المنتديات البهائية العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت والروح والعوالم الاخرى

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الموت والروح والعوالم الاخرى Empty الموت والروح والعوالم الاخرى

مُساهمة  امال رياض الأربعاء يوليو 27, 2011 10:06 am

من آثار حضرة بهاء الله

1-    يا ابن الوجود حاسِب نفسَك في كل يوم من قبل ان تُحاسب لأن الموت يأتيك بغتة وتقوم على الحساب في نفسك.

(الكلمات المكنونة)

2- يا ابن العماء جعلتُ لك الموت بشارة كيف تحزن منه، وجعلتُ النور لك ضياء كيف تحتجب عنه.    

(الكلمات المكنونة)

3-     الحمد لله الذي جعل الموت بابًا للقائه وسببًا لوصاله وعلّة لحياة عباده، وبه أظهر أسرار كتابهِ وما كان مخزونا في علمه.

(بشارة الروح، ص 19)

4-     إن الموت بابٌ من أبواب رحمة ربك به يظهر ما هو المستور عن الابصار، وما الموت الا صعود الروح من مقامه الادنى إلى المقام الاعلى، وبه يبسط بساط النشاط ويظهر حكم الانبساط لعمري ان المؤمن بعد صعوده يرى نفسه في راحة أبدية وفراغة سرمدية، ان الله هو التواب الكريم وهو الغفور الرحيم.  

(مائده اسماني، مجلد 8، ص 95)



5-     وأما ما سألت عن الروح وبقائه بعد صعوده، فاعلم انه يصعد حين ارتقائه إلى ان يحضر بين يدي الله في هيكل لا تغيّره القرون والاعصار ولا حوادث العالم وما يظهر فيه، ويكون باقيا بدوام ملكوت الله وسلطانه وجبروته واقتداره، ومنه تظهر آثار الله وصفاته وعناية الله والطافه. ان القلم لا يقدر ان يتحرك على ذكر هذا المقام وعلوّه وسموّه على ما هو عليه وتدخله يد الفضل إلى المقام لا يعرف بالبيان ولا يذكر بما في الامكان. طوبى لروح خرج من البدن مقدسا عن شبهات الامم انه يتحرك في هواء ارادة ربه ويدخل في الجنة العلياء وتطوفه طلعات الفردوس الاعلى ويعاشر انبياء الله واوليائه ويتكلم معهم ويقصّ عليهم ما ورد عليه في سبيل الله رب العالمين. لو يطّلع أحدٌ على ما قدّر له في عوالم الله رب العرش والثرى ليشتعل في الحين شوقا لذاك المقام الامنع الارفع الاقدس الابهى.

(منتخباتي، ص 105)

6-     ان الذي آمن بالله في هذا الظهور الاعظم لا يفقده الموت لعمر الله انه حي باق في ملكوت الله العزيز المنيع. طوبى لمن صعد إلى الله ووجد منه الملأ الاعلى عرف هذا القميص الذي به تضوع عرف الله بين العالمين.

(مائده اسماني، مجلد 8، ص 21)

7-     وأما الجنة حقٌّ لا ريبَ فيه وهي اليوم في هذا العالم حبّي ورضائي، ومن فاز به لينصره الله في الدنيا وبعد الموت يدخله في جنة ارضها كارض السموات والارض، ويخدمنّه حوريات العزة والتقديس في كل بكور واصيل، ويستشرق عليه في كل حين شمس جمال ربه ويستضيء منها على شأن لن يقدر احد ان ينظر اليه كذلك كان الامر ولكن الناس هم في حجاب عظيم.

(اثار قلم اعلى، مجلد 4، ص 414)

8-     وأما ما سئلت من الأرواح واطلاع بعضها على بعض بعد صعودها، فاعلم أن أهل البهاء الذين استقروا على السفينة الحمراء اولئك يعاشرون ويؤانسون



ويجالسون ويطيرون ويقصدون ويصعدون كأنهم نفس واحدة الا انهم هم المطّلعون وهم الناظرون وهم العارفون كذلك قضي الأمر من لدن عليم حكيم. واما ارواح الكفار لعمري حين الاحتضار يعرفون ما فات عنهم وينوحون ويتضرعون وكذلك بعد خروج ارواحهم من ابدانهم.

(منتخباتي، فقرة 86، ص 113)

9-     وأما ما سئلت من العوالم، فاعلم بان لله عوالم لا نهايه بما لانهاية لها، وما احاط بها احدٌ الا نفسه العليم الحكيم. تفكر في النوم وانه آية الاعظم بين الناس لو يكونن من المتفكرين. مثلا انك ترى في نومك امرًا في ليل وتجده بعينه بعد سنة او سنتين او ازيد من ذلك او اقل لو يكون العالم الذي انت رأيت فيه ما رأيت هذا العالم الذي تكون فيه فيلزم ما رأيت في نومك يكون موجودًا في هذا العالم في حين الذي تراه في النوم وتكون من الشاهدين. مع انك ترى امرًا لم يكن موجودا في العالم ويظهر من بعد اذا حقق بان عالم الذي انت رأيت فيه ما رأيت يكون عالما آخر الذي لا أوّل ولا آخر، وانك ان تقول هذا العالم في نفسك ومطوي فيها بامر من لدن عزيز قدير لحق، ولو تقول بان الروح لما تجرّد عن العلائق في النوم سيّره الله في عالم الذي يكون مستورا في سرّ هذا العالم لحق، وان لله عالم بعد عالم وخلق بعد خلق، وقدّر في كل عالم ما لا يحصيه احدٌ الا نفسه المحصي العليم. وانك فكّر فيما القيناك لتعرف مراد الله ربك ورب العالمين، وفيه كنز اسرار الحكمة وانّا ما فصّلناه لحزن الذي احاطني من الذين خلقوا بقولي ان انتم من السامعين.

(منتخباتي، فقرة 79، 102 – 103)

10-  يا عبد الوهاب، عليك بهائي، أما ما سألت عن بقاء الروح فان هذا المظلوم يشهد ببقائه. اما عن كيفيته انه لا يوصف ولا ينبغي أن يُذكر الا على قدر معلوم. إن الانبياء والمرسلين جاءوا من جانب الحق لهداية الخلق إلى الصراط المستقيم.



والمقصود من ذلك هو تربية العباد حتى يكونوا في اتم تقديس وتنزيه وانقطاع اثناء صعود ارواحهم إلى الرفيق الاعلى.

(منتخباتي، فقرة 81، ص 105 – 106)

11- بعد صعود الروح يصل إلى جنات لا عدل لها، وايضا إلى نار لا شبه لها، وهما ثمرة أعمال المقبل والمعرض ولكن لا يمكن لشخص غير الحق ان يدرك تلك المقامات. وقد خلق للمؤمن مقامات اكثر ما سمع عنها وهي من بدائع النعم الإلهية اللامتناهية المقدّرة في جنّات العز الصمدانية ايضا قدّر للمعرض اكثر ما سمع من العذاب الدائم.  

(امر وخلق، مجلد 1، ص 280)

من آثار حضرة عبد البهاء

1- حكمة ظهور الروح في الجسد، هي ان الروح الانساني وديعة رحمانية يجب ان تسير في جميع المراتب، لان سيرها وحركتها في جميع مراتب الوجود يكون سببا لاكتسابها الكمالات، مثلا لو ان انسانا يسير في الاقاليم المختلفة ويتنقل في الممالك المتعددة بنظام وترتيب لا شك ان ذلك يؤدي إلى كسب الكمال، لأنه يشاهد مختلف البلدان والمناظر والممالك، ويطلع على شؤون سائر الامم واحوالها، ويحيط علما بجغرافية البلدان ويرى صنائع الممالك وبدائعها، ويطلع على عادات الشعوب واخلاقها وتقاليدها ويرى نتائج المدنية ورقي العصر، ويقف على سياسة الحكومات ومقدرة كل مملكة وكفاءتها، وكذلك روح الانسان عندما تسير في مراتب الوجود وتنال كل رتبة ومقام، لا شك انها تكتسب الكمالات حتى وهي في الرتبة الجسمانية، وفضلا عن هذا فانه يجب ان تظهر آثار كمالات الروح في هذا العالم حتى يحصل الكون على نتائج غير



متناهية، وتحل الروح في جسد الانسان وتتجلى الفيوضات الإلهية، مثلا يجب ان يسطع شعاع الشمس على الارض لتتربى الكائنات الارضية بحرارتها، وان لم تفض الشمس بحرارتها وتسطع بأشعتها على الارض لظلت صعيدا جرزا دون نمو وحياة، وكذلك اذا لم تظهر كمالات الروح في هذا العالم يصير عالما ظلمانيا حيوانيا محضا، ولكن بظهور الروح في الهيكل الجسماني يصير هذا العالم نورانيا، فكما ان روح الانسان هي سبب حياة جسده، فكذلك العالم بمنزلة الجسد والانسان بمنزلة روحه. فلولا الانسان وظهور كمالات الروح وتجلي أنوار العقل في هذا العالم لكانت الدنيا جسدا بدون روح،وكذلك هذا العالم بمنزلة الشجر والانسان بمنزلة الثمر، فلولا الثمر لكان الشجر عديم الفائدة، وفضلا عن ذلك فان هذه العناصر والاجزاء وهذا التركيب في جسم الانسان انما تجذب الروح وتعد مغناطيسا لها، فلا بد اذا من ظهور الروح، ومثلها في ذلك كمثل المرآة الصافية التي لا بد وانها تجذب اشعة الشمس وتستضيء وتظهر فيها الانعكاسات العظيمة، يعني لو اجتمعت هذه العناصر الكونية وتركبت على النظم الطبيعي في كمال الاتقان لصارت مغناطيس الروح، ولتجلى الروح فيها بجميع الكمالات، فلا يقال في هذا المقام بعد ذلك ما لزوم تنزل شعاع الشمس في المرآة؟ لأن الارتباط بين حقائق الاشياء سواء أكان روحانيا أم جسمانيا يقتضي ذلك، وهو أنه إذا وضعت المرآة بحيث تقابل الشمس لظهر شعاع الشمس فيها، وهكذا لما تتركب العناصر وتمتزج على أشرف نظم وترتيب واسلوب تظهر روح الانسان وتتجلى فيها (وذلك تقدير العزيز العليم).

    (من مفاوضات عبد البهاء، ص 143 – 144)

2- حيث اثبتنا وجود الروح الانساني فيجب الآن أن نثبت بقاءه، ان مسألة خلود الروح واردة في الكتب السماوية، وهذه المسألة هي أس اساس الاديان الإلهية، لان المجازاة والمكافأة وردت على نوعين: الاول ثواب وعقاب وجودي



والثاني مجازاة ومكافأة اخروية، اما النعيم والجحيم الوجودي فهو في جميع العوالم الإلهية، سواء في هذا العالم او في العوالم الروحانية الملكوتية، والحصول على هذه المكافأة يؤدي إلى الحياة الابدية، ولذلك يقول حضرة المسيح اعملوا كذا وافعلوا كذا حتى تجدوا الحياة الابدية وتولدوا من الماء والروح حتى تدخلوا في الملكوت، وهذه المكافأة الوجودية هي الفضائل والكمالات التي تزين الحقيقة الانسانية، مثلا الانسان كان ظلمانيا فصار نورانيا، وكان جاهلا فصار عالما، وكان غافلا فصار عاقلا، وكان نائما فصار مستيقظا، وكان ميتا فصار حيا، وكان اعمى فصار بصيرا، وكان اصم فصار سميعا، وكان ارضيا فصار سماويا، وكان ناسوتيا فصار ملكوتيا، وبهذه المكافأة يولد ولادة روحانية ويصبح خلقا جديدا، وكون مظهر آية الانجيل الواردة في حق الحواريين القائلة "الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" يعني نجوا من الاخلاق والصفات البهيمية التي هي من مقتضيات الطبيعة البشرية، واتصفوا بالصفات الرحمانية التي هي فيض إلهي، هذا هو معنى الولادة، وليس لهذه النفوس عذاب اعظم من الاحتجاب عن الحق، ولا عقوبة اشد من الرذائل النفسانية، والصفات الظلمانية، ودناءة الفطرة، والانهماك في الشهوات، وحينما يتخلصون بنور الايمان من ظلمات هذه الرذائل، ويتنورون باشراق شمس الحقيقة ويفوزون بشرف جميع الفضائل يعدون ذلك اعظم مكافأة، ويعتبرونها الجنة الحقيقية، وكذلك المحازاة المعنوية يعني العذاب والعقاب الوجودي، الابتلاء بعالم الطبيعة والاحتجاب عن الحق، والجهل وعدم المعرفة، والانهماك في الشهوات النفسانية والابتلاء بالرذائل الحيوانية، والاتصاف بالصفات الظلمانية، من قبيل الكذب والظلم والجفاء والتعلق بالشؤون الدنيوية، والاستغراق في الهواجس الشيطانية، كل ذلك يعتبرونه اعظم عذاب واشد عقاب.

اما المكافأة الاخروية التي هي الحياة الابدية المصرح بها في جميع الكتب السماوية، هي تلك الكمالات الإلهية والمواهب الابدية والسعادة السرمدية،



فالمكافأة الاخروية هي الكمالات والنعم التي تحصل في العوالم الروحانية بعد العروج من هذا العالم. اما المكافأة الوجودية فهي الكمالات الحقيقية النورانية التي تتحقق في هذا العالم، وتكون سبب الحياة الابدية، لأن المكافأة الوجودية هي رقي نفس الوجود، مثالها الانسان الذي ينتقل من عالم النطفة إلى مقام البلوغ فيصير مظهر فتبارك الله أحسن الخالقين. والمكافأة الاخروية هي نعم والطاف روحانية مثل أنواع النعم الروحانية في الملكوت الإلهي، والحصول على امنيات القلب والروح ولقاء الرحمن في العالم الابدي، وكذلك المجازاة الاخروية يعني العذاب الاخروي وهو الحرمان من العنايات الخاصة الإلهية والمواهب التي لا ريب فيها، والسقوط في أسفل الدركات الوجودية، وكل نفس حرمت من هذه الالطاف وان تكن باقية بعد الموت ولكنها عند اهل الحقيقة في عداد الاموات.

(من مفاوضات عبد البهاء، ص 163 – 165)

3- اذًا تبيّن ان الروح غير هذا الجسد، وان الطير غير القفص وان نفوذ الروح وقوته بدون واسطة الجسد اشد، من اجل هذا لو تعطلت الآلة فصاحبها مستمر في العمل، مثلا لو انكسر القلم وتعطل فالكاتب حي حاضر، ولو انهدم البيت فصاحبه باقٍ مستقر، هذا من جملة البراهين العقلية على بقاء الروح، وهناك دليل آخر، هذا الجسد يضعف ويسمن ويمرض ويصح ويتعب ويستريح، بل احيانا تقطع اليد والرجل وتختل القوى الجسمانية، فالعين تعمى والاذن تصم واللسان يبكم والاعضاء تبلى بمرض الفلج، وبالاختصار فقد ينتقص الجسد بالكلية والروح باق مستديم على حالة الاصلية وادراكاته الروحانية لا يعتريها نقص ولا اختلال، ولكن حينما يبتلى الجسد كله بالامراض والعاهات يحرم من فيض الروح، كالمرآة عند تكسرها او عندما تتغبر لا ينعكس شعاع الشمس فيها، ولا يظهر فيضها.

وقد سبق ان بينا ان الروح الانساني ليس بداخل الجسد، لأنه مجرد ومقدس عن الدخول والخروج اللذين هما من شأن الاجسام، بل تعلق الروح بالجسد كتعلق الشمس بالمرآة، والخلاصة ان الروح الانساني بحال واحدة، لا تمرض بمرض الجسد، ولا تصح بصحة الجسد، فلا تصير عليلة ولا ضعيفة، لا ذليلة



ولا حقيرة، لا خفيفة ولا صغيرة، يعني لا يعتري الروح أي خلل ولا تتأثر بسبب فتور الجسد ولو صار الجسد سقيما ضعيفا وقطعت الايدي والارجل والالسن واختلت قوة السمع والبصر. اذا اتضح وتحقق ان الروح غير الجسد، وبقاؤه ليس مشروطا ببقاء الجسد، بل الروح في نهاية العظمة له سلطان في عالم الجسد، ويتجلى نفوذه واقتداره كما يتجلى ويظهر فيض الشمس في المرآة. فاذا انكسرت المرآة او تغبرت حرمت من اشعة الشمس.

     (من مفاوضات عبد البهاء، ص 168 – 169)

4- انك تسأل عن الحياة الابدية والدخول في الملكوت، والجواب ان الملكوت في الاصطلاح الظاهري يقال له السماء لكن هذا تعبير وتشبيه لا حقيقية ولا واقع، لأن الملكوت ليس بمكان ولا جسم بل هو مقدس عن الزمان والمكان، هو عالم روحاني وعالم رحماني ومركز السلطنة الإلهية ومجرد عن الجسم والجسمانيات ومنزه مقدس عن اوهام عالم الانسان، لأن التحديد في المكان من خصائص الاجسام لا الارواح. والمكان والزمان محيطان بالجسد لا بالعقل والروح.

   فانظروا ان جسم الانسان له مكان في موضع صغير يشغل شبرين من الارض لا اكثر من ذلك، ولكن الروح والعقل الانساني يسير في جميع الممالك والاقاليم، بل في هذا الفضاء السماوي الذي لا يتناهى، ومحيط بكل ما في الكون، ويكتشف ما في الطبقات العليا وما كان على بعد لا يتناهى، ذلك لأن الروح ليس لها حيز ولا مكان، والارض والسماء بالنسبة للروح على حد سواء، لان لها في كليهما اكتشافات ولكن الجسم محصور في مكان ولا علم له بما سواه.

وأما الحياة فهي على قسمين: حياة الجسم وحياة الروح، أما الحياة الجسمانية فهي عبارة عن حياة الجسد، واما حياة الروح فهي عبارة عن الحياة الملكوتية، والوجود الملكوتي هو الاستفاضة من الروح الإلهي وهو الانتعاش من نفحات روح القدس، فالحياة الجسمانية وان كان لها وجود غير انها عند المقدسين الروحانيين عدم صرف وموت مطلق، مثلا ان الانسان موجود وهذا



الحجر ايضا موجود، ولكن أين وجود الانسان من وجود هذا الحجر؟ فالحجر وان كان موجودا ولكن وجوده عدم بالنسبة لوجود الانسان، والمقصود من الحياة الابدية هو الاستفاضة من فيض الروح القدس كما يستفيض الورد من فصل الربيع الجديد ونسماته ونفحاته. فانظروا ان هذا الورد كان في الاول له حياة وكانت الحياة جمادية، لكنه نال حياة جديدة حينما قدم موسم الربيع وفاضت سحائبه واشرقت شمسه النورانية بحرارتها فأصبح عطرا في نهاية الطراوة واللطافة، فحياة هذا الورد الاولى بالنسبة إلى الحياة الثانية هي ممات.

والمقصد ان الحياة الملكوتية هي حياة الروح وهي حياة ابدية منزهة عن الزمان والمكان كالروح الانسانية التي لامكان لها، لانك لو بحثت في جسم الانسان ما وجدت للروح مجردة لا مكان لها ابدا، لكن لها تعلق بهذا الجسم كتعلق هذه الشمس بهذه المرآة، فليس للشمس مكان بالمرآة ولكن لها تعلق بها، فعالم الملكوت على هذا المنوال مقدس عن كل ما يرى بالعين او يدرك بغيرها من الحواس كالسمع والشم والذوق واللمس، فهذا العقل الموجود والمسلم بوجوده في الانسان اين مكانه من جسمه؟ انك لو بحثت في جسم الانسان بالعين والسمع وسائر الحواس لا تجد شيئا بينما هو موجود، اذًا ليس للعقل مكان ولكن له علاقة بالمخ، فكذلك الملكوت، والمحبة ايضا لا مكان لها بل لها تعلق بالقلب، وكذلك الملكوت ليس له مكان بل له تعلق بالانسان، اما الدخول في الملكوت فهو بمحبة الله والانقطاع والتقديس والتنزية، ويكون بالصدق والصفاء والوفاء والاستقامة والتضحية.

اذا اتضح من هذه البيانات ان الانسان باقٍ وحيّ أبدي، لكن هؤلاء الذين هم مؤمنون بالله ويحبون الله ويوقنون به فحياتهم طيبة يعني ابدية. أما تلك النفوس المحتجبة عن الحق مع ان لهم حياة لكنها حياة ظلمانية وبالنسبة لحياة المؤمنين عدم، مثلا إن العين حية والظفر أيضا حي ولكن حياة الظفر بالنسبة لحياة العين عدم، وهذا الحجر له وجود والانسان ايضا له وجود، ولكن وجود الحجر بالنسبة لوجود الانسان عدم وليس له وجود، لأنه اذا توفى الانسان وتلاشى



جسمه وصار معدوما فانه يصير جمادا كالحجر والتراب، اذا صار من الواضح ان الوجود الجمادي وان كان وجودا ولكنه عدم بالنسبة إلى الوجود الانساني، وكذلك النفوس المحتجبة عن الحق ان كان لها من وجود في هذا العالم وفي العالم الاخروي ولكنهم معدومون ومفقودون بالنسبة للوجود القدسي الحائزين به ابناء ملكوت الله.  

(من مفاوضات عبد البهاء، 178 – 180)

5- لاحظوا كيف أن روح الانسان وعقله في رقيّ منذ بداية حياته، وكيف أن علمه في ازدياد. وهذا فمعلوماته لا تتناقص بل تتزايد. وكذلك حال الروح الانسانية بعد انقطاعها عن هذا الجسد. فهي تظل في رقي دائم، لأن الكمالات غير متناهية. وهذا هو السر في أن الأديان الإلهية تأمر بالخيرات والمبرّات من أجل الأموات. ذلك لأن الخيرات والمبرات سبب في علو الدرجات العفو المغفرة. فلو كان رقي الروح بعد الوفاة مستحيلا لكانت أمثال هذه الأمور عبثا، فلماذا اذن ندعو، ونبذل الخيرات والمبرات، ولماذا نطلب علو الدرجات؟

   لقد نصت جميع الكتب الإلهية على وجوب بذل الخيرات والمبرات للأموات وحثنا على أن ندعو ونصلي ونبتهل طالبين المغفرة. وهذا برهان كاف على أن رقي الروح ممكن بعد صعودها. واذا كانت المراتب محدودة متناهية الا أن الكمالات غير متناهية. وفي عالم الناسوت يحدث التزايد والتناقص، وليس الأمر كذلك في  الملكوت. فليس في عالم الأرواح تناقص ولا تدن. مثلها في ذلك مثل عقل الانسان وعلمه، فهما دائما في ازدياد. وانني لآمل من فضل الحق أن تكونوا في رقي دائم سواء في عالم الناسوت أو عالم اللاهوت، وأن تكون روحكم في انشراح في هذا العالم وفي العالم الآخر، وأن يكون عقلكم وفكركم وادراككم في تزايد، وأن ترتقوا في جميع مراتب الوجود، وألا يكون التوقف من نصيبكم ذلك لأنه لا يعقب التوقف الا التدني.  

(خطب عبد البهاء في اوربا وامريكا، ص 162)



من تواقيع حضرة ولي أمر الله

1-   بالنسبة لسؤالكم عن العالم الاخر وارتباطه بهذا العالم فقد أمرني حضرة المولى بان أخبركم بأنه لا يمكن تصور العالم الاخر في هذا العالم، ولكن تكون الروح الانسانية بعد صعودها على اطلاع بحال النفوس في هذا العالم ولا يتصور هناك انفصال او نسيان بينهما ولكن لا علم لنا بهذه الكيفيه. إن اتّصال الأرواح ببعضها البعض امر محقق.

(مائدة اسماني، مجلد 2- 2)

2-   بالنسبة للحياة الاخرى، فإن ما عناه حضرة بهاء الله هو أن الروح يترقى باستمرار في العوالم الإلهية المتعددة، أما ماهية هذه العوالم وطبيعتها فلا نعلم عنها شيئا. مثلما حال الجنين في رحم الأم، فانه لا يعلم شيئا عن هذا العالم، وعليه فاننا لا نعلم شيئا عن طبيعة العالم الاخر.

( من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد المؤمنين بتاريخ 18 تشرين الاول/ أكتوبر عام 1932م)

3-   بالنسبة لسؤالكم حول مدى إطلاع الروح بعد صعودها على الحقيقة، فإن ذلك ممكن بالتأكيد ودليل على محبة الحق تبارك وتعالى ورحمته. اننا نستطيع أن نساعد كل روح بالتدريج للوصول إلى هذه المرتبة العالية من خلال تلاوة الادعية والمناجاة حتى لو لم يستطع الروح الوصول إلى الحقيقة في هذا العالم. ان تطور الروح لا ينتهي مع موت الانسان، بل يبدأ من منعطف جديد. وقد أشار حضرة بهاء الله إلى المراتب والمقامات العظيمة التي يصل اليها الروح في العالم الاخر. إن التطور الروحي في ذلك العالم غير محدود ولا يمكن لأي إنسان في هذا العالم أن يتصور مداه وعظمته.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد المؤمنين بتاريخ 22 أيار/ مايو 1935م)

4-   لقد سألت سؤالا عما يحدث لنا عندما نغادر هذا العالم، إن جواب هذا السؤال لم يسبق أن رد عليه أي من الانبياء والرسل بالتفصيل لسبب بسيط وهو صعوبة



تصوّر شيء في ذهن الانسان لم يره أو يشاهده من قبل. لقد أعطانا حضرة عبد البهاء مثالا جيدا لعلاقة هذا العالم بالعالم الاخر بالجنين في رحم الأم الذي يتطور وتتكامل عيناه وأذناه ويداه ورجلاه ولسانه مع عدم قدرته على السمع أو البصر. إنه لا يستطيع المشي أو التكلم أو الفهم ولكن جميع هذه القدرات تتطور وتتكامل من أجل هذا العالم. واذا حاولت تفهيم الجنين ماهية عالمنا هذا فانه لا يستطيع الفهم، ولكن عندما يولد يستطيع فهم العالم ويمكن الاستفادة من قدراته. وعلى هذا فاننا لا نستطيع تصوّر وضعنا في العالم الاخر. كل ما نعلمه هو أن روحنا وشخصيتنا ووجودنا يكون له وضع جديد وإن العالم الاخر هو أفضل من عالمنا، كما أن عالمنا هذا أفضل من رحم الأم المظلم.

(من رسالة كتبت بالنيابة عن حضرته إلى أحد المؤمنين بتاريخ 3 تشرين الاول / أكتوبر 1943م)

5-   بالاشارة إلى ما قاله حضرة بهاء الله في أحد الالواح بأن جميع الأقرباء والمنتسبين لشخص المؤمن سيدخلون الملكوت الإلهي في العالم الاخر، فإن المقصود من ذلك هو الدخول الجزئي. ولكن أرواحهم يمكن لها أن تترقى بصورة لا متناهية حيث ان الارتقاء الروحي في العالم الاخر غير محدود وهو غير مخصص لارواح المؤمنين بهذا الظهور.
من كتاب الكنور الألهية


عدل سابقا من قبل امال رياض في السبت ديسمبر 20, 2014 7:56 am عدل 1 مرات

_________________
الموت والروح والعوالم الاخرى Nabadh10

الموت والروح والعوالم الاخرى Hamass10

امال رياض
مشرف

عدد المساهمات : 420
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموت والروح والعوالم الاخرى Empty احب في الاسلام تفسيره للروح ...........لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مُساهمة  اقبال اللامي الثلاثاء فبراير 05, 2013 2:07 pm

ان القران لا يغوص بهذه التفصيلات ويقول ويسالونك عن الروح قل الروح بامر بي ...........هنا البهائيه تغوص كثيرا في هذه الامور وخلاصة القول بعد كل هذا ان الانسان الخير روحه تدخل الجنه والسيء روحه تموت فاذن انتفى مبدا الثواب والعقاب الموجود بالاسلام وبقي الثواب لان الروح ان ماتت فاذن لايوجد عقاب لان ذلك يشجع الكثيرين على ان يعيشو الدنيا ثم يموتو وينتهي الامر ثم البهائيه وكما قرات في كتبها تقول ولكن ربما بعد فتره يغفر الله للمذنبين خاصتا اذا شفع لهم اقربائهم فيرفع غضبه عنهم ويدخلهم جناته حينها انتهى مبدا الثواب والعقاب وهذا الى حد ما تفسير اليهود والنصارى لانهم ايضا لا يؤمنو بالعقاب وحينها سيختل اساس الكون القائم على التوازن في كل شيء وحينها يصبح المجرم سيترك بدون عقاب تخيلو معي سادتي هؤلاء القتله والمجرمين من حكامنا وعبر تاريخ الانسانيه سوف يتركو بدون عقاب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ارى الاسلام جميل في هذا اكثر من البهائيه وواقعي جدا . الا تتفقو معي في هذا سادتي ؟؟؟؟؟؟؟
اقبال اللامي
اقبال اللامي

عدد المساهمات : 148
تاريخ التسجيل : 10/11/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى