قراءة فى كتاب تدخين التبغ كبح الوباء العالمي
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب تدخين التبغ كبح الوباء العالمي
قراءة فى كتاب تدخين التبغ كبح الوباء العالمي
مؤلف الكتيب أو البحث هو اشيرو كاواشي الأستاذ المشارك بقسم الصحة والسلوك الاجتماعي بمدرسة هارفارد للصحة العامة أمريكا
استهل اشيرو بحثه بالقول أن التبغ هو واحد من أهم أسباب الأمراض القاتلة فى عالمنا فقال:
"العبء العالمي من الأمراض:
التبغ هو السبب الأوحد والأهم، والقابل للوقاية منه، في اعتلال الصحة والموت المبكر في العالم.
وتفيد التقديرات أن واحدا من كل اثنين من المداومين على التدخين سيموت آخر الأمر بأحد الأمراض ذات العلاقة بالتبغ، في عام 1995 تسبب التدخين في نحو ثلاثة ملايين حالة وفاة في العالم: مليونين في الدول المتقدمة، ومليون واحد في الدول النامية.
ومن المقدر أن يشهد العقد الثاني من القرن القادم موت عشرة ملايين فرد في كل عام بسبب التدخين: ثلاثة ملايين في العالم المتقدم، وسبعة ملايين في الدول النامية ما يقرب من نصف بليون من سكان العالم اليوم سيقتلهم التبغ في نهاية المطاف"
من الفقرة السابقة نجد اشيرو يقول أن معدل الموت بسبب أمراض التدخين يبلغ حوالى عشرة ملايين ميت فى العام
وحدثنا أشيرو عن السيطرة على التبغ فى العالم فقال:
2 - التحديات في وجه السيطرة على التبغ:
لقد تم إحراز تقدم مهم في السيطرة على التبغ في كثير من الدولة المتقدمة ففي الولايات المتحدة، مثلا، هبط معدل استهلاك الفرد البالغ للسجائر هبوطا فجائيا من حوألي 4200 عام 1964 إلى أقل من 3000 في التسعينيات، ورغم ذلك فقد ظلت صناعة التبغ مربحة كما كانت من قبل.
وأهم التحديات التي تواجه السيطرة على التبغ في القرن الحادي والعشرين هي ما يلي:
(أ) كبح التجارة العالمية في التبغ: بينما استمر تراجع انتشار التدخين في الكثير من البلاد المتقدمة، فإن الشيء نفسه لا يمكن أن يقال على البلدان الأقل تقدما لقد استمرت تجارة التبغ عبر القارات في التوسع عبر تصدير السجائر للبلدان الأقل نموا وعلى هذا النحو تبقى الأولوية الأولى فى السيطرة على التبغ عالميا هي كبح التصدير العدواني وترويج السجائر في البلدان الأقل نموا.
(ب) تقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في التدخين: بينما ينخفض التدخين: بسرعة بين الفئات الأعلى اجتماعيا واقتصاديا (وهم الأرقى تعليما والأكثر غنى)، إذ باستخدام التبغ لا يزال إحدى المشكلات الصحية العامة الرئيسية بين الفئات الأقل حظا في المجتمع فالتدخلات وسياسات السيطرة على التبغ يجب وبشكل عاجل أن تهتم بهذا التفاوت المتزايد في التدخين بين قطاعات المجتمع المختلفة.
(ج) تقليل التدخين بين النساء: إن تدخين السجائر مشكلة تتزايد بين نساء العالم في الكثير من البلدان المتقدمة كان هناك اتجاه متزايد نحو feminization التدخين، بمعنى أن معدل إقلاع الرجال عن التدخين كان أسرع منه بين النساء أما في الكثير من البلدان النامية فلا يزال انتشار التدخين بين النساء أدنى منه بكثير بين الرجال ومن منظور صناعة التبغ، فإن انخفاض شيوع التدخين بين النساء في البلدان النامية يمثل سوقا لم تستغل بعد وعلى مؤسسات الصحة العامة أن تواجه هذا التحدي بمنع انتشار وباء التبغ بين النساء.
(د) تقليل التدخين بين الأطفال والمراهقين: إن تسويق منتجات التبغ بين الأطفال يمثل جهود صناعة التبغ لتعويض من يموتون من المدخنين. والنتيجة أن الشباب الذين يدخنون في تزايد في الكثير من البلدان. ووقاية الشباب من التدخين أمر حاسم في تحقيق السيطرة العالمية على التبغ"
بالقطع كل من يتكلم عن المشكلة يتكلم عن التقليل منها وليس منعها وهو ما يدل على أن شركات التبغ متغلغلة داخل النسيج الحكومى والنيابى فى كل دول العالم بلا استثناء ومن ثم فبدلا من أن تمنع الحكومات والمجالس النيابية التدخين وتصنيع التبغ تظل تلف وتدور للتقليل من استخدامه وهو تناقض لا يمكن الاقتناع به فالوزارات الحكومية ومنها وزارات الصحة ووزارات الرياضة والشباب والتعليم تقوم بالدعاية المعروفة التدخين ضار بالصحة الرياضى لا يدخن وما إلى ذلك نجد وزارات الإعلام والثقافة وغيرها تشجع على التدخين من خلال الإعلانات ونشر الروايات والحكايات كما نجد وزارات التصنيع والتجارة تقوم بفتح مصانع إنتاج التبغ وتبيعه للجماهير والأدهى والأمر أن التدخين مقرر فى معظم جيوش العالم حيث يعطى الجندى أو الضابط كمية من السجائر المجانية يوميا كالطعام بالضبط
إذا نحن أمام مسألة لا يمكن السكوت عليها مسألة لا تتفق مع الإسلام الذى حرم الحرج وهو الأذى على المسلمين فقال :
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
ومع هذا تقوم حكومات بلادنا بانتاج وبيع التبغ والإعلان عنه رغم إقرارها أنه ضار بصحة الإنسان فهل وصل الجنون أم المصالح المالية إلى هذا الحد؟
كل من أنتج أو باع أو أعلن عن التدخين هو مذنب كافر حتى يتوب من عمله هذا ومن كان يعمل فى أى شركة من تلك الشركات عليه أن يترك عمله لأنه قاتل لنشر المهلكات فى المجتمع وفى هذا قال تعالى :
"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
وأى هلكة أكثر من جهنم بسبب تعمد إمراض وقتل الناس؟
وحدثنا عن الهبل الذى تقوم به الحكومات فى العالم فى التقليل من آثار التدخين فقال :
3 - استراتيجيات كبح وباء التبغ العالمي: يمكن تقسيم استراتيجيات السيطرة على التبغ إلى ثلاثة أنواع: استراتيجيات اقتصادية، واستراتيجيات تشريعية/ تنظيمية، واستراتيجيات، تعليمية، وسوف أناقش نجاحات كل منها وإخفاقاته.
(أ) الاسترايجيات الاقتصادية: وتشمل: فرض ضرائب على السجائر، وقف الدعم الزراعي عن زراع التبغ، والمقاضاة (في الولايات المتحدة).
(ب) الاستراتيجيات التشريعية / التنظيمية: وتشمل: فرض قيود على الإعلان عن التبغ والترويج له، منع التدخين في أماكن العمل وفي الأماكن العامة، فرض قيود على حصول الشباب على منتجات التبغ، وتنظيم عمليات الابتكار في منتجات التبغ.
(ج) الاستراتيجيات التعليمية: وتشمل، حملات لترويج الإقلاع عن التدخين والوقاية من الوقوع في التدخين، استخدام الملصقات والشعارات التحذيرية الإجبارية، ونشر التقارير الحكومية عن الأضرار الصحية لاستخدام التبغ."
وكما قلت كل هذه الإجراءات لا تمنع الضرر ولا حتى تقلل منه وما تناوله أشيرو فى فقرة سابقة من أن الأغنياء قللوا من التدخين لا يدل على أن المشكلة انتهت لأن الأغنياء دخلوا فى مرحلة المخدرات العالية فالأدخنة لا تسبب لهم نشوة ولا سعادة بينما الطبقات الفقيرة معظمها يدخن تنفسيا عن الزهق وعدم القدرة على حل مشاكلها التى أغلبها مرتبط بالمال
هذه الإجراءات تجعل شركات التبغ كشركات السلاح وغيرها هى المسيطرة على المجالس النيابية والحكومات من خلال ما تقدمه من رشاوى مباشرة وغير مباشرة حتى تظل تلك التجارة وذلك الإنتاج مباح والعجيب أن فى البلاد المتخلفة كبلادنا تترك الحكومات التدخين وتساعد على نشره لأن يقلل من صحة الشعب ومن ثم لا يقدر على التظاهر أو على حرب أو مقاومة تلك الحكومات
وانتهى أشيرو إلى التالى:
4 - الخلاصة:
تتطلب السيطرة العالمية على التبغ تعاونا بين العديد من الدول وبين مختلف القطاعات الداخلية، والهيئات الحكومية، والقطاع الخاص، والجماعات والجاليات المحلية بما في ذلك جماعات الصحة العامة والهيئات الطبية، فضلا عن الجماعات التطوعية).
و التنسيق أمر حاسم بوجه خاص بين الإدارات الحكومية والوزارات، ليس فقط تلك التي تتعامل مع الصحة العامة، بل كذلك تلك التي تتعامل مع التجارة والتمويل والعمل والتعليم والزراعة"
بقيت كلمة وهى :
أن التبغ أو الطباق هو نبات خلقه الله وله استعمالات مفيدة للناس ولكن البشر اختاروا أن يستعملوه فى إضرار أنفسهم ومن ثم لا يمكن للمسلمين أن يمنعوا أنفسهم من زراعته ولكنه شرط استعماله فى الحلال وهو :
عمل الخبز منه
النصوص التى يمكن استنباط حرمة التدخين منها هى:
قوله تعالى " ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض"
فهنا النافع للناس يمكث فى الأرض والدخان لا يمكث أى لا يبقى فى الأرض وإنما يتصاعد لجو السماء ومن ثم فالدخان زبد ضار يذهب جفاء أى يتحرك فانيا زد على هذا أن الموقد نارا له زبد أى خبث والسجائر والمعسل وسائر المدخنات يتم إيقاد النار عليها أى فيها ومن ثم يخرج منها الخبث
زد على هذا أن الله بين لنا أن النار يوقدها الناس فى أى على الأشياء لسببين هما طلب الحلية وهى المعدن النفيس وطلب المتاع وهو المنفعة من الموقد فيه أو عليه النار والمدخنات ليست حلية ولا متاع ومن ثم فهى ليست داخلة فى المباحات فى قوله تعالى:
" ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع"
أضف لهذا أن الله حرم أذى المؤمنين والمؤمنات فقال :
" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا"
والتدخين هو إيذاء لهم والغريب أن التدخين هو من غير ما اكتسب المؤمنين والمؤمنات فهو ليس من عملهم وإنما من عمل غيرهم مثله مثل من يتهمهم بتهمة باطلة لم يعملوها .
زد على هذا أن التدخين ينطبق عليه قوله تعالى :
"وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"
فالتدخين هو فساد فى الأرض وإهلاك للحرث والنسل حيث يؤذى التدخين بعض الكائنات خاصة الناس بالمرض والقتل والحيوانات وهو يؤثر تأثيرا ضارا قليلا على الزرع والنسل داخل الأم وأما خارجها فيؤثر على الأولاد تأثيرا جسميا ضارا
زد على هذا أن الله قال فى النبى الأمى (ص):
" ويحرم عليهم الخبائث "
والخبائث هى الأفعال المحرمة التى تؤدى إلى الأضرار النفسية والبدنية دنيويا وأخرويا ومنها التدخين
زد على هذا أن الله جعل الدخان عذاب للناس وطلب من نبيه (ص)أن ينتظر نزوله على قومه حتى أنهم أعلنوا الإيمان الظاهرى بسبب ألام الدخان وطلبوا منعه وكشفه من الله فكشفه عنهم وأزاله حتى يوم عودتهم وهو يوم هلاكهم وفى هذا قال تعالى :
" فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون "
فإذا كان الدخان عذاب فهذا يعنى أن التدخين حرام لأنه تعذيب لغير المدخنين إن لم يكن تعذيب للمدخنين أنفسهم
قطعا لم أتكلم عن كون التدخين إسراف وحرق للمال ولا غير ذلك من الكلمات المعروفة ولكن يبقى الجل فى يد المسلمين عندما تنشأ دولتهم فى المستقبل ويكون فيها التدخين محرما كمنتج ومحرما كتجارة فلا تصنيع ولا بيع له ومن يرتكب جريمة التدخين فى دولة المسلمين يعاقب بعقوبة الإفساد فى الأرض لأنه ينشر المرض والموت والضرر للناس والمخلوقات الأخرى
مؤلف الكتيب أو البحث هو اشيرو كاواشي الأستاذ المشارك بقسم الصحة والسلوك الاجتماعي بمدرسة هارفارد للصحة العامة أمريكا
استهل اشيرو بحثه بالقول أن التبغ هو واحد من أهم أسباب الأمراض القاتلة فى عالمنا فقال:
"العبء العالمي من الأمراض:
التبغ هو السبب الأوحد والأهم، والقابل للوقاية منه، في اعتلال الصحة والموت المبكر في العالم.
وتفيد التقديرات أن واحدا من كل اثنين من المداومين على التدخين سيموت آخر الأمر بأحد الأمراض ذات العلاقة بالتبغ، في عام 1995 تسبب التدخين في نحو ثلاثة ملايين حالة وفاة في العالم: مليونين في الدول المتقدمة، ومليون واحد في الدول النامية.
ومن المقدر أن يشهد العقد الثاني من القرن القادم موت عشرة ملايين فرد في كل عام بسبب التدخين: ثلاثة ملايين في العالم المتقدم، وسبعة ملايين في الدول النامية ما يقرب من نصف بليون من سكان العالم اليوم سيقتلهم التبغ في نهاية المطاف"
من الفقرة السابقة نجد اشيرو يقول أن معدل الموت بسبب أمراض التدخين يبلغ حوالى عشرة ملايين ميت فى العام
وحدثنا أشيرو عن السيطرة على التبغ فى العالم فقال:
2 - التحديات في وجه السيطرة على التبغ:
لقد تم إحراز تقدم مهم في السيطرة على التبغ في كثير من الدولة المتقدمة ففي الولايات المتحدة، مثلا، هبط معدل استهلاك الفرد البالغ للسجائر هبوطا فجائيا من حوألي 4200 عام 1964 إلى أقل من 3000 في التسعينيات، ورغم ذلك فقد ظلت صناعة التبغ مربحة كما كانت من قبل.
وأهم التحديات التي تواجه السيطرة على التبغ في القرن الحادي والعشرين هي ما يلي:
(أ) كبح التجارة العالمية في التبغ: بينما استمر تراجع انتشار التدخين في الكثير من البلاد المتقدمة، فإن الشيء نفسه لا يمكن أن يقال على البلدان الأقل تقدما لقد استمرت تجارة التبغ عبر القارات في التوسع عبر تصدير السجائر للبلدان الأقل نموا وعلى هذا النحو تبقى الأولوية الأولى فى السيطرة على التبغ عالميا هي كبح التصدير العدواني وترويج السجائر في البلدان الأقل نموا.
(ب) تقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في التدخين: بينما ينخفض التدخين: بسرعة بين الفئات الأعلى اجتماعيا واقتصاديا (وهم الأرقى تعليما والأكثر غنى)، إذ باستخدام التبغ لا يزال إحدى المشكلات الصحية العامة الرئيسية بين الفئات الأقل حظا في المجتمع فالتدخلات وسياسات السيطرة على التبغ يجب وبشكل عاجل أن تهتم بهذا التفاوت المتزايد في التدخين بين قطاعات المجتمع المختلفة.
(ج) تقليل التدخين بين النساء: إن تدخين السجائر مشكلة تتزايد بين نساء العالم في الكثير من البلدان المتقدمة كان هناك اتجاه متزايد نحو feminization التدخين، بمعنى أن معدل إقلاع الرجال عن التدخين كان أسرع منه بين النساء أما في الكثير من البلدان النامية فلا يزال انتشار التدخين بين النساء أدنى منه بكثير بين الرجال ومن منظور صناعة التبغ، فإن انخفاض شيوع التدخين بين النساء في البلدان النامية يمثل سوقا لم تستغل بعد وعلى مؤسسات الصحة العامة أن تواجه هذا التحدي بمنع انتشار وباء التبغ بين النساء.
(د) تقليل التدخين بين الأطفال والمراهقين: إن تسويق منتجات التبغ بين الأطفال يمثل جهود صناعة التبغ لتعويض من يموتون من المدخنين. والنتيجة أن الشباب الذين يدخنون في تزايد في الكثير من البلدان. ووقاية الشباب من التدخين أمر حاسم في تحقيق السيطرة العالمية على التبغ"
بالقطع كل من يتكلم عن المشكلة يتكلم عن التقليل منها وليس منعها وهو ما يدل على أن شركات التبغ متغلغلة داخل النسيج الحكومى والنيابى فى كل دول العالم بلا استثناء ومن ثم فبدلا من أن تمنع الحكومات والمجالس النيابية التدخين وتصنيع التبغ تظل تلف وتدور للتقليل من استخدامه وهو تناقض لا يمكن الاقتناع به فالوزارات الحكومية ومنها وزارات الصحة ووزارات الرياضة والشباب والتعليم تقوم بالدعاية المعروفة التدخين ضار بالصحة الرياضى لا يدخن وما إلى ذلك نجد وزارات الإعلام والثقافة وغيرها تشجع على التدخين من خلال الإعلانات ونشر الروايات والحكايات كما نجد وزارات التصنيع والتجارة تقوم بفتح مصانع إنتاج التبغ وتبيعه للجماهير والأدهى والأمر أن التدخين مقرر فى معظم جيوش العالم حيث يعطى الجندى أو الضابط كمية من السجائر المجانية يوميا كالطعام بالضبط
إذا نحن أمام مسألة لا يمكن السكوت عليها مسألة لا تتفق مع الإسلام الذى حرم الحرج وهو الأذى على المسلمين فقال :
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
ومع هذا تقوم حكومات بلادنا بانتاج وبيع التبغ والإعلان عنه رغم إقرارها أنه ضار بصحة الإنسان فهل وصل الجنون أم المصالح المالية إلى هذا الحد؟
كل من أنتج أو باع أو أعلن عن التدخين هو مذنب كافر حتى يتوب من عمله هذا ومن كان يعمل فى أى شركة من تلك الشركات عليه أن يترك عمله لأنه قاتل لنشر المهلكات فى المجتمع وفى هذا قال تعالى :
"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
وأى هلكة أكثر من جهنم بسبب تعمد إمراض وقتل الناس؟
وحدثنا عن الهبل الذى تقوم به الحكومات فى العالم فى التقليل من آثار التدخين فقال :
3 - استراتيجيات كبح وباء التبغ العالمي: يمكن تقسيم استراتيجيات السيطرة على التبغ إلى ثلاثة أنواع: استراتيجيات اقتصادية، واستراتيجيات تشريعية/ تنظيمية، واستراتيجيات، تعليمية، وسوف أناقش نجاحات كل منها وإخفاقاته.
(أ) الاسترايجيات الاقتصادية: وتشمل: فرض ضرائب على السجائر، وقف الدعم الزراعي عن زراع التبغ، والمقاضاة (في الولايات المتحدة).
(ب) الاستراتيجيات التشريعية / التنظيمية: وتشمل: فرض قيود على الإعلان عن التبغ والترويج له، منع التدخين في أماكن العمل وفي الأماكن العامة، فرض قيود على حصول الشباب على منتجات التبغ، وتنظيم عمليات الابتكار في منتجات التبغ.
(ج) الاستراتيجيات التعليمية: وتشمل، حملات لترويج الإقلاع عن التدخين والوقاية من الوقوع في التدخين، استخدام الملصقات والشعارات التحذيرية الإجبارية، ونشر التقارير الحكومية عن الأضرار الصحية لاستخدام التبغ."
وكما قلت كل هذه الإجراءات لا تمنع الضرر ولا حتى تقلل منه وما تناوله أشيرو فى فقرة سابقة من أن الأغنياء قللوا من التدخين لا يدل على أن المشكلة انتهت لأن الأغنياء دخلوا فى مرحلة المخدرات العالية فالأدخنة لا تسبب لهم نشوة ولا سعادة بينما الطبقات الفقيرة معظمها يدخن تنفسيا عن الزهق وعدم القدرة على حل مشاكلها التى أغلبها مرتبط بالمال
هذه الإجراءات تجعل شركات التبغ كشركات السلاح وغيرها هى المسيطرة على المجالس النيابية والحكومات من خلال ما تقدمه من رشاوى مباشرة وغير مباشرة حتى تظل تلك التجارة وذلك الإنتاج مباح والعجيب أن فى البلاد المتخلفة كبلادنا تترك الحكومات التدخين وتساعد على نشره لأن يقلل من صحة الشعب ومن ثم لا يقدر على التظاهر أو على حرب أو مقاومة تلك الحكومات
وانتهى أشيرو إلى التالى:
4 - الخلاصة:
تتطلب السيطرة العالمية على التبغ تعاونا بين العديد من الدول وبين مختلف القطاعات الداخلية، والهيئات الحكومية، والقطاع الخاص، والجماعات والجاليات المحلية بما في ذلك جماعات الصحة العامة والهيئات الطبية، فضلا عن الجماعات التطوعية).
و التنسيق أمر حاسم بوجه خاص بين الإدارات الحكومية والوزارات، ليس فقط تلك التي تتعامل مع الصحة العامة، بل كذلك تلك التي تتعامل مع التجارة والتمويل والعمل والتعليم والزراعة"
بقيت كلمة وهى :
أن التبغ أو الطباق هو نبات خلقه الله وله استعمالات مفيدة للناس ولكن البشر اختاروا أن يستعملوه فى إضرار أنفسهم ومن ثم لا يمكن للمسلمين أن يمنعوا أنفسهم من زراعته ولكنه شرط استعماله فى الحلال وهو :
عمل الخبز منه
النصوص التى يمكن استنباط حرمة التدخين منها هى:
قوله تعالى " ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض"
فهنا النافع للناس يمكث فى الأرض والدخان لا يمكث أى لا يبقى فى الأرض وإنما يتصاعد لجو السماء ومن ثم فالدخان زبد ضار يذهب جفاء أى يتحرك فانيا زد على هذا أن الموقد نارا له زبد أى خبث والسجائر والمعسل وسائر المدخنات يتم إيقاد النار عليها أى فيها ومن ثم يخرج منها الخبث
زد على هذا أن الله بين لنا أن النار يوقدها الناس فى أى على الأشياء لسببين هما طلب الحلية وهى المعدن النفيس وطلب المتاع وهو المنفعة من الموقد فيه أو عليه النار والمدخنات ليست حلية ولا متاع ومن ثم فهى ليست داخلة فى المباحات فى قوله تعالى:
" ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع"
أضف لهذا أن الله حرم أذى المؤمنين والمؤمنات فقال :
" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا"
والتدخين هو إيذاء لهم والغريب أن التدخين هو من غير ما اكتسب المؤمنين والمؤمنات فهو ليس من عملهم وإنما من عمل غيرهم مثله مثل من يتهمهم بتهمة باطلة لم يعملوها .
زد على هذا أن التدخين ينطبق عليه قوله تعالى :
"وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"
فالتدخين هو فساد فى الأرض وإهلاك للحرث والنسل حيث يؤذى التدخين بعض الكائنات خاصة الناس بالمرض والقتل والحيوانات وهو يؤثر تأثيرا ضارا قليلا على الزرع والنسل داخل الأم وأما خارجها فيؤثر على الأولاد تأثيرا جسميا ضارا
زد على هذا أن الله قال فى النبى الأمى (ص):
" ويحرم عليهم الخبائث "
والخبائث هى الأفعال المحرمة التى تؤدى إلى الأضرار النفسية والبدنية دنيويا وأخرويا ومنها التدخين
زد على هذا أن الله جعل الدخان عذاب للناس وطلب من نبيه (ص)أن ينتظر نزوله على قومه حتى أنهم أعلنوا الإيمان الظاهرى بسبب ألام الدخان وطلبوا منعه وكشفه من الله فكشفه عنهم وأزاله حتى يوم عودتهم وهو يوم هلاكهم وفى هذا قال تعالى :
" فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون "
فإذا كان الدخان عذاب فهذا يعنى أن التدخين حرام لأنه تعذيب لغير المدخنين إن لم يكن تعذيب للمدخنين أنفسهم
قطعا لم أتكلم عن كون التدخين إسراف وحرق للمال ولا غير ذلك من الكلمات المعروفة ولكن يبقى الجل فى يد المسلمين عندما تنشأ دولتهم فى المستقبل ويكون فيها التدخين محرما كمنتج ومحرما كتجارة فلا تصنيع ولا بيع له ومن يرتكب جريمة التدخين فى دولة المسلمين يعاقب بعقوبة الإفساد فى الأرض لأنه ينشر المرض والموت والضرر للناس والمخلوقات الأخرى
رضا البطاوى- عدد المساهمات : 2029
تاريخ التسجيل : 05/01/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب علم المستقبل في الفكر العالمي المعاصر
» قراءة فى مسرحية مضار التبغ
» نقد كتاب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
» نظرات فى كتاب إنشاء منظمة للحوار العالمي
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة فى مسرحية مضار التبغ
» نقد كتاب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
» نظرات فى كتاب إنشاء منظمة للحوار العالمي
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى