المنتديات البهائية العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبد البهاء وقضية العنصرية

اذهب الى الأسفل

عبد البهاء وقضية العنصرية Empty عبد البهاء وقضية العنصرية

مُساهمة  light55 السبت نوفمبر 14, 2009 4:04 pm

حضرة عبد البهاء وقضية العنصرية


عندما زار حضرة عبد البهاء أمريكا عام1912 كان يعلق أهمية عظيمة على تلك الزيارة ونتائجها البعيدة المدى والتي كان حضرته قد تنبأ بثمارها وأثارها الباهرة قبل أن يمضى عام واحد على صعود حضرة بهاء الله 0 تلك النبوءة التي أثارت سخرية الناقضين في ذلك الوقت, عندما تفضل حضرته معلنا : - " ثم اعلم بأن الشرق استضاءت آفاقها بأنوار الملكوت, وعن قريب تتلألأ هذه الأنوار في مطالع الغرب أعظم من الشرق "0
" ومهما قلنا في أهمية هذا التقدم الخطير في مصائر دين حضرة بهاء الله, إلا وهو تأسيسه في القارة الأمريكية الشمالية, فأننا لا يمكننا أن نفي بحقه بحال من الأحوال, ذلك لأنه تم في وقت افتتاح حضرة عبد البهاء لعهده وهو ما يزال بين براثن أخطر أزمة واجهها في حياته0
" بل أن حضرة عبد البهاء اختص جمهورية الغرب الكبرى زعيمة أمم القارة الأمريكية بعنايته الخاصة بصورة أوضح حين قال: " أسأل الله أن تجعل هذه الجمهورية الأمريكية أول أمة تضع أساس الصلح العمومي, وأول أمة تعلن وحدة الجنس البشرى, وأول أمة ترفع راية السلام الأعظم "
وكان توقيت هذه الزيارة في هذه الفترة بالذات عجيبا يجب الإلتفات إليه فقد كان يعصف بتلك الأمة الموعودة تيار هائل من العنف والكراهية الهستيرية والإضطهاد الدموي بين المواطنين البيض والسود أطراف هذا الصراع المأسوي المحموم 0
وهو ما عرف بقضية التمييز العنصري الذي كان ضاربا بجذوره العميقة في نسيج ووجدان المجتمع الامريكى ومهيمنا بأفكاره الدموية على كافة طبقاته وطوائفه وعقائده الدينية0
فحتى سنة 1940م كان75 % من زنوج أمريكا يعيشون في الجنوب, والأغلبية العظمى منهم من الناحية العملية, أميون, بدائيون, معزولون عن مجتمع الجنس الأبيض , يعاملهم البوليس بقسوة شديدة حتى أصبحوا لا يعرفون عن القانون إلا الرعب والخوف0
حقيقة أن أمريكا كانت أول دول العالم التي حرمت الرق والعبودية في سابقة ليس لها مثيل في تاريخ العالم الإنساني, واشتعلت بسبب ذلك حرب شعواء فوق ربوعها وبين ولاياتها استمرت من سنة 1861 حتى سنة 1865عرفت باسم الحرب الأهلية الأمريكية راح ضحيتها الآلاف من شباب أبنائها ودفع شعبها المقدام ثمنا غاليا في سبيل إنجاز ذلك الهدف النبيل0
" أوضحت إحدى الإحصائيات أن عدد ضحايا الحرب الأهلية الأمريكية بلغ 618 الف رجل أي اكثر من كل الذين قتلوا في كل الحروب التي خاضتها أمريكا مجتمعه وهى حرب الاستقلال والحرب المكسيكية والحرب مع أسبانيا والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وأخيرا الحرب الكورية والتي بلغ مجموع ضحايا هذه الحروب مجتمعه حوالي 598500 رجل "0
وحقيقة أيضا أن الموقف السياسي والرسمي في أمريكا كان يناهض التفرقة العنصرية ويجرم التمييز العنصري بكل أشكاله وممارساته0 لكننا نجد في مقابل هذا الموقف الرسمي كان يوجد موقف شعبي معارض معاد اشد العداء0 لا يؤمن بتلك المساواة بين الرجل الأبيض المتميز وبين الرجل الزنجي الأسود , ولا يثق في أي علاقة يمكن أن تقوم بين كلا الجنسين المتناقضين اللهم إلا علاقة السادة والخدم0
ولعل تفشى الفكر الإجرامى لعصابات ( كو كلاكس كلان ) الإرهابية ما يدلل على ذلك والتي انخرط في سلكها أفراد من جميع طبقات المجتمع الامريكي بكل فئاته من قضاة00 رجال شرطة00 أطباء00 عمال00 حتى بعض رجال الدين 00 والتي أشاعت الرعب والخوف والفزع - في طول البلاد وعرضها - لكل من شاء حظه العاثر أن يكون ملونا وامتدت حتى طالت البيض المتعاطفين معهم, واقترفوا علانية جرائم قتل وحشية, وتدمير للممتلكات, وإذلال لمجتمعات الزنوج في كل مكان دون أن يتم الكشف عن هويتهم أو معاقبتهم على الكثير من جرائمهم البشعة0
وكان يكفى – كمثال - أن يتقدم محام أبيض للدفاع عن أي رجل أسود أتهم في قضية ما أمام المحكمة – حتى ولو كانت تلك القضية إنسانية أو عادلة - حتى يتعرض هذا المحامى للازدراء والتحقير والمقاطعة وتهديد أسرته وأبنائه وفى كثير من الأحيان الاعتداء السافر وإهدار حياته نفسها , وفى تلك الأيام ووسط هذه الظروف الملتهبة توجه حضرة عبد البهاء لزيارة أمريكا, وكان لابد من أن يولى حضرتة عناية خاصة لتلك القضية الشائكة والشديدة الحساسية لكل من يقترب منها , بكل ما لديه من حسم وقوة وأيضا بكل ما في طبيعته الإلهية ورأفته الفطرية من محبة ولطف وحكمة0
" وكان من أبرز العناصر الجوهرية للنظام الإلهي الذي أعلنه لقادة الرأي العام وإلى الجماهير على السواء في أثناء سفراته التبليغية, التحري عن الحقيقة تحريا مستقلا دون تقيد بالخرافات ولا بالتقاليد, ووحدة الجنس البشرى قطب مبادئ الدين وأساس معتقداته والوحدة الكامنة وراء الأديان, والتبرؤ من كل ألوان التعصب الجنسي والديني والطبقي والقومى ... باتاً في رفضه مرات عدة أن يتملق لذوى الألقاب والثروة في إنجلترا أو الولايات المتحدة0 "
تفضل حضرة عبد البهاء أثناء إقامته في شيكاغو بأمريكا بالبيانات التالية:
" على الإنسان أن يتصف بالصفات الرحمانية لا يهم إن كان أبيضا أو أسودا فهو مقرب من الله البعض أعترض علْيّ كيف أدعو إلى الألفة بين الجنس الأبيض والأسود رغم أن هذا الاعتراض خطأ فنرى هؤلاء النفوس كم مقدار حبهم لكلبهم مقابل وفائه ومحافظته على صاحبه، إذا كانت الصفة الحسنة تجعل الكلب عزيزاً لماذا لا تجعل الإنسان عزيزا أيضا، لماذا لا يجوز الألفة مع إنسان صاحب الأخلاق والسيرة الطيبة، في حين إنهم يعاشرون الحيوان ليل نهار لماذا لا يعاشرون الإنسان صاحب العقل، أتمنى أن تتنزهوا عن التقاليد وتتحرروا منها وتوسعوا أفكاركم وعقولكم تحروا عن الحقيقة، حبوا عباد الله وكونوا سبب وحدة العالم الإنساني"

يتفضل حضرة عبد البهاء:
" حينما يشبه حضرة بهاء الله النفوس من الجنس الأسود (بؤبؤ) بنني العين الذي يحيطه البياض فيوجد في هؤلاء النفوس من الجنس الأسود انعكاسا من صور الأشياء الواقعة التي يتم مشاهدتها وتظهر منها تجليات الروح"
وفي مقام آخر يتفضل: " إن الله لا يميز بين الأبيض والأسود من كان قلبه مقدسا ومنزها أكثر يكون مقبولا لدى الله فانه لا ينظر إلى اللون أو الجنس فجميع الألوان واحد عند الله سواء الأبيض أم الأسود فالكل خلقوا بصورة ومثال الله وجميع الأشياء المختلفة من الصنع الإلهي يجب أن نكون على علم بهذه الحقيقة ونتذكرها ونتوجه إليها"
" إن الله لم يخلق هذه التقسيمات بل إن الاختلافات والتمييز هي وليدة الأفكار البشرية المحدودة ولأنها مغايرة مع القصد والإرادة الإلهية فهي أوهام صرفة محضه"
" لا يوجد لدى الله أبيض وأسود جميع الألوان عند الله واحد وهو لون العبودية الإلهية لا حكم للرائحة واللون إنما الحكم للقلب لو كان القلب طاهرا لا يهم إذا كان الفرد لونه أبيض أو أسود فالله لا ينظر إلى الألوان بل إلى القلوب كل من كان قلبه أطهر يكون أفضل، كل من كانت أخلاقه أطيب كان أحلى، كل من كان توجهه للملكوت الأبهي أكثر يكون مقدما أكثر"
ويخاطب حضرته الأفراد البيض:
" أتمنى أن تكونوا سببا في أن يصبح هذا الجنس الذليل عزيزا ويخدموا مع الجنس الأبيض في غاية الصدق والوفاء والمحبة والصفاء فلا يمكن إزالة هذا التضاد والإختلاف والعداء والإعتساف بين الجنس الأبيض والأسود إلا بالإيمان والإيقان بالتعاليم المباركة"
" إن قضية إتحاد البيض والسود مهمة جدا لو لم يحصل ذلك ستكون عن قريب سببا في حصول مشاكل عظيمة"
" لو يستمر الحال على هذا المنوال ستزداد العداوة يوما فيوما والعاقبة تكون سببا للأضرار الكلية وسفك دماء كثيرة " (37)

وفى الحقيقة أن حضرة عبد البهاء رغم وعيه العظيم بتعقيدات تلك المعضلة فهمه الدقيق لحساسيتها الفائقة فان حضرتة لم يحترز من مخاطرها المتفجرة والتي كان من الممكن- لولا العناية الإلهية - أن تنسف كل الجهود السامية وتقضي على كل الآمال0
كان الناس يشدون الرحال من كل مكان ويجهدون في أسفارهم الشاقة الطويلة, ليفوزوا بشرف لقاء حضرة عبد البهاء, والمثول في محضرة الكريم, أما بالنسبة للملونين المستضعفين, كان حضرته يسارع نحوهم بكل محبة وسرور ليلقاهم بأحضانه المباركة مبددا عنهم الحيرة والتشتت والحرج0 فكانوا الأقرب إليه دوما في كل محضر والمحتفى بهم في كل محفل, ينقلهم بسحر كلماته ونفوذ بياناته فوق أجنحة من المحبة الروحانية الكاملة التي لا تتحقق إلا بقوة من روح القدس من عالم الأدنى إلى عوالم أعلى من الفهم والادراك0
بل أن حضرة عبد البهاء عندما بدأ يتعامل مع أطراف تلك القضية وجها لوجه تجاهلها تماما, وتعامل معها وكأنها غير موجودة ولم يضعها في حساباتة على الإطلاق0 بل على العكس تماما فان حضرتة إختصهم – أي الجنس الأسود - برعايته وبالغ في عطفة نحوهم ولم تتقيد محبته العظيمة المتفانية للإنسانية بقيد من تلك القيود الناقصة الأنانية0
فكان كما وصفة حضرة شوقي أفندي : " 00 ثابتا في رعايته للمريض والمحزون والبائس, راسخا لا يقبل المساومة في دفاعه عن الأجناس المظلومة والطبقات المحرومة "0
" وكانت خدماته دائما موجهة إلى الذين هم في حاجة شديدة إليها 0 فكان صبره الجميل ولطفه وبشاشته ودماثة أخلاقه قد جعلته نعمة عظيمة على الجميع"0 (38)

ترنر أول المؤمنين السود

أستقبل حضرة عبد البهاء يوما عدداً من الزائرين القادمين من أمريكا، وكان من ضمن المسافرين ( لوا كيسنجر ووالدة روحية هانم ومدام هرست مع غلامها الأسود وهذا الغلام كان أول من آمن بالأمر من الجنس الأسود ويدعي " ترنر " عندما وصلوا إلى عكا وجدوا حضرة عبد البهاء في انتظارهم, دخل الجميع إلى حجرة الضيافة من الرجال والنساء, ماعدا الغلام الأسود ترنر وقف خارجا ظنا بأن العبد لا يجوز أن يجلس مع سيدته في مكان واحد, فتوجه إليه حضرة عبد البهاء وفتح عباءته وحضن ترنر وحّياه وأجلسه بجانبه, وعندما جاء الخادم بالشاي كان ترنر أول شخص قدم له الشاي0 فكثيرا ما كان يعمد حضرة عبد البهاء على كسر جميع القوانين العتيقة البالية.

"ومما يعد من ابرز المهمات المقترنة بزيارته لجامعة الأحباء الأمريكان أن قام بعمل مثالي فعقد قران اثنين من أتباعه مختلفي العنصر احدهما من البيض وثانيهما من الزنوج, ومشاركته في المؤتمر السنوي الرابع للجمعية الوطنية لتقدم الملونين "0

ومن كتاب بدايع الآثار المجلد الأول ص 244 ( وهو كتاب يذكر عن رحلة حضرة عبد البهاء إلى أوروبا وأمريكا في مجلدين كتبه محمود زرقاني الذي كان مصاحبا لحضرته أثناء الرحلة) جاء في الكتاب مترجما من الفارسية:
" تم عقد القران بين اثنين من البهائيين أحدهما من الملونين وهم ( مستر أوبر ) و ( مس روبات ) في نيويورك أثناء رحلة حضرته هناك في 16 يوليه في حضور بعض المسيحيين رجالا ونساء وقسيس مخلص ثم تلا حضرة عبد البهاء المناجاة الخاصة بالزواج، الجميع أعجب بهذا المجلس وكانوا يتحدثون عن هذا الزواج "0



[right]
light55
light55
مشرف

عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 23/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى