من معجزات الكلمة الالهية في هذا الظهور العظيم(من تذكرة الوفاء)

كان حضرة بهاء الله ولروح احباءه الفداء، في نهاية العزّة والاقتدار كما يقرّ بذلك العموم. فكان يتنقّل حضرته من القصر إلى المزرعة فإلى حيفا حيث يمضي أيامًا على قمة جبل الكرمل في خيمته الخاصة والأحباء يأتون إلى محضره المبارك من جميع الديار ويفوزون بشرف اللقاء على مرأى من جميع أرباب الحكومة، ولم يقم أحد بالمعارضة وهذا من أعظم معجزات الجمال المبارك، وهو سجين كان يتحرك بكمال العظمة والاقتدار. كانت حياته حياة من كان في الإيوان ونفس السجن أصبح جنة الجنان ولم يحدث مثل هذا في القرون الأولى بمعنى أن شخصًا أسير السجون يترك معتقله بكل قوة واقتدار. ورغم رزوحه تحت السلاسل والأغلال فقد وصل صيت أمر الله إلى فلك الأثير وفتح الكثير من مدائن القلوب في شرق الأرض ومغربها وسخّر الأكوان بحركة من القلم الأعلى وهذا ما امتاز به هذا الظهور العظيم.. فأي قوة وأي قدرة أعظم من هذا! حيث ارتفع علم الرحمن في غياهب السجن وتموج لواء أمره على أعلى التلال في جميع الآفاق. سبحان من له هذه القدرة والعظمة. سبحان من له العزة والكبرياء. سبحان من له الغلبة على الأعداء وهو في سجن عكاء!