رسالة إلى علي بن أبي طالب

السلام عليك يا أبا الأحرار.السلام عليك يا معلمي وجدي ومثلي في صبري وحريتي وضعفي وعافيتي. يا مزيلا للكرب عن الأحرار بما ابتليت به من العبيد حتى سفحوا دمك في عطاء حريتك فتعلمنا صبرنا من صبرك وعطائنا من عطائك. لقد علمتني أن أكل القليل والبس الخشن وان نقدم ما لغيرنا على ما لنا فنشانا أحرارا غير مستعبدين لتملك فان فامتلأت حياتي من كل باق ورضيت بالقسمة فأنفت المظهر وقبضت على الجوهر فتعلمت منك الحب والحنو أيها الحاني على الإنسان سواء دان بدينك أم دان بغير دين.. أنت الذي علمتني كيف أن أؤمن بحرية وان لا اكفر بعبودية وتعلمت منك الإنسانية والتوحد في حريتها من قولك إن الإنسان إن لم يكن أخا لك في الدين فنظير لك في الخلق وأقوال وأفعال أخرى لك كانت خزائن للبلاغة والبيان الواضح. لقد عبدت الحق كما عبدته بحرية ليس خوفا من ناره ولا طمعا بجنته وقلت للناس قولك وعملت بروحك فلولا الحق ما عرفت حريتي ولولا حريتي ما عرفت ربي فعابوا علي قولي وهدروا دمي إنهم أولئك الذين يهجون باسمك ولا يعرفون حريتك لهم منا سماحة هي من سماحتك فألهمنا مددا من مددك ونضارة من قبس نور حريتك فقد تلبدت غيوم الاستعباد في سمائنا وهل لتلك الغيوم إذا تجمعت مطرا بغير الخيبة مدرار. سوداء ترعد مرهبة ماطرة على الأرض شرا وأشرار. مراد سعيهم نار قبلها عار.أتوا لنا كدبيب الأرض زحفا أجلاف صحراء وكفار. زرعوا الموت بين ضلوعنا غدرا وغيلة بلاء إن حل وان سار. عبيد خسة كلهم مأمورين وأمار. سيدي إن ذكرك بالحق راسخ في السماء مثل الكواكب الراســية ولكن أهل الغدر وعبيد الدانية قد كسروا الآنية وأراقوا الحرية الصافية وان النفوس صارت بالباطل متلاهية عبيد مقتنعون بالعافية وأرواحهم للكذب مواليه راعية للجهل والفساد والأنانية وقد علا شأن ثعالب وضباع عاوية وتطوح الناس بعبودية وجهالة بالية فلما نهضت فيهم ادعوهم لحريتهم دفعوا علي نارهم وأشرارهم الزبانية وجادلوني بحجج عن الصدق عارية فصبرت كما صبرت يا سيدي ووضعت يدي على جرحي حتى يبس الدم وتبدد الألم وجلست أناديك برسالتي هذه وتراب الأرض يعفر جبهتي وينورها فها أنا ذا بجلستي هذه أناديك يا علي يا ملهمي حريتي هل يرضيك ما حل بي أم هي شارة الأحرار لابد أن أتوشح بها جراحا وألما. أنا هنا وحيد مستوحش متعب فألهمني يا حق صبرا فوق الصبر وعطاء من العطاء وقوة من ذات القوة بما يبقيني حرا وان اعلم الناس كيف يكونون أحرارا بنور الحق المحفورة حروفه بلوح المحبة التي هي أحرف قولنا عتقا من النار وجنان لنفوس بالحرية راضية. وسلام عليك يا سيدي واني بالأثر فهب لي مددا يا علي حتى أراك مدد.
ابنكم دما وحرية