حجاب التقليد وهو اقساها وحجاب المعرفة وهو اغلظها وحجاب التعصبات والمادية والنفوذ وهو ارزلها وحجاب النفس والأنا وهو اخطرها3
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حجاب التقليد وهو اقساها وحجاب المعرفة وهو اغلظها وحجاب التعصبات والمادية والنفوذ وهو ارزلها وحجاب النفس والأنا وهو اخطرها3
3. من الحجبات الأخرى التي تمنع الناس من الإقبال على دين الله الجديد هي التعصبات بمختلف أنواعها، المادية والثروة والنفوذ وغيرها كثير مما أصاب المجتمع الإنساني في هذا العصر وهوى به في ظلام وحرمان تامّين.
4. والنفس إحدى هذه الحجبات. لأجل ذلك يدعو حضرته المرء لإيقاد نار في باطن نفسه لحرق كل أثر للنفس بحيث يختفي تمامًا مفهوم، بل وحتى لفظ "أنا" من وجوده. حقًا إن هذا واحد من أكثر تعاليم حضرته عمقًا. فالشخص الذي يسعى لإعلاء شأن نفسه والتبختر باسمه ويطمح لشهرته إنما يتصرف ضد مخطط الخليقة. مثل هذا الفرد يعرقل سريان عطايا الله إليه. قد يعتبر في الظاهر شخصًا أصاب كل النجاح في حياته، لكنه في الحقيقة أخفق بتحقيق الهدف الذي خلق من أجله. لأنه حينما يصل المرء للعظمة الحقيقية حينئذ يعترف بعجزه وعدم استحقاقه وضعفه. كما أنه يكتشف جهله عندما يصبح عالمًا حقًا. عندئذ تنعكس في باطنه صفات الله ويكون بوسعه منحها لغيره.
"لأنّه ما من حجاب أعظم من الأنانيّة، فمهما كان هذا الحجاب رقيقاً، إلاّ أنّه في النهاية سيحجب المرء كليّة ويحرمه من تلقّي نصيبه من النّعم الأبديّة." حضرة عبد البهاء
"إنّ الانصياع للهوى يقيم بين القلب والبصيرة مائة ألف حجاب، فيعمي البصر والبصيرة."حضرة عبد البهاء
نجد بين تأملات عزيز الله مصباح العبارات التالية التي تتمثل فيها حياته الخاصة -حياة الانقطاع ونكران الذات:
أن يعرض الإنسان عن حب ذاته ويزيل كل أثر لأنانيته، فذاك برهان على إدراكه معنى الوجود والغاية من الحياة.
إن الفرق بين المعرفة الحقيقية والتعلم المدرسي هو أن الأول يمنح النفس التواضع والوداعة، والآخر يدفع بِنَهَمٍ لا يمكن إشباعه لابتغاء المجد والتعالي.
من بين أبرز الذين وصلوا إلى مقام العرفان الحقيقي كان ميرزا أبو الفضل، العلاّمة البهائي العظيم وأحد حواريي( ) حضرة بهاءالله. اشتهر بعلمه الواسع ليس بين أفراد الجامعة البهائية فقط بل في الشرق عمومًا. كان حجّة معترفًا به في عدة مواضيع بينها التاريخ والفلسفة الإلهية، كما كان أستاذًا بارزًا في كل من الأدب العربي والفارسي. عُرِّف ذات مرة في الأوساط العلمية بمصر بأنه "سيد القلم، وعمدة التاريخ وحجر زاوية العلم والفضل."
فيما يلي فقرة من مذكرات الدكتور حبيب مؤيد الذي عرف ميرزا أبو الفضل شخصيًا وكتب كثيرًا عن عظمته في تلك المذكرات:
سُئل مرة (أبو الفضل) عن كيفية حصوله على ذلك العلم والدراية الواسعة وكيف أصبح محط هذا العلم الموهوب من الله. فأجاب السائلين وقد بدت عليه علامات عدم الارتياح والغضب: ’من هو أبو الفضل؟ ما هو أبو الفضل؟ ما أنا إلاّ قطرة من المحيط الواسع لمدرسة حضرة بهاءالله. لو تدخلون أنتم أيضًا في هذه المدرسة، ستصبحون أستاذ أبو الفضل. إن كنتم لا تصدقوني اذهبوا إلى گلپايگان( ) وتعرّفوا على أقاربي فيها وعندئذ سوف تفهمون.‘
من القصة التالية يمكننا أن نحصل على لمحة من عظمته. في أوائل سنيّ هذا القرن كان حضرة عبدالبهاء قد أرسل ميرزا أبو الفضل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتعميق أحباء الله المؤمنين بالأمر الإلهي. وعند عودته جلس هو والمؤمنون الزائرون الأمريكيون في محضر حضرة عبدالبهاء في عكاء، وبادر الزوار بالثناء على أبو الفضل لما قدّم لهم بأمريكا من عون مشيرين إلى أنه بلّغ أمر الله لعدة نفوس، ودافع عنه بكل كفاءة ضد خصومه وساعد في بناء جامعة بهائية قوية. ثم لمّا زادوا في إطرائهم واستمروا بالحديث عنه، ازداد ميرزا أبو الفضل غمًّا واكتئابًا، حتى انفجرت دموع عينيه وراح يبكي بصوت عال. فعجب المؤمنون الحاضرون واندهشوا دون أن يفهموا سبب ذلك، حتى ظنوا بأنهم لم يفوا بما يستحقه من إطراء!
بعدئذ بيّن حضرة عبدالبهاء بأنهم بمديحهم إياه قد سببوا له ألمًا مريرًا، إذ اعتبر أبو الفضل نفسه عدمًا صرفًا في أمر الله معتقدًا بكل خلوص بأنه لا يستحق أي ذكر أو ثناء.( )
حقًا إن للبهائيين في ميرزا أبو الفضل أسوة حسنة يقتدون بها، إذ إنه طوال حياته كبهائي تجنّب إطلاقًا استعمال ضمير المتكلم "أنا" من أجل أن ينسب افتخارًا لنفسه.
4. والنفس إحدى هذه الحجبات. لأجل ذلك يدعو حضرته المرء لإيقاد نار في باطن نفسه لحرق كل أثر للنفس بحيث يختفي تمامًا مفهوم، بل وحتى لفظ "أنا" من وجوده. حقًا إن هذا واحد من أكثر تعاليم حضرته عمقًا. فالشخص الذي يسعى لإعلاء شأن نفسه والتبختر باسمه ويطمح لشهرته إنما يتصرف ضد مخطط الخليقة. مثل هذا الفرد يعرقل سريان عطايا الله إليه. قد يعتبر في الظاهر شخصًا أصاب كل النجاح في حياته، لكنه في الحقيقة أخفق بتحقيق الهدف الذي خلق من أجله. لأنه حينما يصل المرء للعظمة الحقيقية حينئذ يعترف بعجزه وعدم استحقاقه وضعفه. كما أنه يكتشف جهله عندما يصبح عالمًا حقًا. عندئذ تنعكس في باطنه صفات الله ويكون بوسعه منحها لغيره.
"لأنّه ما من حجاب أعظم من الأنانيّة، فمهما كان هذا الحجاب رقيقاً، إلاّ أنّه في النهاية سيحجب المرء كليّة ويحرمه من تلقّي نصيبه من النّعم الأبديّة." حضرة عبد البهاء
"إنّ الانصياع للهوى يقيم بين القلب والبصيرة مائة ألف حجاب، فيعمي البصر والبصيرة."حضرة عبد البهاء
نجد بين تأملات عزيز الله مصباح العبارات التالية التي تتمثل فيها حياته الخاصة -حياة الانقطاع ونكران الذات:
أن يعرض الإنسان عن حب ذاته ويزيل كل أثر لأنانيته، فذاك برهان على إدراكه معنى الوجود والغاية من الحياة.
إن الفرق بين المعرفة الحقيقية والتعلم المدرسي هو أن الأول يمنح النفس التواضع والوداعة، والآخر يدفع بِنَهَمٍ لا يمكن إشباعه لابتغاء المجد والتعالي.
من بين أبرز الذين وصلوا إلى مقام العرفان الحقيقي كان ميرزا أبو الفضل، العلاّمة البهائي العظيم وأحد حواريي( ) حضرة بهاءالله. اشتهر بعلمه الواسع ليس بين أفراد الجامعة البهائية فقط بل في الشرق عمومًا. كان حجّة معترفًا به في عدة مواضيع بينها التاريخ والفلسفة الإلهية، كما كان أستاذًا بارزًا في كل من الأدب العربي والفارسي. عُرِّف ذات مرة في الأوساط العلمية بمصر بأنه "سيد القلم، وعمدة التاريخ وحجر زاوية العلم والفضل."
فيما يلي فقرة من مذكرات الدكتور حبيب مؤيد الذي عرف ميرزا أبو الفضل شخصيًا وكتب كثيرًا عن عظمته في تلك المذكرات:
سُئل مرة (أبو الفضل) عن كيفية حصوله على ذلك العلم والدراية الواسعة وكيف أصبح محط هذا العلم الموهوب من الله. فأجاب السائلين وقد بدت عليه علامات عدم الارتياح والغضب: ’من هو أبو الفضل؟ ما هو أبو الفضل؟ ما أنا إلاّ قطرة من المحيط الواسع لمدرسة حضرة بهاءالله. لو تدخلون أنتم أيضًا في هذه المدرسة، ستصبحون أستاذ أبو الفضل. إن كنتم لا تصدقوني اذهبوا إلى گلپايگان( ) وتعرّفوا على أقاربي فيها وعندئذ سوف تفهمون.‘
من القصة التالية يمكننا أن نحصل على لمحة من عظمته. في أوائل سنيّ هذا القرن كان حضرة عبدالبهاء قد أرسل ميرزا أبو الفضل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتعميق أحباء الله المؤمنين بالأمر الإلهي. وعند عودته جلس هو والمؤمنون الزائرون الأمريكيون في محضر حضرة عبدالبهاء في عكاء، وبادر الزوار بالثناء على أبو الفضل لما قدّم لهم بأمريكا من عون مشيرين إلى أنه بلّغ أمر الله لعدة نفوس، ودافع عنه بكل كفاءة ضد خصومه وساعد في بناء جامعة بهائية قوية. ثم لمّا زادوا في إطرائهم واستمروا بالحديث عنه، ازداد ميرزا أبو الفضل غمًّا واكتئابًا، حتى انفجرت دموع عينيه وراح يبكي بصوت عال. فعجب المؤمنون الحاضرون واندهشوا دون أن يفهموا سبب ذلك، حتى ظنوا بأنهم لم يفوا بما يستحقه من إطراء!
بعدئذ بيّن حضرة عبدالبهاء بأنهم بمديحهم إياه قد سببوا له ألمًا مريرًا، إذ اعتبر أبو الفضل نفسه عدمًا صرفًا في أمر الله معتقدًا بكل خلوص بأنه لا يستحق أي ذكر أو ثناء.( )
حقًا إن للبهائيين في ميرزا أبو الفضل أسوة حسنة يقتدون بها، إذ إنه طوال حياته كبهائي تجنّب إطلاقًا استعمال ضمير المتكلم "أنا" من أجل أن ينسب افتخارًا لنفسه.
صانع سلام- عدد المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 08/08/2009
شكراً
الحبيب الغالى : صانع سلام شكراً على مشاركتك القيمة الغالية وفى إنتظار المزيد من المشاركات المثمرة .
مواضيع مماثلة
» حجاب التقليد وهو اقساها وحجاب المعرفة وهو اغلظها وحجاب التعصبات والمادية والنفوذ وهو ارزلها وحجاب النفس والأنا وهو اخطرها
» الحذر من التقليد الأعمى
» من المبادىء البهائية * نبذ التعصبات*
» قراءة فى كتاب عجالة المعرفة في أصول الدين
» نقد كتاب الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة
» الحذر من التقليد الأعمى
» من المبادىء البهائية * نبذ التعصبات*
» قراءة فى كتاب عجالة المعرفة في أصول الدين
» نقد كتاب الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى