضا، وبعضها من الأمراض الخطيرة ليس من سبب إلا سماع كلام الله"
وقطعا لا يوجد علاجا بالموسيقى وهو نوع من الدجل الغرض منه جمع أموال الأغنياء الأغبياء ثم أنهى كلامه بقول ابن باز:
"قال الشيخ عبد العزيز بن باز: نصيحتي لجميع الرجال والنساء عدم استماع الأغاني، فالأغاني خطرها عظيم، وقد بلي الناس بها، وهذا من البلاء فالواجب على أهل الإسلام من الرجال والنساء أن يحذروا شرها، وأن يعتاضوا عنها بسماع ما ينفعهم من كلام الله عز وجل وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ومن كلام أهل العلم وما ينفعه في الدنيا والآخرة والواجب على كل من ساهم أو يساهم في شركات الأغاني أن يتوب إلى الله، وأن يحذر غضبه، وألا يشتري منها سهما، ولا يشارك فيها وقد قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان} "
والكلام كله تعميم للحرمة وكما سبق القول لا يوجد في الغناء والموسيقى حلال تام ولا حرمة تامة وإنما مناط الحل والحرمة هو نوع الكلام
رضا البطاوى- عدد المساهمات : 2033
تاريخ التسجيل : 05/01/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب آداب المؤمن أثناء الفتن
» قراءة فى خطبة أدب الجوار
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة فى خطبة العين حق
» قراءة فى خطبة شهر التوبة
» قراءة فى خطبة أدب الجوار
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة فى خطبة العين حق
» قراءة فى خطبة شهر التوبة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى