من آثار حضرة بهاء الله ( الجذء الرابع )

**امال رياض** الإثنين ديسمبر 06, 2010 12:52 pm

نتواصل مع كتاب آثار قلم اعلى المجلد الأول

ان يا صدر هذا الهي?ل انّا جعلنا الاشياء مرايا نفس? و جعلنا? مرآت نفسى فاستشرق علی صدور المم?نات بما تجلىّ علي? من انوار ربّ? ليطهّرها عن الحدود و الاشارات. ?ذل? اشرقت شمس الح?م من افق قلم مال? القدم طوبى للمتوسّمين. انّا بدئنا من? صدوراً ممرّدة و نعيدنّها الي? رحمة من لدنّا علي? و علی المقرّبين. سوف نبعث ب? صدوراً صافية و ترآئب منيرة لن يح?ين الّا عن جمالی و لن يدلّنّ الّا عن تجلّيات وجهى انّهم مرايا اسمائى بين الخلائق اجمعين.

ان يا هي?ل القدس انّا قد جعلنا فؤاد? مخزن علم ما ?ان و ما ي?ون و مطلع علمنا الّذى قدّرناه لاهل السّموات و الارض ليستفضنّ من? الموجودات و يبلغنّ ببدائع علوم? الی عرفان اللّه المقتدر العلىّ العظيم. و انّ علمى الّذى ينسب الی ذاتى ما عرفه احد و لا يعرفه نفسٌ و لن يحمله احد من العالمين. لو تظهر منه ?لمة لتضطرب النّفوس و تنعدم ار?ان ?لّ شىء و تزلّ اقدام البالغين و عندنا علم لو نلقى علی ال?ائنات ?لمةً منه ليوقننّ ?لٌّ بظهور اللّه و علمه و يطّلعنّ باسرار العلوم ?لّها و يبلغنّ الی المقام الّذى يرون انفسهم اغنيآء عن علوم الاوّلين و الاخرين و لنا علومٌ اخرى الّتى لا نقدر ان نذ?ر حرفا منها و لا النّاس يستطيعنّ ان يسمعنّ ذ?راً منها ?ذل? نبّئنا?م من علم اللّه العالم الخبير و لو نجد اوعية لألقيناها ?نوز المعانى و علّمناها ما يحيط بحرف منه العالمين.

ان يا فؤاد هذا الهي?ل انّا جعلنا? مطلع علمى و مظهر ح?متى بين السّموات و الارضين و اظهرنا من? العلوم و نرجعها الي? ثمّ نبعث من? مرّة اخرى وعداً من لدنّا انّا ?نّا فاعلين. سوف نبعث من? ذا علوم بديعةٍ و ذا صنائع قويّة و نظهر منها ما لا خطر به قلب احدٍ من العباد ?ذل? نعطى من نشآء ما نشآء و ناخذ عمّن نشآء ما اعطيناه و نح?م بامرنا ما نريد. قل انّا لو نتجلّى علی مراياء الموجودات بشمس عنايتنا فى ساعةٍ و نأخذ عنهم انوار تجلّياتنا فى ساعةٍ اخرى لنقدر و ليس لاحدٍ ان يقول لم او بم لانّا نحن الفاعل لما نشآء و لا نسئل عمّا فعلناه و لا يش?ّ فى ذل? الّا ?لّ مشر?ٍ مريب. قل لن تمنع قدرتنا و لن يعطّل ح?منا نرفع من نشآء الی جبروت العزّة و الاقتدار ثمّ نرجعه لو نشآء الی اسفل السّافلين. اتزعمون يا ملأ الارض بانّا لو نصعد احداً الی السّدرة المنتهى اذاً تعزل عنه قدرتى و سلطانى لا و نفسى بل لو نشآء لنرجعنّه الی التّراب فى اقلّ من حين. فانظروا فى الشّجرة انّا نغرسها فى الجنان و نسقيها من مآء عنايتنا فلمّا ارتفعت فى نفسها و تورّقت بالاوراق الخضرآء و اثمرت بالاثمار الحسنى اذاً نرسل عليها قواصف الامر و ندعها علی وجه الارض ?ذل? ?نّا فاعلين و ?ذل? نفعل ب?لّ شىءٍ هذا من بدائع سنّتنا من قبل و من بعد فى ?لّ الاشياء ان انتم من النّاظرين و لا يعلم ح?مة ذل? الّا اللّه المقتدر العزيز الح?يم. اتن?رون يا قوم ما ترونه ويل ل?م يا ملأ المن?رين و الّذى لن يتغيّر هو نفسه الرّحمن الرّحيم ان انتم من المتبصّرين و دونه يتغيّر بارادة من عنده و هو المقتدر العزيز الح?يم. يا قوم لا تت?لّموا فى امرى لانّ?م لا تبلغون الی ح?مة ربّ?م و لن تنالوا بعلمه العزيز المحيط و من ادّعى عرفان ذاته هو من اجهل النّاس ي?ذّبه ?لّ الذّرّات و يشهد بهذا لسانى الصّادق الامين. ان اذ?روا امرى ثمّ ت?لّموا فيه و فيما امرتم به من لدنّا و من دون ذل? لا ينبغى ل?م و ليس لاحد اليه سبيل ان انتم من السّامعين.

ان يا هذا الهي?ل قد جعلنا? مطلع ?لّ اسم من اسمائنا الحسنى و مظهر ?لّ صفة من صفاتنا العليا و منبع ?لّ ذ?ر من اذ?ارنا لمن فى الارض و السّمآء ثمّ بعثنا? علی صورتى بين السّموات و الارض و جعلنا? آية عزّى لمن فى جبروت الامر و الخلق ليهتدينّ ب? عبادى و ي?وننّ من المهتدين و جعلنا? سدرة الجود لمن فى السّموات و الارض هنيئاً لمن يستظلّ فى ظلّ? و يتقرّب الی نفس? المهيمن علی العالمين. قل انّا جعلنا ?لّ اسمٍ معيناً و اجرينا منه انهار الح?مة و العرفان فى رياض الامر و لا يعلم عدّتها احدٌ الّا ربّ? المقدس المقتدر العليم الح?يم. قل انّا بدئنا ?لّ الحروف من النّقطة و ارجعناها اليها ثمّ بعثناها علی هي?ل بشرٍ تعالی الصّانع الابدع البديع سوف نفصّل منها مرّه اخرى باسمى الابهى فضلاً من عندى و انا الفضّال القديم و اشرقنا الانوار من شمس اسمنا الحقّ و ارجعناها اليها و اظهرناها علی هي?ل الانسان تعالی القادر المقتدر القدير لن يمنعنى احد عن امرى و لن تحجبنى نفسٌ عن سلطانى و قدرتى انا الّذى بعثت المم?نات بقولی و انا المقتدر علی ما اريد. قل انّا لو نريد ان نقبض الارواح من ?لّ الاشيآء فى نفسٍ و نبعث منها مرّة اخرى لنقدر لا يعرف علم ذل? الّا اللّه العالم العليم و لو نريد ان نظهر من ذرّة شموساً لا لهنّ بداية و لا نهاية لنقدر و نظهر ?لّهنّ بامرى فى اقلّ من حين و لو نريد ان نبعث من قطرة بحور السّموات و الارض و نفصّل من حرف علم ما ?ان و ما ي?ون لنقدر انّ هذا لسهل يسير ?ذل? ?نت مقتدراً من الاوّل الّذى لا اوّل له الی الاخر الّذى لا آخر له و ل?ن خلقى غفلوا عن قدرتى و اعرضوا عن سلطانى و جادلوا بنفسى العليم الح?يم. قل لم يتحرّ? شىء بين السّموات و الارض الّا بعد اذنى و لم تصعد نفس الی المل?وت الّا بعد امرى و ل?ن بريّتى احتجبوا عن قدرتى و سلطانى و ?انوا من الغافلين. قل لا يرى فى ظهورى الّا ظهور اللّه و لا فى قدرتى الّا قدرة اللّه لو انتم من العارفين. قل مثل خلقى ?مثل الاوراق علی الشّجر انّها قد ?انت ظاهرةً بوجودها و قائمة بنفسها و ل?ن غافلة عن اصلها ?ذل? مثّلنا لعبادنا العاقلين لعلّ يصعدنّ عن رتبة النّبات و يبلغنّ الی مقام البلوغ فى هذا الامر المبرم المتين. قل انّ مثلهم ?مثل الحوت فى المآء انّ حيوته به و انّه لم يعرف ممدّ حيوته من لدن عزيزٍ ح?يم و ?ان محتجباً عنه بحيث لو يسئل عن المآء و صفاته لن يعرف ?ذل? نلقى الامثال لعلّ النّاس يقبلنّ الی قبلة من فى السّموات و الارضين. يا قوم خافوا من اللّه و لا ت?فروا بالّذى احاطت رحمته المم?نات و سبق فضله الموجودات و احاط سلطان امره ظاهر?م و باطن?م و اوّل?م و اخر?م اتّقوا اللّه و ?ونوا من المتّقين. ايّا?م ان ت?ونوا مثل الّذين تمرّ عليهم ايات اللّه و هم لا يعرفونها اَلا انّهم من الغافلين. قل اتعبدون من لا يسمع و لا يبصر و ?ان احقر العباد و اضلّهم فما ل?م لا تتّبعون الّذى اتى من مطلع الامر بنبأ اللّه العلىّ العظيم. يا قوم لا ت?ونوا ?الّذين دخلوا تلقآء العرش و ما استشعروا الا انّهم من الصّاغرين. ?نّا نتلو عليهم الآيات الّتى انجذب منها اهل الجبروت و س?ّان المل?وت و هم رجعوا محتجبين عنها و مترصّدين ندآء احد من العباد الّذى حىّ بارادة من عند اللّه ?ذل? نلقى علي?م ما يهدي?م سبيل المقرّبين. ?م من عباد دخلوا بقعة الفردوس مقرّ العرش بين يدى ربّهم العلىّ العظيم و سئلوا عن ابواب اربعة او عن احدٍ من ائمّة الفرقان ?ذل? ?ان شأن هؤلآء ان انتم من العالمين ?ما ترون فى تل? الايّام الّذينهم ?فروا و اشر?وا تمسّ?وا باسم من الاسمآء و احتجبوا عن موجدها نشهد انّهم من اهل السّعير يسئلون الشّمس ما قاله الظّلّ و عن الحقّ ما نطق الخلق ان انتم من الشّاهدين. قل يا قوم لم ي?ن عند الشّمس الّا اشراقها و ما يظهر منها و ما سواها استضآء بنورها اتّقوا اللّه و لا ت?وننّ من الجاهلين. منهم من سئل الظّلمة عن النّور قل ان افتح بصر? لترى الاشراق الّذى احاط الافاق انّه يرى بالعين هذا نورٌ اشرق و لاح من افق فجر المعانى بضيآءٍ مبين. أتسئلون اليهود هل ?ان الرّوح علی حقّ من اللّه او الاصنام هل ?ان محمّد رسولاً او ملأ الفرقان ذ?ر اللّه العلىّ العظيم. قل يا قوم دعوا ما عند?م عند تجلّى هذا الظّهور خذوا ما امرتم به هذا امر اللّه ل?م انّه هو خير الامرين و جمالی لم ي?ن مقصودى فى تل? ال?لمات نفسى بل الّذى ياتى بعدى و اللّه علی ذل? لشهيد و عليم.ٌ لا تفعلوا به ما فعلتم بنفسى اذا نزّلت علي?م آيات اللّه من شطر فضلی لا تقولوا انّها ما نزّلت علی الفطرة انّ الفطرة قد خلقت بقولی و تطوف فى حولی ان انتم من الموقنين. ان استنشقوا نفحات قميص المعانى من بيان ربّ?م الرحمن انّها تضوّعت فى الا?وان و تعطّر بها الام?ان طوبى لمن وجد عرفها و اقبل الی اللّه بقلب منير.

ان يا هذا الهي?ل انّا قد جعلنا? مرآتاً لمل?وت الاسمآء لتح?ى عن سلطانى بين الخلايق اجمعين و تدعو النّاس الی لقائى و جمالی و ت?ون هادياً الی سبيلی الواضح المستقيم. قد رفعنا اسم? بين العباد فضلاً من عندنا و انا الفضّال القديم و زيّنّا? بطراز نفسى و القينا علي? ?لمتى لتح?م فى المل? ?يف تشآء و تفعل ما تريد و قدّرنا ل? خير السّموات و الارض بحيث لم ي?ن لاحد من خير الّا بان يدخل فى ظلّ? امراً من لدن ربّ? العليم الخبير و اعطينا? عصاء الامر و فرقان الح?م لتفرق بين ?لّ امرٍ ح?يم و موّجنا فى صدر? ابحر المعانى و البيان فى ذ?ر ربّ? الرّحمن لتش?ر ربّ? و ت?ون من الشّا?رين و اختصصنا? بين خلقى و جعلنا? مظهر نفسى بين السّموات و الارضين. ان ابتعث باذن من لدنّا مرايا مستح?يات و حروفات عاليات ليح?ين عن سلطان? و قدرت? و يدللن عن اقتدار? و عظمت? و ي?نّ مظاهر اسمائ? بين العالمين. انّا جعلنا? مبدء المرايا و مبدعهنّ ?ما بدئناهنّ من? اوّل مرّة و نعيد? الی نفسى ?ما بدئنا? انّ ربّ? لهو الغالب المقتدر القدير. نبّأ المرايا حين ظهورهنّ بان لا يست?برن علی موجدهنّ و خالقهنّ حين ظهوره و لا تغرّنهنّ الرّياسة عن الخضوع بين يدى اللّه العزيز الجميل. قل انتنّ يا ايّتها المرايا قد خلقتنّ بامرى و بعثتنّ بارادتى ايّا?نّ ان ت?فرن بايات ربىّ و ت?نّ من الّذينهم ظلموا و ?انوا من الخاسرين و تتمسّ?ن بما عند?نّ و تفتخرن بارتفاع اسمائ?نّ ينبغى ل?نّ بان تنقطعن عمّن فى السّموات و الارض ?ذل? قدّر من لدن مقتدر قدير.

ان يا هي?ل امرى قل انّى لو اريد ان اجعل الاشيآء مرايا اسمائى فى اقلّ من حينٍ لاَقدر ف?يف ربّى الّذى خلقنى بامره المبرم المتين و لو اريد ان اقلّب المم?نات اقرب من لمح البصر لاقدر ف?يف الارادة الّتى خزنت فى مشيّة اللّه ربّى و ربّ العالمين. قل يا مظاهر اسمآئى انتم لو تجاهدون فى سبيل اللّه باموال?م و انفس?م و تعبدون اللّه بعدد رمول الارض و قطرات الامطار و امواج البحار و تعترضون علی مظهر الامر حين الظّهور لا يذ?ر اعمال?م عند اللّه و ان تر?تم الاعمال و آمنتم به فى تل? الايّام عسى اللّه ان ي?فّر عن?م سيّئات?م انّه لهو العزيز ال?ريم. ?ذل? يعلّم?م اللّه ما هو المقصود لعلّ لا تست?برون علی الّذى به ثبت ما نزّل فى ازل الازال طوبى لمن تقرّب الی المنظر الا?بر و سحقاً للمعرضين. ?م من عبادٍ ينفقون اموالهم فى سبيل اللّه و ل?ن فى حين الظّهور نرهم من المعرضين و ?م من عباد يصومون فى الايّام و يعترضون علی الّذى بامره حقّق ح?م الصّوم الا انّهم من الجاهلين و ?م من عباد يأ?لون خبز الشّعير و يقعدون علی ما ينبت من الارض و يحملون الشّدائد حفظاً لرياساتهم ?ذل? فصّلنا ل? اعمالهم لت?ون ذ?رى للاخرين. اولئ? يحملون الشّدآئد رئآء النّاس لابقآء اسمآئهم بعد الّذى لن يبقى الّا بما يلعنهم به من فى السّموات و الارضين. قل لو تبقى اسمآئ?م ?ما زعمتم هل ينفع?م فى شىء لا و ربّ العالمين. هل عزّ عُزّى بابقآء اسمه بين الّذين يعبدون الاسماء لا و نفس اللّه العزيز القدير و ان لا يذ?ر?م احدٌ فى الارض و ?ان اللّه راضياً عن?م اذا انتم فى ?نائز اسمه الباطن ?ذل? نزّلنا الآيات لتجذب?م الی مطلع الانوار و تعرفوا ما اراد ربّ?م العليم الح?يم. ان امس?وا انفس?م عمّا نهيتم عنه فى ال?تاب و ?لوا ممّا رزق?م اللّه حلالاً و لا تحرموا انفس?م عن نعمآئه انّه لهو ال?ريم ذو الفضل العظيم. لا تحملوا الشّدآئد علی انفس?م ان اعملوا ما بيّنّاه ل?م ببراهين واضحات و آيات لائحات و لا ت?وننّ من الغافلين.