المنتديات البهائية العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ الشعلة المباركة.

اذهب الى الأسفل

تاريخ الشعلة المباركة. Empty تاريخ الشعلة المباركة.

مُساهمة  tokhimes الخميس سبتمبر 11, 2014 10:04 am

ظهرت البهائية في القرن التاسع عشر ومع قرب هذا التاريخ الا ان الغموض او التجاهل كانا من نصيبها اغلب الاوقات، وهي العادة السائدة في منطقة الشرق الاوسط حيث يتم تجاهل كل القضايا الاشكالية حتى وان كانت تتعلق بالبناء الاجتماعي والفكري لدول المنطقة، ويبدو الصمت احيانا ستراتيجية معتمدة للتخلص من الاحراجات ولكن اهتماما عالميا يشيع راهنا ينصب على التفتيش في الهويات الثقافية للمجتمعات بهدف التعرف على مراحل التطور الفكري وتحقيق العدالة الانسانية ليس فقط في مجالات الاقتصاد والسياسة وانما على مستوى التواجد في الذاكرة الانسانية وتحصيل الحقوق الثقافية.
والبهائية احدى الاستجابات التي انتجها العقل الثقافي في المنطقة للتحديات التي واجهته في القرن التاسع عشر اعتمادا على الاليات المتوفرة آنذاك، وبغض النظر عن الروايات المتضاربة، فأن البهائية محاولة الى جانب المحاولات الاخرى التي شهدتها مجتمعات الشرق الاوسط وهي تدخل عصرا جديدا، هو عصر الصناعة والاستعمار في نفس الوقت، وتبدو البهائية وليدا طبيعيا للفكر السائد في المنطقة آنذاك أثناء تعرض العقائد المستقرة الى سلسلة الاختبارات القاسية التي طرحتها الحداثة.


مِن مَبَادِئ الدّين البَهَائيّ

نعني بالمبادئ تلك الأصول الّتي يعتبرها البهائيّون هاديًا لهم وتوجيهًا إلهيًّا يحدّد معالم الشّوط الحاليّ من المسيرة الإنسانيّة، ويجدون فيها الأساس الّذي ستشاد عليه الحضارة العالميّة المقبلة.
من المبادئ الّتي جاء بها الدّين البهائيّ مبدأ وحدة الأديان ودوام تعاقبها. فترى البهائية ان الأديان واحدة في أصلها وجوهرها وغايتها، ولكن تختلف أحكامها من رسالة إلى أخرى تبعًا لما تقتضية الحاجة في كل زمان، وفقًا لمشكلات العصر الّذي تُبعث فيه هذه الرّسالات. للبشريّة في كل طور من أطوار تقدّمها، مطالب وحاجات تتناسب مع ما بلغته من رقّي ماديّ وروحانيّ، ولا بدّ من ارتباط أوامر الدّين ونواهيه بهذه الحاجات والمطالب. فالمبادئ والتّعاليم والأحكام الّتي جاء بها الأنبياء والرّسل، كانت بالضّرورة على قدر طاقة النّاس في زمانهم وفي حدود قدرتهم على استيعابها، وإلاّ لما صلحت كأداة لتنظيم معيشتهم والنّهوض بمداركهم في مواصلة التّقدم نحو الغاية الّتي توخّاها خالقهم.
يؤمن البهائيّون بأن الحقائق الدّينيّة نسبيّة وليست مطلقة، جاءت على قدر طاقة الإنسان وإدراكه المتغيّر من عصر إلى عصر، لا على مقدار علم أو مكانة الأنبياء والمرسلين. ويؤمن البهائيّون أيضًا باتّحاد الأديان في هدفها ورسالتها، وفي طبيعتها وقداستها، وفي لزومها وضرورتها، ولا ينال من هذه الوحدة، تباين أحكامها أو اختلاف مناهجها. لهذا لا يزعم البهائيّون أن دينهم أفضل الأديان أو أنّه آخرها، وإنّما يؤمنون أنّه الدّين لهذا العصر، الدّين الّذي يناسب مدارك ووجدان الإنسان في وقتنا وزماننا، والدّين الّذي يعدّ إنسان اليوم لإرساء قواعد الحضارة القادمة، وفي هذا وحده تتلخّص علّة وجوده وسبب اختلاف أحكامه عن أحكام الأديان السّابقة.
ومن مبادئ الدّين البهائي السّعي إلى الكمال الخلقي، عن طريق اكتساب الفضائل الإنسانيّة والتّخلّق بالصّفات الإلهيّة تقرّبًا إلى الله.
ومن مبادئ الدّين البهائيّ ضرورة توافق العلم والدّين فهما سبيلان للمعرفة.ولعلّ اختلاف الدّين عن العلم ناتج عن فساد أسلوب مِراسنا، لأنّهما وجهان لحقيقة واحدة.


تَاريخ البَهَائيّة

بدأ التّاريخ البهائيّ بإعلان الدّعوة البابيّة في عام ، وهي ذاتها تهيئة لقدوم دعوة أُخرى، تتحقّق بظهورها نبوءات الأنبياء والرّسل السّابقين، ألا وهي الدّعوة البهائيّة. وقد مهّدت الفرقة الشّيخيّة قبل البابيّة لهذا الحدث الجلل، بعن طريق عالمين من الشّيعة الإثني عشريّة. يمكن تقسيم تاريخ البهائية الى دورتين: دورة البشير أو البابيّة، ودورة الظّهور أو البهائيّة، تسبقهما مرحلة إعداديّة تتمثّل في تعاليم الفرقة الشّيخيّة.

لقد ساد في أوائل القرن التّاسع عشر بين أتباع الدّيانات المختلفة شعور باقتراب تحقّق نبوءات آخر الزّمان، المؤكّدة لرجوع المسيح، أو ظهور الإمام الغائب، أو مجيء المهدي المنتظر، وأنكر آخرون احتمال ذلك، وهو ما يحدث عادة مع بداية كل قرن او مع كل تحول حضاري مهم، ووسط هذه التّكهّنات، ظهرت فرقة الشّيخيّة الّتي أسّسها الشّيخ أحمد بن زين الدّين بن إبراهيم الإحسائيّ، المولود بشبه الجزيرة العربيّة عام .
ورأى الإحسائي أنّ الإمام الموعود لن يخرج من الخفاء، وإنّما سيولد في صورة شخص من أشخاص هذا العالم، وإنّ المعاد يكون بالجوهر لا بالعنصر الترابيّ، فالجسد يبلى بعد الموت، أمّا الحشر والنّشر فيكون بالرّوح وهو من الجواهر.توفّي الشّيخ الاحسائي سنة  ودفن بالبقيع، بالمدينة المنوّرة. وتابع أبحاثه من بعده تلميذه الشّيخ كاظم الرّشتي، وواصل رؤى شيخه في ظهور "الموعود" وعدّد لتلاميذه أوصافه وعلاماته، وأعلن في أواخر أيّامه أنّ تعاليم الشّيخيّة قد استوفت غرضها في التّهيئة لمجيئة، وأوصى تلاميذه بالتّشتّت بحثًا عنه. فما أن توفّاه الله حتى هاموا في أرجاء إيران بحثًا عن الموعود.


رسالة البشير أو البابيّة
كانت مرحلة البشير أو المبشّر قصيرة المدى، لم تتعدَّ ثماني سنوات، ولكنها حفلت بالاحداث التي جرت معظمها ، جرت معظم أحداثها في مدينة شيراز، وأهمّها كشف النّقاب عن أمر الباب، وإنْ بقي أمره طوال هذه المرحلة، منحصرًا في عدد محدود من أتباعه، بينما كرّس جهده لتلقينهم تعاليم دعوته، وإعدادهم للمهام الجسيمة الّتي تنتظرهم، وتنتهي هذه المرحلة باجتماع الباب بتلاميذه الثّمانية عشر، وإبلاغهم مهام كلّ منهم، وأمرهم بالتّشتّت في أنحاء البلاد.
وفي غضون عام من انتشارهم بحثًا عن "القائم"، التقى أحد أئمتّهم، الملاّ حسين بشروئي، بالسّيّد علي محمد، أحد تجّار وأعيان مدينة شيراز، الّذي دعاه إلى منزله. وسرعان ما انبهر الملاّ حسين بشخص مضيفه، وفي الهزيع الأوّل من تلك اللّيلة الخامسة من جمادى الأولى  - الموافقة لليلة  مايو (أيّار) م – كشف السّيد علي محمّد لضيفه النّقاب عن حقيقة كينونته: إنّه هو الباب - وهو لقب يبيّن أنّه مقدّمة لمجيء "من يظهره الله" – ذات "الظهور" الّذي بشّر بقرب مجيئه الشّيخان، أحمد الإحسائي وكاظم الرّشتي.وكان الملاّ حسين أوّل من صدّق بالباب الّذي لُقّب أيضًا بالنّقطة الأولى، وعلي محمد.
ولمّا بلغ عدد المصدّقين بالدّعوة الجديدة ثمانية عشر، معظمهم من تلامذة السّيد كاظم، اجتمع بهم حضرة الباب، وأمرهم بالانتشار في الأرض، وخرج علي محمد بعد ذلك حاجًّا، وبعد أن أعلن دعوته إلى شريف مكّة المكرّمة، عاد إلى مدينته، شيراز، ليواجه معارضة العلماء والسلطة على السواء.
وانتشر أمر علي محمد في أنحاء بلاد إيران، ولكن فشلت مع ذلك مساعيه للقيام شخصيًّا بإبلاغ الدّعوة للملك محمد شاه. كما شاهد ختام هذه المرحلة انضمام السّلطة المدنيّة إلى رجال الدّين في مقاومة هذه الدّعوة، وصدور أمرها بسجن الباب.
حمل الاهتمام المتزايد بأمر الباب، شاه إيران على إرسال أوثق علمائه لتحرّي الحقيقة، وقرّر علماء شيراز في أعقاب ذلك التّخلّص من الباب، ولكن في ذات اللّيلة الّتي قبض فيها عليه، فتك الوباء فجأة بمدينة شيراز وأثار الذعر بين أهلها، فأمر حاكمها بإطلاق سراحه، وطلب منه مغادرتها. فقصد علي محمد مدينة إصفهان، ولكن أفتى علماؤها بكفره. ولمّا دعاهم حاكمها ليباحثوا الباب في أمره، رفضوا متعلّلين بأنّ المناظرة تجوز فيما أشكل، أمّا خروج الباب على الشّرع فواضح كالشّمس في رائعة النّهار. وواصل علماء إصفهان الشّكوى إلى ساحة الملك، فصدر الأمر بإقصاء الباب إلى قلعة ماه كوه ثم قلعة يق بإقليم آذربيجان.
أتاح له السّجن الوقت لشرح دعوته وبيان أهدافها، واجتمع أقطابها ببدشت لتأكيد هذا الاستقلال. وانتهت هذه المرحلة باتفاق السّلطتين المدنيّة والدّينيّة على قتل الباب، وقد بدأ تنفيذ ذلك منذ ان سجن علي محمد في إقليم آذربيجان بالذّات. فقد كان اختيار الوزير أقاسي قلعة ماه كوه ثم قلعة يق مكانًا لسجن الباب، وكلاهما بأرض نائية في آذربيجان، على مظنّة عدم مبالاة سكّانها بهذه الدّعوة، لأنّهم من الأكراد السّنة. ولكن البابية ازدادت انتشارًا هناك، وزاد بذلك قلق علماء الدين.
وافت المنيّة في هذه الأثناء محمّد شاه، وخلفه على العرش الأمير ناصر الدّين ولمّا يتجاوز السّادسة عشر من عمره، كما تولّى ميرزا تقي خان الوزارة وقد صعد من مواجهته مع البابيّين. فأقحم الوزير تقي خان السّلطة المدنيّة مع السّلطة الدّينية في محاربة البابيّة. ولم تُحرّك السّلطة ساكنًا عندما أغار البعض على البابيّين فاغتصبوا أموالهم، وأراقوا دماءهم، ونكّلوا بذويهم، وحيثما حاول المُعْتَدَى عليهم دفع الشّرّ عن أنفسهم، اتُّهموا بإثارة الفتن والاضطرابات.
جمع الباب آنذاك أوراقه وأرسلها مع قلمه وخاتمه إلى حضرة بهاء الله في طهران إشارة إلى وشك انتهاء مهمّته. نُقل بعدها بقليل، مع أربعة من أتباعه إلى تبريز، حيث أعدّت العدّة لقتله. وفي اليوم التّالي لوصوله، أصدر علماء تبريز فتياهم بإعدام الباب بدون مواجهته، ويروي البهائيون حادثة اعدام علي محمد (الباب) كواحدة من معجزاته فيقولون ان سام خان، رئيس فرقة من الجنود الأرمن، تولّى تنفيذ الإعدام: رُبط الباب ورفيق له في مواجهة ثلّة جنود اصطفّوا في ثلاثة صفوف على مرأى ومسمع الجموع المتفرّجة. ثم صدر الأمر بإطلاق البارود؛ فعلا دخّان كثيف تعذرت معه الرّؤية. وبعد انقشاع سحب الدّخان، انصعقت الجماهير لرؤية رفيق الباب قائمًا بمفرده، وقد تمزّقت الحبال الّتي قُيّد بها، دون أن يصاب هو بأذى، ولا أثر للباب نفسه. وكان الباب جالسًا داخل الغرفة الّتي اقتيد منها، يتابع في هدوء إبلاغ آخر وصاياه لأتباعه. بعد انتهائه، أبلغ حارسه المشدوه أنّ وقت شهادته قد حان، ولكن رفض الحارس، وكذلك سام خان، الاشتراك في قتله، وقرّر سام خان وجنوده الانسحاب.فأحضرت فرقة أخرى من الجنود، واقتيد الباب إلى ذات المكان، وأطلق عليه الرّصاص. بعد اعدامه حاول أحد اتباعه الانتقام له، فعزم على قتل الشّاه. فأصاب الشّاه بجروح طفيفة. فأنطلقت السلطة في مطاردة البابيّين، واتُّهم البابيّون جميعًا بالتآمر على حياة الشّاه؛ فامتلأت السّجون بمن بقي منهم على قيد الحياة ثم اقتيدوا الى المقصلة.

طَلْعَةُ الظّهور أو البَهَائيّة
بهاء الله هو الّلقب الّذي عُرف به ميرزا حسين علي النّوري، كان أبوه ميرزا عبّاس المعروف بميرزا بزر، أحد النّبلاء المقرّبين إلى بلاط الملك فتح علي شاه، وحاكمًا على منطقة بروجرد ولُرستان. بعد محاولة الاعتداء على حياة الشّاه، قضى بهاء الله أربعة شهور سجينًا في طهران، ينتظر دوره للإعدام بصفته أحد أقطاب البابيّة، ولكن نجح بعض أصدقائه القدامى في إقناع الملك بالتّحقيق في هذا الحادث، فثبتت براءته، وأطلق سراحه، ولكن أمرت السّلطات بإبعاده، وصادرت أمواله، فقصد العراق.
بعد إقامة قصيرة في بغداد قرّر بهاء الله الاعتزال في جبال السّليمانيّة حيث انقطع متعبّدًا في خلوة دامت عامين، لم يكن أحد يعلم خلالها مكانه. واهتمّ بشرح وبيان تعاليم الباب. ومن بين ما انجزه في هذه الفترة رسالتين على جانب من الأهميّة في معتقدات البهائيين، هما الكلمات المكنونة، وكتاب الإيقان. الرّسالة الأولى هي موجز للفضائل والإلهيّات الّتي جاءت بها الأديان سابقًا، وفي الرّسالة الثّانية قام بتفسير آيات الكتب المقدّسة السّابقة على نحو يُبرز وحدة معانيها ومقاصدها، ويُلفت الأنظار إلى أبديّة الأديان، وعدم محدوديّة رسالاتها رغم محدوديّة أحكامها في حيّز زمانيّ. وخلت الرّسالتان من أيّ إشارة إلى أمره الجديد. بقي بهاء الله في بغداد قرابة عشر سنوات، علت أثناءها شكوى البلاط الفارسيّ من ازدياد نفوذه في منطقة يحجّ إليها الشّيعة من إيران، وينتهز كثير منهم الفرصة ليستطلع حقائق البابيّة. وزادت مخاوف البلاط الإيرانيّ بعد زيارة عدد من أفراده – من بينهم الأمراء – لبهاء الله في منزله المتواضع. فأمر السّلطان عبد الحميد بحضوره إلى اسطنبول. وبينما كان يتأهبّ ركبه للرّحيل في ربيع عام ، أعلن بهاء الله لأصحابه بأنّه الموعود الّذي بشّر به الباب، والّذي بظهوره تتحقق نبوءات ووعود الأديان السّابقة.
اما المرحلة الثّانية من نشاط بهاء الله فبدأت حين إبحر من تركيا، في طريقه إلى عكّا، وتتميّز بتطوّر المبادئ الّتي أعلنها الباب إلى أصول وأحكام مفصّلة، وإعلان دعوة بهاء الله إعلانًا عامًا على التّدريج، وإعداد رسائله الموجّهة الى ملوك ورؤساء الدّول، لإبلاغهم مبادئ العصر الجديد ونظامه العالمي بحسب تصوره، ودعوتهم للكفّ عن الحروب، والحدّ من التّسلّح، والاتّحاد والتّعاون لخير الشّعوب.
جرت أكثر أحداث هذه المرحلة في مدينة أدرنة على أرض القارّة الأوربيّة. فبعد وصول بهاء الله وصحبه إلى مدينة اسطنبول في منتصف أغسطس (آب) ، من رحلة دامت ثلاثة شهور ونصف على ظهور الدّواب، خلال جبال وعرة، نما إلى علمهم قرار ترحيلهم إلى أدرنة، الّتي وصلوها يوم  ديسمبر (كانون أول) من نفس السّنة. واصل بهاء الله أثناء إقامته في هذه المدينة، وطيلة السّنوات الخمس التّالية، تفصيل أصول دعوته وتنظيم أصحابه وأتباعه. لكن خصومة وقعت بينه وبين أخيه لأبيه، ميرزا يحيى فحدث بينهما انقسام، حتى إذا ما اشتدّت حدّة الخلاف بين الأتباع، طالبوا السّلطان بإبعادهم؛ فصدر الأمر بترحيل ميرزا يحيى ومشايعيه إلى قبرص، وسجن بهاء الله وصحبه في عكّا، حيث بدأت ّ المرحلة الثّالثة، من وقت وصول بهاء الله إلى سجن عكّا حتى وفاته بقربها. فقد شهدت السّنوات الأربع والعشرون الّتي قضاها بهاء الله في عكّا ومَرجِها، مراسلاته مع الرؤساء والملوك، وظهور الكتاب الأقدس متضمّنًا حدود وأحكام الشّريعة البهائيّة، وتفصيل نظامه العالمي، وانتشار دعوته من إيران والعراق، إلى تركيا، وروسيا، ومصر، والشّام، والهند، وحدّد بهاء الله الهيئات والقيادات المستقبلة لإدارة أمر دينه، وبيّن وظيفة وسلطة كلّ منها، وعيّن ابنه الأرشد ليتولّى إدارة شؤون أمره وتفسير تعاليمه من بعده. وبقي في مَرْجِ عكّا حتّى وفاته في فجر  مايو (أيار)  بعد ان بقي سجينًا في عكّا زهاء ربع قرن .



تاريخ البهائية بالصيغة التي اوردناه فيها سابقا يمثل الرواية الرسمية التي يعتمدها البهائيون، ولكن بالتأكيد هناك في كل تاريخ حكايات ثانوية وشخصيات مهمة ووقائع وتفاصيل، وفيما يخص البهائية كان هناك الشيء الكثير نظرا لتداخل ما هو شخصي بما هو عام، وكذلك نتيجة لترابط ما هو سياسي بما هو ديني او روحي، بل ان نشوء البهائية وتطورها تدخل فيه العامل الدولي ايضا، وكانت للعلاقة بين الدولتين (الايرانية والعثمانية) تأثيراتها على البهائية واتباعها، وحتى الدول الكبرى التي كانت ناشطة في المنطقة آنذاك تدخلت بشكل او بآخر في وضع وظروف البهائية، والاهم من كل ذلك ان جزءا مهما من تاريخ البهائية وقعت أحداثه في العراق وعبر مدن مختلفة، ابتداء من كربلاء فبغداد فالسليمانية.
فعندما قرر نجيب باشا عام 1842، انهاء حالة التمرد والانفلات في كربلاء، وسيطرة اليامرزيين عليها، اصيب الاهالي بالصدمة والهلع خاصة عندما استباح الجنود العثمانيون المدينة ليفعلوا بها مايشاؤون على عادة الجند في العصور الغابرة، استثنى الوالي نجيب باشا بيت الشيخ كاظم الرشتي زعيم الشيخيين في كربلاء، والذي سبق وان حاول اقناع وجهاء كربلاء بالتعاون مع الوالي وانهاء حالة التمرد التي تعيشها المدينة فلم يلق استجابة لدعوته تلك، ويبدو ان هذه الحادثة هي التي اسست لعلاقة طيبة مع بين الدولة العثمانية والشيخيين ومن ثم خلافائهم من البابيين والبهائيين، والشيخ كاظم الرشتي كان من تلاميذ واتباع الشيخ احمد الاحسائي ووريثه في ولاية شؤون الشيخية، وقد اتخذ من كربلاء مقرا له وصار ينشر دعوته فيها حتى انقسم الناس هناك الى فئتين هما، اتباع الشيخ الرشتي ويسمون (بشت سري) وتعني بالفارسية (خلف الرأس) لأنهم يصلون خلف رأس الحسين، اما الفئة الاخرى فهم خصوم الشيخية ويسمون (بالاسري) لأنهم يصلون فوق رأس الحسين. وقد عمل الرشتي على نشر دعواه في كربلاء والكاظمية حتى توفي في بداية عام 1843، ولم يحدد خلفا له معتقدا بقرب اليوم الموعود.

**************
بعد ان تعرف البشروئي الى الباب (السيد علي محمد) دخلت البهائية في مرحلة تطورها الثانية (البابية) وعندما تمكن الباب من استقطاب ثمانية عشر تلميذا او حواريا سماهم بـ(حروف الحي) لأن لفظة الحي تساوي في حساب الحروف (18)، وارسل الباب هؤلاء الاتباع للتبشير بدعوته في انحاء ايران، وارسل الى العراق احد حروف الحي وهو الملا علي البسطامي الذي زار كربلاء ثم النجف مبشرا بالدعوة البابية ومناقشا ومجادلا للعلماء في هاتين المدينتين، حتى اتهم بالكفر وإثارة الفتنة والإساءة الى الدين فإعتقل وسيق الى والي بغداد نجيب باشا الذي عقد مجلسا للحوار والتداول في دعوى البسطامي، وحضر هذا المجلس كبار العلماء من مختلف الطوائف ولم يتوصل المجلس الى قرار نهائي بشأن الملا علي البسطامي وقيل انه سيق الى اسطنبول فمات في الطريق بمرض اصابه كما يقول البعض، او مقتولا كما يقول البعض الآخر، ويعتبره البابيون والبهائيون اول (شهيد) في سبيل دعوتهم.
ومن الشخصيات المهمة الاخرى التي ارتبطت بالدعوة البابية ثم البهائية، شخصية (القدوس) وهو محمد علي البازفروشي، وهو شاب حبشي كان خادما للباب وتابعا مخلصا لدعوته، ورافق الباب في رحلته الى الحجاز لإداء فريضة الحج وصار له شأن فيما بعد في نمو البهائية وتطورها، وعندما عاد الباب من الحج الى شيراز بعد ان راسل شريف مكة لإطلاعه على دعوته، اخذ يواصل التبشير في شيراز مما أثار غضب العلماء فأرسلوا اليه احدهم لإختباره هو السيد يحيى الدارابي الذي سحر بالباب فأتبعه، وكان يحكم شيراز آنذاك وال صارم هو حسين خان الايرواني، ويقال انه استدعى الباب اليه وأظهر له انه من اتباعه وطلب منه الاجتماع بعلماء الدين ومناقشتهم، وبالفعل خطب الباب في العلماء وقدم لهم كتابه (البيان) ليقرأوه، وعندها طالبه العلماء بكتابة مدعياته في صحيفة ففعل ذلك لكن العلماء انتقدوا ما فيها من الاغلاط، فتذرع الباب بأنه لم يتعلم في المدارس وان ما كتبه انما هو الهام من الغيب ووحي، واراد منهم (ترك المباني والاهتمام بالمعاني)، فرفضوا منه ذلك ومنهم من افتى بكفره او قال باختلال عقله، ثم امر الوالي فجروه الى صحن الدار وربطوا رجليه في (الفلقة) واخذوا يضربونه حتى كاد ان يغمى عليه، ثم ذهبوا به الى المسجد حيث صعد المنبر واعلن توبته وندمه.
***************
تعتبر قرة العين واحدة من الشخصيات المثيرة للإهتمام ليس فيما يتعلق بظهور البهائية فقط، بل فيما يتعلق بالتجديد الفكري والديني والاجتماعي على مستوى المنطقة وخصوصا ايران والعراق، وقرة العين هي (زرين تاج) وهو اسم فارسي معناه (التاج الذهبي) لأنها كانت ذات شعر اشقر، ولدت في قزوين عام 1814في عائلة دينية معروفة هي (آل البرغاني) وفيها علماء معروفون منهم الملا محمد صالح والد قرة العين، والملا محمد تقي كبير علماء قزوين وكان عما لقرة العين ووالد زوجها فيما بعد.
كانت قرة العين جميلة وذكية تستمع الى محاضرات والدها وغيره من العلماء من وراء ستار ثم صارت تشارك في النقاش والجدل في القضايا الفقهية والكلامية، وكانت قزوين آنذاك قد قسمتها الدعوة الشيخية الى قسمين، مؤيد ومعارض حتى وصل هذا الانقسام الى بيت قرة العين حيث كان عمها الملا محمد تقي من خصوم الشيخيين بينما كان احد اعمامها وهو الملا علي من الشيخيين، وعندما بلغت قرة العين الرابعة عشرة زوجت من ابن عمها الملا محمد ابن الملا محمد تقي، وبعد ذلك انتقلت مع زوجها الى كربلاء ليتم تحصيله العلمي ونزلا في دار للأسرة بمنطقة المخيم (الخيمكاه)، وبقي الزوجان في كربلاء ثلاثة عشر عاما انجبا فيها ولدين (ابراهيم واسماعيل) وعندما عادا الى قزوين عام 1841 انجبا ولدا ثالثا(اسحاق)، اثناء مكوثهما في كربلاء مالت قرة العين الى الشيخ كاظم الرشتي ثم اصبحت من اتباع الشيخية بينما كان زوجها من خصومهم، ويبدو ان زواجهما لم يكن موفقا منذ بدايته وساده الخصام، واشتد هذا الخصام حين اصدر والد زوجها فتوى كفر بها الشيخيين في حين ان قرة العين ازدادت ولعا وتعلقا بالتعاليم الشيخية وواصلت مراسلاتها مع الشيخ كاظم الرشتي عندما عادت الى قزوين، ثم تركت زوجها واولادها عام 1843وانتقلت الى كربلاء لتنظم الى حوزة الشيخ الرشتي العلمية، لكن عند وصولها فوجئت بإن الرشتي كان قد توفي قبل ايام قليلة.
كانت قرة العين من المؤمنين الثمانية عشر الاوائل بالدعوة البابية التي انطلقت من شيراز حين كانت قرة العين في كربلاء، ومثل بقية البابية التزمت قرة العين بالتقية فلم تكن تعلن عقيدتها ولا تذكر الباب صراحة، لكنها كانت تلقي الدروس في غرفة صغيرة ويستمع اليها الناس والتلاميذ من غرفة مجاورة، ويبدو انها امتلكت قوة تأثير عالية فأعجب بها الناس الذين ادهشوا بقدراتها الفكرية والكلامية وصوتها الجهوري وبيانها، حتى انها احدثت هزة في مجتمع كربلاء التي بقيت فيها حتى نشب نزاع بينها وبين زعيم الشيخيين المرزا محمد حسن جوهر، واثر هذا النزاع انتقلت الى الكاظمية مع حاشيتها حيث استقبلت بحفاوة، واخذت تلقي الدروس وزادت على ذلك بأن صعدت المنبر وهي تذهل السامعين بحسن حديثها، واخذ الكثير من البغداديين يتوافدون للإستماع اليها من مختلف الطوائف، حيث كان يصلي بعضهم وراءها، وهي لم تكن متزمتة في حجابها حيث كانت تلتزم بالحجاب الشرعي، اي تظهر كفيها ووجهها وهو ما اثار حنق البعض ممن لم يعتادوا هذا النمط من الحجاب، وعندما سئلت قرة العين عن ذلك بينت الادلة الشرعية التي تقر حجابها، ومع ذلك بقي هناك من يستغل هذه النقطة لمهاجمة قرة العين.
بعد ستة أشهر من مكوثها في الكاظمية عادت قرة العين الى كربلاء في شباط 1847، وكانت تلك العودة تمثل مرحلة جديدة في حياة قرة العين والحركة البابية، حيث تركت قرة العين التقية وصارت تجاهر بآرائها وهو ما سبب البلبلة والانشقاق في صفوف البابيين، حيث اتبعها البعض وعلى رأسهم الملا باقر وصاروا يعرفون بـ(القرتية)، اما خصومهم فعلى رأسهم الملا احمد الخراساني الذي كان يرعى بيت الرشتي بعد وفاته، وبالاضافة الى قضية التقية كانت هناك عدة خلافات في العقائد والتشريعات، منها الموقف من كتب الشيخ الاحسائي والشيخ الرشتي التي ترى قرة العين بانها نسخت مع ظهور الباب ويرى خصومها عكس ذلك، وايضا الموقف من الشعائر الحسينية وزيارة القبور والتدخين ومفهوم الرجعة. وصار النزاع بين الطرفين يتسع الى قضايا شخصية تارة وقضايا عامة تارة أخرى.
على اثر ذلك تركت قرة العين كربلاء وعادت الى بغداد حيث تلقي دروسها من وراء ستار وهي تدعو الى التجديد وتجادل العلماء حتى اعجب بها الوالي نجيب باشا والمفتي ابو الثناء الآلوسي، واستمر خصومها حتى من الشيخيين في التحريض ضدها فكتب الوالي بشأنها الى اسطنبول وحبسها في بيت المفتي الآلوسي وكانت هناك تهم متنوعة وجهت الى قرة العين وينفيها عنها المفتي ابو الثناء الآلوسي لكنه يقر بأن قرة العين واتباعها يزعمون انتهاء زمن التكليف وان الوحي غير منقطع لكنه ليس وحي تشريع بل وحي تعليم وهو يشبه رأي بعض المتصوفة.
ثم ظهر انشقاق بين اتباع قرة العين بعد ان اعلنت دعوتها الى تجديد الشريعة الاسلامية ووصل الامر الى علم الباب الذي اقرها على دعوتها.
عندما عرف اهلها في قزوين بخبر حبسها سعوا في التوسط لإطلاق سراحها حتى جاء الامر من اسطنبول بإطلاق سراح قرة العين واخراجها من العراق، فخرجت في موكب احتفالي وعندما وصلت كرمنشاه استقرت فيها لبعض الوقت واخذت بالقاء الدروس والمحاضرات وجذب الاتباع حتى غضب رجال الدين الذين حاولوا تحريض الوالي ضدها ومن ثم راسلوا عمها الذي بعث ببعض اقاربه لأخذ قرة العين الى قزوين، وفي الطريق نزلت في همدان المعروفة بوجود كثير من الشيخيين فيها، فأحتفى بها الاهالي حيث مكثت تسعة ايام تحاول جذب الاتباع فتأثر بها عدد من النساء والرجال ومنهم حبران يهوديان ، هما ألياهو والالازار.
عندما وصلت قرة العين الى قزوين لم ترجع الى بيت زوجها فأنتهز خصومها هذا الوضع لمهاجمتها على اعتبار انها تخالف الشرع بذلك، الا انها واتباعها ردوا على الهجوم بتبرير موقف وسلوك قرة العين، اعتمادا على نشاطها الاجتماعي والفكري الذي لا يتلائم مع الوضعية التقليدية للمرأة، وقررت قرة العين هجر زوجها نهائيا مما أثار عداوة عمها ووالد زوجها الملا محمد تقي وفشل والدها في التقريب بين الزوجين، وفي تلك الاثناء تشدد الملا محمد تقي في موقفه من الشيخيين وصار يحرض ضدهم ويلعنهم ويطعن فيهم مما دفع العامة الى الاعتداء على الشيخيين واضطهادهم وتعرض بعضهم للتعذيب حتى قتل الملا محمد تقي على يد رجل مجهول وهو يصلي في المسجد فجرا، فاشتعلت الفتنة في المدينة واصبح الشيخيون والبابيون امام خطر داهم، وكانت قرة العين قد أمرت معظم اصحابها بمغادرة قزوين ولم يتبق منهما الا اثنان اتهم احدهما وهو الشيخ صالح الكريماوي بقتل الملا محمد تقي، فسيق الى طهران وقتل في ميدان بوسطها وهو يعتبر اول من سفك دمه في سبيل الدعوة الجديدة في ايران، واستمر الهياج في قزوين حتى قتل الكثير من الشيخيين وقطعوا اربا اربا، والقي القبض على قرة العين وحبست حتى تدخل المرزا حسين علي النوري (بهاء الله فيما بعد) بما له من نفوذ وثروة فتم تهريبها من قزوين الى طهران وبقيت في بيت البهاء حتى عقد مؤتمر (بدشت) قرب خراسان فشاركت فيه، وعقد هذا المؤتمر اثر اعتقال الحكومة للباب في قلعة (ماكو)، لمناقشة قضيتين، الاولى انقاذ الباب من سجنه، والثانية الموقف من الشريعة الاسلامية، هل تنسخ ام تبقى على حالها؟. وكان جميع اقطاب البابية حاضرون وعددهم واحد وثمانون شخصا بإستثناء (باب الباب) اي الملا حسين البشروئي، وبهذا المؤتمر خرجت البابية عن كونها فرقة تابعة للشيخية، حيث اصبحت فرقة منفصلة او حتى تصل الى مستوى الدين الجديد، وكان الاهتمام بإنقاذ الباب قد حصل على حيز ضئيل من اهتمام المؤتمرين مقارنة بالموقف من الشريعة الاسلامية ، وكانت قرة العين على رأس القائلين بوجوب نسخ الشريعة بينما الرافضون يتزعمهم القدوس ( محمد علي البازفروشي)، الذي كان خادما ومرافقا للباب، بينما التزم بهاء الله بالصمت، وقررت قرة العين اتخاذ خطوة حاسمة في ذلك فخرجت ذات يوم على المجتمعين وهي متبرجة وسافرة الوجه وبذلك باشرت عمليا بنسخ الشريعة وهو ما أثار اللغط والفوضى، وحاول القدوس قتلها فلم تتأثر قرة العين ولم ترهب سيف القدوس ووقفت تخطب في الجمع مدافعة عن سلوكها معلنة تحطيم قيود الماضي وتحقيق الانعتاق فزاد التعصب والنزاع، وبعد مؤتمر (بدشت) اعلن الباب نسخ الشريعة دون ان يطرح الشريعة الجديدة، ويقول البعض ان من البابيين من استغل ذلك فأندفع في الشهوات بإفراط، وسميت تلك المرحلة بـ(فترة النسخ)، وفي قرية تدعى (نيالا) يقول بعض المؤرخين ان قرة العين والقدوس دخلا الحمام معا فعرف الاهالي بذلك فثاروا وهاجموا قافلة البابيين العائدين من مؤتمرهم فسلبوهم وقتلوا عددا منهم وينكر البابيون والبهائيون هذه الحادثة، ويقول السيد كامل عباس سكرتير المحفل البهائي في بغداد سابقا، انها رواية ملفقة، ويقول الدكتور علي الوردي انه سأل السيد كامل عباس عن التشريعات المشمولة بالنسخ آنذاك، فأكد السيد عباس ان النسخ شمل الفرائض التعبدية فقط ولم يمس التعاليم الاخلاقية.
في 9 تموز 1850 اعدم الباب في تبريز بناء على فتوى صدرت من علماء المدينة، فحاول احد البابيين بعد ذلك اغتيال الشاه وفشل فأندلعت حملة شعواء ضد البابيين قتل واعتقل الكثير منهم وكانت قرة العين من بين من اعتقل، وبقيت طوال فترة اعتقالها تمارس التبشير وتهافتت النساء على الحضور عندها فعملت هي على استثارتهن عبر التركيز على اوضاعهن المزرية، لكن رجلين من رجال الدين حققا معها وأقرا بانها مرتدة تستحق القتل فنفذ فيها الحكم واختلفت الروايات في كيفية قتلها.
وكذلك اعتقل بهاء الله بعد محاولة اغتيال الشاه وبقي في السجن حوالي اربعة اشهر حتى حتى تشفع له الوزير الروسي دلكوركي، ثم ابعد مع افراد اسرته الى العراق، فسكن الكاظمية اولا ثم انتقل الى الرصافة وتحديدا في محلة العاقولية بإيعاز من السفير الايراني، ثم تحول للسكن في محلة الشيخ بشار بجانب الكرخ، وبعد مدة قصيرة وصل شقيق البهاء(صبح الازل) او المرزا يحيى، الذي يعرف البابيون انه زعيمهم وان البهاء مجرد وكيل له، كانت النزاعات بين البابيين على اشدها وعندما فشل البهاء في لم شملهم غادر الى السليمانية، حيث اعتكف اولا في جبل سركلو ثم استقر بعد ذلك في المدينة وسكن التكية الخالدية حتى اهتدى اليه أهله واقنعوه بالعودة الى بغداد، فعاد في 19آذار 1856، وسعى الى تنظيم صفوف البابيين وكانت له علاقات جيدة بالقناصل الاجانب وكذلك بعلماء ووجهاء بغداد، واعتنق البابية بعض الاثرياء منهم ملاك اراض في ديالى فأنتشرت البابية في بعض قراها مثل العواشق وذيابه والهويدر، لكن انتشارها لم يكن واسعا في العراق عموما.
كانت علاقة بهاء الله بالوالي نامق باشا جيدة ولذلك توسع البابيون في دعوتهم وهو ما أثار حفيظة الطوائف الاخرى والقنصل الايراني ايضا ، واستقر الامر على تسفير بهاء الله الى اسطنبول، فأستدعاه الوالي يوم عيد النوروز من عام 1863حيث كان البابيون يحتفلون في مزرعة الوشاش، وفي السراي ابلغ البهاء بأمر تسفيره، على انه سيكون ضيف السلطان وقدم اليه مبلغ من المال لسفره وكان في وداعه أركان الادارة العثمانية ببغداد.
* معظم المعلومات الواردة هنا مصدرها كتاب لمحات اجتماعية للدكتور علي الوردي
إنّ النّظام الإداريّ للدّين البهائيّ يقوم أساسًا على هيئات منتخبة بالاقتراع العام، على المستويين المحلّي والعالميّ، ولكن حين وفاة بهاء الله، لم يكن تعداد البهائيّين، ولا درجة امتزاج شرقيّهم وغربيّهم، ولا ما بين أيديهم من تفاصيل النّظم الإداريّ الجديد، يسمح بتنفيذ وحسن سير هذا النّظام؛ فعيّن بهاء الله ابنه الأرشد عبّاس أفندي، ليواصل بناء الجامعة البهائيّة العالميّة، ويرسي قواعد نظامها على نفس النّمط الرّوحاني الّذي أبدعه، ويحمي الدّين البهائيّ من الانشقاق، سواء بسبب خلافته أو بسبب تفسير تعاليمه وأحكامه؛ فنصّ بهاء الله على هذا التّعيين في وصيّة مكتوبة بخطّ يده، واعتبرها عهدًا وثيقًا بينه وبين المؤمنين، حتّى لا تتصدّع صفوفهم. وقام عبّاس أفندي على الأمر من بعد والده بوصفه مركز عهده، واختار لنفسه اسم عبد البهاء.
ولد عبد البهاء في عام  في نفس اللّيلة الّتي أعلن فيها الباب دعوته، وأدرك عبد البهاء منزلة أبيه وهو صبيّ في التّاسعة من عمره، قبل أن يعلن دعوته بعشر سنوات، ولازمه في منفاه بالعراق وتركيا ثمّ في سجن عكّا ساهرًا على تهيئة ما يعينه على تحقيق أهداف رسالته، وقام على خدمته ومناصرته حتى اللّحظة الأخيرة من حياته.
لم تسمح ظروف النّفي والسّجن المستمرّين ليتلقّى عبد البهاء العلم في المدارس، فعلّمه والده ونُشر له ما يربو على ألف وسبعمائة رسالة، تقع في سبع مجلدات.
وخرج عبد البهاء من السجن بعد عزل السّلطان عبد الحميد عام ، عندما افرج عن المسجونين في الدّولة العثمانية. ورغم أنّه ناهز الخامسة والسّتين من عمره عندما اطلق سراحه بعد أنّ هدّت قواه وأنهكت صحّته بطول السجن، إلاّ أنّه بدأ أسفاره لبلاد الغرب، بعد التّوقف قليلاً في مصر، واعتلى المنابر، وتصدّر المحافل والمجالس العلميّة، وحاضر في الجامعات، وخطب في المصلّين، وناظر العلماء، وباحث المفكّرين، وناقش الأدباء، وحرّر ما لا حصر له من الرّسائل ردًّا على المستفسرين.
تناول عبد البهاء في كتبه وأحاديثه الخاصّة والعامّة موضوعات كثيرة التّنوّع عبّر فيها عن الفكر البهائيّ مبيّنا أنّ وحدة العالم في طريقها إلى التّحقق على التّدريج ولها سبع عناصر: اتّحاد في السّياسة، واتّحاد في الفكر، واتّحاد في الحرّية، واتّحاد في الدّين، واتّحاد في القوميّة، واتّحاد بين الأجناس، واتّحاد في اللّغة. وبنى حلوله لمشاكل العالم على أساس قِيَمٍ إنسانيّة، مؤكدًا أنّ التّقدّم سواء في ميادين الاقتصاد أو الاجتماع أو العلوم والآداب والفنون، إنّما يتوقّف على مدى ما وصل إليه أفراد المجتمع في تمسّكهم بالعدل، وتقويمهم للأخلاق، وحرصهم على المصلحة العامّة قبل المصالح الخاصّة، ورغبتهم في التّعاون على البرّ والخير، وأنّ هذه وغيرها من مقوّمات الرّقي تتحقّق بالتّهذيب الدّينيّ، لا بالسّياسة ولا بالعلم ولا بالثّروة.
وفي  نوفمبر (تشرين الثاني)  أبان لزائريه أنّ الدّين منقسم إلى قسمين، أحدهما يتعلّق بالرّوحانيّات، وهو الأصل، والثّاني يتعلّق بالماديّات، أي المعاملات. "أمّا القسم المتعلّق بالرّوحانيّات والإلهيّات فإنّه لم يتغيّر، ولم يتبدّل، وعليه بُعث جميع الأنبياء الّذين أسّسوا فضائل الإنسان... أمّا القسم الثّاني من الدّين، فإنّه يتغيّر ويتبدّل بمقتضى الزّمان والمكان".
وفي ليلة  تشرين الثاني (نوفمبر)  توفي عبد البهاء، عن سبعة وسبعين عامًا.
عندما توفي عبد البهاء، لم تكن الجامعة البهائيّة قد بلغت من الانتشار نحوًا يسمح بانتخاب الهيئة العليا لنظمها الإداريّ، بحيث يشترك في انتخابها ممثلون عن مختلف الشّعوب والأجناس والثّقافات في العالم؛ فأوصى عبد البهاء بولاية الأمر من بعده إلى حفيده الأرشد شوقي ربّاني، ليتمّم الخطّة الّتي وضعها، وباشر في تنفيذها، من أجل استكمال النّظام الّذي وضع أصوله بهاء الله.
ولد شوقي ربّاني بمدينة عكّا في أوّل أيار (مارس) . بدأ تعليمه في مدارس حيفا، ثم انتقل إلى بيروت لمواصلة دراسته الّتي انتهت في جامعة أكسفورد. وتولّى عبد البهاء تربيته وتوجيهه بنفسه منذ طفولته.
تولّى الأمر وهو في عنفوان الشّباب، وكرّس حياته للمسؤوليّة الّتي تركها له عبد البهاء، وعمل على تنمية إمكانات العالم البهائيّ، وإرساخ جذور هيكله الإداريّ، ليقوم بتدبير شؤون جامعة عالميّة من بعده، ويحافظ على وحدتها. وبانتهاء ولايته اجتاز الدّين البهائيّ طور الرّئاسة المتمثّلة في شخص واحد إلى رئاسة تتمثّل في هيئات منتخبة على ثلاثة مستويات: المحافل الرّوحانية المحلّية على مستوى المدينة والقرية، والمحافل الرّوحانيّة المركزيّة على مستوى المملكة أو الجمهوريّة، وبيت العدل الأعظم على مستوى العالم.
لم تمهل المنيّة شوقي ربّاني ليشهد انتخاب بيت العدل الأعظم في ربيع ، إذ توفي ليلة  نوفمبر (تشرين الثاني) ، قبل خمس سنوات من تأسيس أوّل رئاسة دينيّة جماعيّة، وهيئة تشريعيّة منتخبة بالاقتراع العام على مستوى عالميّ، اشترك في انتخابها بهائيون من شعوب واجناس وثقافات مختلفة.
لم يتأسس بيت العدل الأعظم في عهد حضرة عبد البهاء، وانتقلت مسؤولية تأسيسه إلى وليّ أمر الدين البهائي بصفته الرئيس الأعلى لدين حضرة بهاء الله، فعكف مدة السنوات السّت والثلاثين اللاحقة على بناء الأُسس المتينة لتشييد صرح تلك الهيئة. ففي غضون تلك السنوات، قام شوقي أفندي بتثقيف الجامعة البهائية في موضوع النظام الإداري ومهّد السبيل أمامها لتُقيم في نهاية الأمر ذلك الصرح الرئيسي الآخر لهذا النظام، فكتب باستمرار عن الارتباط الوثيق القائم بين ولاية الأمر وبيت العدل الأعظم، فوصفهما قائلاً: "إنّ كُلاًّ من هذين العمادين التوأمين لنظام دين حضرة بهاء الله الإداري إلهيّ من حيث الأصل، جوهريّ من حيث العمل، ومتمّم أحدهما للآخر من حيث الغاية والمطلب." ويسترسل حضرة شوقي أفندي في شرحه هذا فيضيف "إنّ هدفهما الأصليّ وغايتهما الأساسية ضمان استمرار السلطة الإلهيّة التعيين النابعة من أُصول هذا الدين، بالإضافة إلى صيانة وحدة أتباعه والمحافظة على سلامة تعاليمه ومرونة تنفيذها." فولاية الأمر تمثّل الوسيلة التي اختارها بهاء الله لتستمر الهداية الإلهيّة عبر مبيّن يشرح آياته المقدسة شرحاً صادقاً أميناً منزهاً عن الخطأ والضلال. أما وظيفة بيت العدل الأعظم، من جهة أخرى، فهي في "سن الشرائع في المسائل التي لم يَنُصّ عليها حضرة بهاء الله صراحة." وحسبما ذكر شوقي أفندي "يقوم وليّ أمر الدين البهائي وبيت العدل الأعظم بغير انفكاك على إدارة شؤون هذا الدين، وتنسيق جهوده، وترويج مصالحه، وتنفيذ شريعته، وحماية مؤسّساته."
إنّ الارتباط الوثيق بين ولاية الأمر وبيت العدل الأعظم ارتباط يؤكده الجهد المتواصل الذي بذله وليّ أمر الدين البهائي لتوسيع رقعة الجامعة البهائية في العالم، وذلك بُغية تأسيس الهيئات المركزية التشريعية للنظام الإدراي ونموّها، وكان هدف هذا النشاط التعجيل بانتخاب بيت العدل الأعظم ونمو كلّ عناصر النظام الإداري الذي وضعه بهاء الله نموّاً كاملاً وتامّاً.
ورغم أنَّ ولاية الأمر كما تمَّ رسمها مؤسسة تخضع لنظام وراثي وأنَّ وصايا عبد البهاء قد جعلت في الإمكان استمرار الخط الوراثي هذا من بعد وليّ الأمر الذي عيّنه عبد البهاء، فقد تُوُفِّيَ شوقي أفندي دون أنْ يترك وريثاً يخلُفه. وهو لم يعيّنْ أحداً من أفراد عائلته ليخلفه لانتفاء الشروط التي وضعها عبد البهاء لمثل ذاك التعيين. ومع ذلك فإنّ ولاية الأمر مستمرة في حيويتها ودوام أثرها، فقد ترك شوقي أفندي في آثاره الكتابية الكثير من الإرشادات. إنّه ميراث غنيّ تركه وليّ أمر الدين البهائي للجامعة البهائية وكان حصيلة سنوات ولايته الحافلة بالأحداث من عام  إلى عام . وكان عبد البهاء قد اوصى اتباعه بطاعة شوقي افندي واعتبرها مقياسا للولاء اذ كتب في ألواح وصاياه هذه الكلمات المؤثرة يصف فيها مَنْ سيخلفه بعد صعوده: "يا أحباء عبد البهاء الأوفياء، يجب أنْ تحافظوا كل المحافظة على فرع الشجرتين المباركتين، وثمرة السِّدرتين الرحمانيتين، شوقي أفندي، حتى لا يغبّر خاطره النوراني غبارُ الكدر والحزن ويزداد فرحه وسروره وروحانيته يوماً فيوماً... إذ إنّه هو وليّ أمر الله بعد عبد البهاء... من عصى أمره فقد عصى الله ومن أعرض عنه فقد أعرض عن الله ومن أنكره فقد أنكر الحقّ. إياكم إياكم، أن يُؤوّل أحد هذه الكلمات..." عبد البهاء، ألواح وصايا، ص.
وهكذا أعلن عبد البهاء بمنتهى الدقة والوضوح عن قراره في اختيار من سيخلفه ليتولى قيادة الجامعة البهائية بعد صعوده. وحافظت ولاية الأمر على وحدة دين بهاء الله لأنها ضَمِنَتْ استمرار تلك المسؤولية التي انتقلت من بهاء الله إلى عبد البهاء، وأصبحت بعد ذلك تقع على عاتق شوقي أفندي الذي وصفه عبد البهاء بأنّه "آية الله بين خلقه."
عندما تم تعيين شوقي أفندي وليّاً للأمر بعد وفاة جدّه كان لا يزال طالباً يدرس في كلية باليول بجامعة أكسفورد، ولم يكن قد تخطّى سن الرابعة والعشرين. فشعر بالحزن العميق لوفاة جدّه كما شعر بثقل المسؤولية التي حمّلها إياه عبد البهاء في وصيّته، وكان لكل ذلك في بداية الأمر وقْعُ الصّاعقة في نفسه، حيث أنّه لم يكن يتوقع بتاتاً تعيينه في مثل ذاك المنصب.
ورغبة منه في الاستعداد للمسؤوليات التي أُنيطت به، غادر شوقي أفندي الأراضي المقدسة ليخلو إلى نفسه فترة من الزمن استغرقت عدة أشهر. وفي هذه الأثناء ترك ادارة الامور في يد عمة والدته بهيّة خانم – كريمة بهاء الله، وشقيقة عبد البهاء. وكان شوقي أفندي يكنّ لعمة والدته محبة خاصة إذ كانت أقرب أفراد عائلته إليه. وهي التي أدركت ما عصف به من الحزن والأسى إثر (صعود) جدّه المحبوب، وكانت في إخلاصها وحكمتها خير معين له إبّان السنوات الأولى من ولايته للأمر وحتى وافتها المنيّة عام .
وقام شوقي افندي بترجمة عدة مجلّدات حوت النصوص البهائية المكتوبة أصلاً باللغتين العربية والفارسية إلى اللغة الإنجليزية، وترجم شوقي افندي تاريخ النبيل الأعظم، (الملا محمد الزرندي الملقّب بـ"النبيل الأعظم" وهو مؤرّخ وشاعر معروف دوّن تاريخ الديانة البهائية المسمّى بتاريخ النبيل، كما أنّه من أبرز حواري بهاء الله) وهو سجلٌ حافل بالأحداث التي صاحبت مولد هذا الدين ونشأته الأولى. وقد أراد شوقي أفندي بذلك أنْ يتعرف المؤمنون الناطقون بالإنجليزية على تاريخ دينهم، ويسمعوا بآذانهم صوت أسلافهم الروحانيين، وعاد حضرة شوقي أفندي فأتحفنا بكتاب آخر أرّخ فيه للقرن الأول من تاريخ الدين البهائي تحت عنوان God Passes By والذي تمت ترجمته الى العربية بعنوان "كتاب القرن البديع."
وعكف على تنمية الممتلكات الأمرية وتجميلها، أبنية وحدائق في المركز العالمي للأمر في حيفا وعكا وعمل على تعزيز الروابط بين البهائيين وحثهم على النشاط.
وطبقاً لوصيّة عبد البهاء كان لا بد لكلّ مسائل الشرح والتّبيين أنْ تُرفع إليه ليبتّ فيها، إلا أنّه لم يكن يملك أية سلطة تخولّه حق تغيير ما سنّه ونصّ عليه كلٌّ من بهاء الله وعبد البهاء. وفي هذا المجال خطّ الآلاف من الرسائل التي وجّهها إلى أفراد البهائية وجامعاتهم المنتشرين في كل أنحاء العالم.
وحتى وفاته اسس شوقي افندي ستة وعشرين محفلاً روحانيّاً مركزيّاً، وفي ختام مشروع السنوات العشر الذي صاغ بنوده بقصد توسيع رقعة البهائية وانتشارها في العالم فيما بين عامي  و، بلغ عدد المحافل الروحانيّة المركزيّة في العالم ستة وخمسين محفلاً.
و في بواكير ولايته شرح خلال مراسلاته الى البهائيين في أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا، وإيطاليا، واليابان، وأستراليا، الشروط التي ينبغي توفّرها لإجراء عمليّة انتخابات المحافل وحدَّد نطاق وظائفها وطبيعة أنشطتها. وقد شاطرَ وليّ أمر الدين البهائي البهائيين في رسائله رؤيته البعيدة المدى فكتب في إحداها يقول: "إِنَّ قيام هذه المحافل الروحانية، المحلية والمركزية، بنشاطاتها بكل انسجام وحيويّة وكفاءة في كل أنحاء العالم البهائي، سوف يكون الوسيلة الوحيدة لضمان تأسيس بيت العدل الأعظم."
وقد سعى "المتطوعون" الذين عُرِفوا باسم "المهاجرين" الى الأصقاع النائية لتأسيس الجامعات البهائية هناك. وهكذا استقر المئات من هؤلاء المهاجرين، إبّان مشروع السنوات العشر ( – ) في مختلف البلدان والقارات، فأسّسوا أربعة وأربعين محفلاً روحانيّاً مركزيّاً وإقليميّاً إضافة إلى ما كان قائماً من المحافل الإثني عشر آنذاك.
نسّق شوقي أفندي خطط انتشار المهاجرين في كل بقعة من بقاع العالم، وساعد على إنجاز تقدُّم في المركز العالمي للأمر في حيفا. حيث ُباشر بعملية بناء الصرح الخارجيّ للمقام الأعلى الذي يضم ضريحي الباب وعبد البهاء، وجمّل الحدائق المحيطة بالحرم الأقدس في عكا موسّعاً رقعتها ومساحتها، وشيّد محفظة الآثار البهائية على سفح جبل الكرمل حيث يُحتفظ بالآثار الكتابية والعينيّة الخاصة ببهاء الله والباب، وأُشرف على تنظيم تلك الآثار في عرض أنيق ليتمتع بمشاهدتها جماهير الحجاج الزائرين، وأخيراً قام بنقل رُفات حرم بهاء الله، ورُفات إبن بهاء الله الأصغر الميرزا مهدي، الى مقرهما الأخير في مقام الباب وعلى مقرُبة من ضريح (الورقة المباركة العليا). وجدير بالذكر هنا أنّ حرم حضرة بهاء الله "نواب" (آسية خانم هي زوجة بهاء الله التي لقَبها بـ"نوّاب" و"الورقة العليا" وابنة أحد النبلاء المدعو ميرزا إسماعيل الوزير) صاحبته طوال سنوات النفي والحبس، وأنّ ابن بهاء الله الأصغر والملقّب بالغصن الأطهر فَقَدَ حياته وهو في ريْعان الصّبا إثر حادث مفجع وقع له وهو رهين السجن مع والده في قلعة عكا.
ودأْبٌ شوقي افندي على القيام بالعديد من النشاطات المتعلقة بالشؤون الخارجية والعلاقات الدولية للبهائية ومركزها العالمي.


البهائيون

ينتشر البهائيون اليوم في أكثر من مئتين وخمسة وثلاثين بلداً، وهم يمثّـلون أصولاً دينية مختلفة وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعددة. أما الدين البهائي فمعترف به رسمياً في العديد من الدول، ومُمثّـل تمثيلاً غير حكومي في هيئة الأمم المتحدة والأوساط الدولية العلمية والاقتصادية.
والبهائيون على اختلاف أصولهم يُصدِّقونَ بما بين أيديهم من الكتب السماوية، يؤمنون بالرسالات السابقة دونما تفريق، ويعتقدون بأن رسالة حضرة بهاء الله - أسوة بغيرها من الر
tokhimes
tokhimes

عدد المساهمات : 49
تاريخ التسجيل : 31/10/2008
العمر : 63
الموقع : ارض الميم والغين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى