المنتديات البهائية العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الواح الملوك والرؤساء * لوح باصر الدين شاه *

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الواح الملوك والرؤساء * لوح باصر الدين شاه * Empty الواح الملوك والرؤساء * لوح باصر الدين شاه *

مُساهمة  امال رياض الجمعة أبريل 11, 2008 7:36 am

ناصر الدّين شاه هو ابن محمّد شاه القاجاري، ولد في عام 1245 هجريّة وجلس على عرش إيران في عام 1264 هجريّة (1848م) وذلك بعد وفاة والده مباشرة، وكان جلوسه مقارناً وقائع قلعة الشّيخ طبرسي بمازندران حيث أدّت إلى استشهاد أصحاب حضرة الباب بمن فيهم جناب الميرزا محمّد علي الملقّب ﺑ"القدّوس" وجناب الملاّ حسين بشروئي الملقّب ﺑ"باب الباب" كما وقعت حوادث مؤلمة ومجازر متعدّدة إبّان حكم هذا الحاكم أهمّها استشهاد حضرة الباب ومجزرة طهران وحوادث نيريز وزنجان.*************************************************************************
هو اللهُ تَعَالَى شَأْنُهُ العَظَمَةُ والاقْتِدَارُ
يَا مَلِكَ الأَرْضِ اسْمَعْ نِداءَ هذَا المَمْلُوكِ إِنِّي عَبْدٌ آمَنْتُ بِاللهِ وَآياتِهِ وَفَدَيْتُ نَفْسِي فِي سَبِيلِهِ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ ما أَنَا فيهِ مِنَ البَلايا الّتي ما حَمَلَها أَحَدٌ مِنَ العِبادِ وَكانَ رَبِّي العَلِيمُ عَلَى ما أَقُولُ شَهِيداً، مَا دَعَوْتُ النَّاسَ إِلاّ إِلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ العَالَمِينَ وَوَرَدَ عَلَيَّ فِي حُبِّهِ مَا لا رَأَتْ عَيْنُ الإِبْداعِ شِبْهَها، يُصَدِّقُنِي فِي ذلِكَ العِبادُ الّذِينَ مَا مَنَعَتْهُمْ سُبُحاتُ البَشَرِ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى المَنْظَرِ الأَكبَرِ وَعَنْ وَرَائِهِمْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ كلِّ شَيْءٍ فِي لَوْحٍ حَفِيظٍ، كُلَّمَا أَمْطَرَتْ سَحَابُ القَضَاءِ سِهامَ البَلاءِ فِي سَبِيلِ اللهِ مَالِكِ الأَسْمآءِ أَقْبَلْتُ إِلَيْها وَيَشْهَدُ بِذلِكَ كلُّ مُنْصِفٍ خَبِيرٍ، كمْ مِنْ لَيالٍ فِيهَا اسْتَراحَتِ الوُحُوشُ فِي كنَائِسِها وَالطُّيُورُ فِي أَوْكارِهَا وَكانَ الغُلامُ فِي السَّلاسِلِ وَالأَغْلالِ وَلَمْ يَجِدْ لِنَفْسِهِ نَاصِرَاً وَلا مُعِيناً، أَنِ اذْكرْ فَضْلَ اللهِ عَلَيْكَ إِذْ كنْتَ فِي السِّجْنِ مَعَ أَنْفُسٍ مَعْدُودَاتٍ وَأَخْرَجَكَ مِنْهُ وَنَصَرَكَ بِجُنُودِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ إِلَى أَنْ أَرْسَلَكَ السُّلْطانُ إِلَى العِرَاقِ بَعْدَ الَّذِي كَشَفْنَا لَهُ بِأَنَّكَ مَا كنْتَ مِنَ المُفْسِدينَ، إِنَّ الّذِينَ اتَّبَعُوا الهَوَى وَأَعْرَضُوا عَنِ التَّقْوى أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، وَالَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَيَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ وَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ نَحْنُ بَرِاءٌ مِنْهُمْ وَنَسْأَلُ اللهَ بِأَنْ لا يَجْمَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ لا فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرةِ إِلاّ بِأَنْ يَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، إِنَّ الَّذِي تَوَجَّهَ إِلَى اللهِ يَنْبَغِي لَهُ بِأَنْ يَكونَ مُمْتازاً فِي كلِّ الأَعْمالِ عَمَّا سِواهُ وَيَتَّبِعَ مَا أُمِرَ بِهِ فِي الكِتَابِ كذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ فِي كتابٍ مُبِينٍ، وَالَّذِينَ نَبَذُوا أَمْرَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ أُولئِكَ فِي خَطأٍ عَظِيمٍ.

يا سُلْطَانُ أُقْسِمُكَ بِرَبِّكَ الرَّحْمنِ بِأَنْ تَنْظُرَ إِلَى العِبادِ بِلَحَظاتِ أَعْيُنِ رَأْفَتِكَ وَتَحْكُمَ بَيْنَهُمْ بِالعَدْلِ لِيَحْكُمَ اللهُ لَكَ بِالفَضْلِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الحَاكِمُ عَلَى مَا يُريدُ، سَتَفْنَى الدُّنْيا وَمَا فِيها مِنَ العِزَّةِ وَالذِّلَّةِ وَيَبْقَى المُلْكُ للهِ المَلِكِ العَلِيِّ العَلِيمِ، قُلْ إِنَّهُ أَوْقَدَ سِرَاجَ البَيانِ وَيُمِدُّهُ بِدُهْنِ المَعَانِي وَالتِّبْيانِ تَعَالَى رَبُّكَ الرَّحْمنُ مِنْ أَنْ يَقُومَ مَعَ أَمْرِهِ خَلْقُ الأَكْوانِ إِنَّهُ يُظْهِرُ مَا يَشاءُ بِسُلْطانِهِ وَيَحْفَظُهُ بِقَبِيلٍ مِنَ المَلائِكةِ المُقَرَّبِينَ، هُوَ القَاهِرُ فَوْقَ خَلْقِهِ وَالغَالِبُ عَلَى بَرِيَّتِهِ إِنَّهُ لَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ.
يَا سُلْطانُ إِنِّي كُنْتُ كَأَحَدٍ مِنَ العِبادِ وَرَاقِدَاً عَلَى المِهَادِ مَرَّتْ عَلَيَّ نَسَائِمُ السُّبْحانِ وَعَلَّمَنِي عِلْمَ مَا كَانَ لَيْسَ هذا مِنْ عِنْدِي بَلْ مِنْ لَدُنْ عَزِيزٍ عَلِيمٍ، وَأَمَرَنِي بِالنِّدَاءِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَبِذلِكَ وَرَدَ عَلَيَّ مَا تَذَرَّفَتْ بِهِ عُيونُ العَارِفِينَ، مَا قَرَأْتُ مَا عِنْدَ النَّاسِ مِنَ العُلُومِ وَمَا دَخَلْتُ المَدَارِسَ فَاسْئَلِ المَدِينَةَ الَّتِي كُنْتُ فِيها لِتُوقِنَ بِأَنِّي لَسْتُ مِنَ الكَاذِبِينَ، هذا وَرَقَةٌ حَرَّكَتْها أَرْياحُ مَشِيَّةِ رَبِّكَ العَزِيزِ الحَمِيدِ هَلْ لَهَا اسْتِقْرارٌ عِنْدَ هُبوبِ أَرْياحٍ عَاصِفاتٍ؟ لا وَمَالِكِ الأَسْمآءِ وَالصِّفَاتِ بَلْ تُحَرِّكُهَا كَيْفَ تُريدُ، لَيْسَ لِلْعَدَمِ وُجُودٌ تِلْقَاءَ القِدَمِ قَدْ جَاءَ أَمْرُهُ المُبْرَمُ وَأَنْطَقَنِي بِذِكْرِهِ بَيْنَ العَالَمِينَ، إِنِّي لَمْ أَكُنْ إِلاَّ كَالمَيِّتِ تِلْقَاءَ أَمْرِهِ قَلَّبَتْنِي يَدُ إِرَادَةِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، هَلْ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَتَكَلَّمَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ بِما يَعْتَرِضُ بِهِ عَلَيْهِ العِبَادُ مِنْ كُلِّ وَضِيعٍ وَشَرِيفٍ؟ لا فَوَالَّذِي عَلَّمَ القَلَمَ أَسْرَارَ القِدَمِ إِلاّ مَنْ كانَ مُؤَيَّداً مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيرٍ، يُخَاطِبُنِي القَلَمُ الأَعْلَى وَيقُولُ لا تَخَفْ أَنِ اقْصُصْ لِحَضْرةِ السُّلْطَانِ مَا وَرَدَ عَلَيْكَ إِنَّ قَلْبَهُ بَيْنَ اصْبَعَيْ رَبِّكَ الرَّحْمنِ لَعَلَّ يَسْتَشْرِقُ مِنْ أُفُقِ قَلْبِهِ شَمْسُ العَدْلِ وَالإِحْسانِ كَذلِكَ كانَ الحُكْمُ مِنْ لَدَى الحَكِيمِ مَنْزُولاً.
قُلْ يا سُلْطانُ فَانْظُرْ بِطَرْفِ العَدْلِ إِلَى الغُلامِ ثُمَّ احْكُمْ بِالحَقِّ فِيما وَرَدَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَكَ ظِلَّهُ بَيْنَ العِبادِ وَآيَةَ قُدْرَتِهِ لِمَنْ فِي البِلادِ أَنِ احْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الَّذِينَ

ظَلَمُونا مِنْ دونِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ، إِنَّ الَّذِينَ فِي حَوْلِكَ يُحِبُّونَكَ لأَنْفُسِهِم وَالغُلامُ يُحِبُّكَ لِنَفْسِكَ وَما أَرَادَ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَكَ إِلَى مَقَرِّ الفَضْلِ وَيُقَلِّبَكَ إِلَى يَمِينِ العَدْلِ وَكَانَ رَبُّكَ عَلَى ما أَقُولُ شَهِيداً.
أَنْ يا سُلْطانُ لَوْ تَسْمَعُ صَرِيرَ القَلَمِ الأَعْلَى وَهَدِيرَ وَرْقَاءِ البَقاءِ عَلَى أَفْنانِ سِدْرَةِ المُنْتَهى فِي ذِكْرِ اللهِ مُوجِدِ الأَسْمآءِ وَخالِقِ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ لَيُبَلِّغَكَ إِلى مَقامٍ لا تَرَى فِي الوُجُودِ إِلاّ تَجَلِّي حَضْرَةِ المَعْبُودِ وَتَرى المُلْكَ أَحْقَرَ شَيْءٍ عِنْدَكَ تَضَعُهُ لِمَنْ أَرَادَ وَتَتَوَجَّهُ إِلَى أُفُقٍ كَانَ بِأَنْوارِ الوَجْهِ مُضِيئاً، وَلا تَحْمِلُ ثِقَلَ المُلْكِ أَبَداً إِلاّ لِنُصْرَةِ رَبِّكَ العَلِيِّ الأَعْلَى إِذاً يُصَلِّيُنَ عَلَيْكَ المَلأُ الأَعْلَى، حَبَّذَا لِهذا المَقَامِ الأَسْنَى لَوْ تَرْتَقِي إِلَيْهِ بِسُلْطانٍ كَانَ بِاسْمِ اللهِ مَعْرُوفاً، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ قَالَ إِنَّ الغُلامَ مَا أَرادَ إِلاّ إِبْقَاءَ اسْمِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّهُ أَرَادَ الدُّنْيا لِنَفْسِهِ بَعْدَ الَّذِي مَا وَجَدْتُ فِي أَيَّامِي مَقَرَّ الأَمْنِ عَلَى قَدْرٍ أَضَعُ رِجْلِي عَلَيْهِ، كُنْتُ فِي كُلِّ الأَحْيانِ فِي غَمَرَاتِ البَلايَا الَّتِي مَا اطَّلَعَ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ إِنَّهُ قَدْ كَانَ عَلَى مَا أَقُولُ عَلِيماً، كَمْ مِنْ أَيَّامٍ اضْطَرَبَتْ فِيهَا أَحِبَّتِي لِضُرِّي وَكَمْ مِنْ لَيالٍ ارْتَفَعَ فِيها نَحِيبُ البُكَاءِ مِنْ أَهْلِي خَوْفاً لِنَفْسِي وَلا يُنْكِرُ ذلِكَ إِلاَّ مَنْ كَانَ عَنِ الصِّدْقِ مَحْرُوماً، وَالَّذِي لا يَرَى لِنَفْسِهِ الحَيوةَ فِي أَقَلَّ مِنْ آنٍ هَلْ يُرِيدُ الدُّنْيا؟ فَيا عَجَباً مِنَ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَهْوائِهِمْ وَهامُوا فِي بَرِّيَّةِ النَّفْسِ وَالهَوى سَوْفَ يُسْئَلُونَ عَمَّا قَالُوا يَوْمَئِذٍ لا يَجِدُونَ لأَنْفُسِهِم حَمِيماً وَلا نَصِيراً، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّهُ كَفَرَ بِاللهِ بَعْدَ الَّذِي يَشْهَدُ كُلُّ جَوَارِحِي بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالَّذِينَ بَعَثَهُمْ بِالحَقِّ وَأَرْسَلَهُمْ بِالهُدَى أُولئِكَ مَظاهِرُ أَسْمآئِهِ الحُسْنَى وَمَطالِعُ صِفاتِهِ العُلْيا وَمَهابِطُ وَحْيِهِ فِي مَلَكُوتِ الإِنْشاءِ، وَبِهِمْ تَمَّتْ حُجَّةُ اللهِ عَلَى ما سِواهُ وَنُصِبَتْ رَايَةُ التَّوْحِيدِ وَظَهَرَتْ آيةُ التَّجْرِيدِ وَبِهِمِ اتَّخَذَ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى ذِي العَرْشِ سَبِيلاً، نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَمْ يَزَلْ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنْ شَيْءٍ وَلا يَزَالُ يَكُونُ بِمِثْلِ ما قَدْ كَانَ، تَعَالى الرَّحْمنُ مِنْ أَنْ يَرْتَقِيَ إِلَى إِدْراكِ كُنْهِهِ أَفْئِدَةُ أَهْلِ

العِرْفَانِ أَوْ يَصْعَدَ إِلَى مَعْرِفَةِ ذَاتِهِ إِدْراكُ مَنْ فِي الأَكْوانِ، هُوَ المُقَدَّسُ عَنْ عِرْفَانِ دُونِهِ وَالمُنَزَّهُ عَنْ إِدْراكِ ما سِواهُ إِنَّهُ كَانَ فِي أَزَلِ الآزالِ عَنِ العَالَمِينَ غَنِيَّاً، وَاذْكُرِ الأَيَّامَ الَّتِي فِيها أَشْرَقَتْ شَمْسُ البَطْحَاءِ عَنْ أُفُقِ مَشِيَّةِ رَبِّكَ العَلِيِّ الأَعْلَى أَعْرَضَ عَنْهُ العُلَماءُ وَاعْتَرَضَ عَلَيْهِ الأُدَبَاءُ لِتَطَّلِعَ بِمَا كَانَ اليَوْمَ فِي حِجَابِ النُّورِ مَسْتُورَاً، وَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِ الأُمُورُ مِنْ كُلِّ الجِهاتِ إِلَى أَنْ تَفَرَّقَ مَنْ فِي حَوْلِهِ بِأَمْرِهِ كَذلِكَ كَانَ الأَمْرُ مِنْ سَمآءِ العِزِّ مَنْزُولاً، ثُمَّ اذْكُرْ إِذْ دَخَلَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى النَّجَاشِيِّ وَتَلا عَلَيْهِ سُورَةً مِنَ القُرْانِ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ إِنَّها نُزِّلَتْ مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ حَكِيمٍ، مَنْ صَدَّقَ بِالحُسْنَى وَآمَنَ بِمَا أَتَى بِهِ عِيسَى لا يَسَعُهُ الإِعْرَاضُ عَمَّا قُرِئَ إِنَّا نَشْهَدُ لَهُ كَمَا نَشْهَدُ لِمَا عِنْدَنا مِنْ كُتُبِ اللهِ المُهَيْمِنِ القَيُّومِ.
تاللهِ يا مَلِكُ لَوْ تَسْمَعُ نَغَماتِ الوَرْقاءِ الَّتِي تَغَنُّ عَلَى الأَفْنانِ بِفُنُونِ الأَلْحَانِ بِأَمْرِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ لَتَدَعُ المُلْكَ عَنْ وَرَائِكَ وَتَتَوجَّهُ إِلَى الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ المَقَامِ الَّذِي كَانَ كِتَابُ الفَجْرِ عَنْ أُفُقِهِ مَشْهُوداً، وَتُنْفِقُ مَا عِنْدَك ابْتِغَاءً لِمَا عِنْدَ اللهِ إِذاً تَجِدُ نَفْسَكَ فِي عُلُوِّ العِزَّةِ وَالاسْتِعْلاءِ وَسُمُوِّ العَظَمَةِ وَالاسْتِغْنَاءِ كَذلِكَ كَانَ الأَمْرُ فِي أُمِّ البَيانِ مِنْ قَلَمِ الرَّحْمنِ مَسْطُوراً، لا خَيْرَ فِيمَا مَلَكْتَهُ اليَوْمَ فَسَوْفَ يَمْلِكُهُ غَدَاً غَيْرُكَ أَنِ اخْتَرْ لِنَفْسِكَ ما اخْتارَهُ اللهُ لأَصْفِيَائِهِ إِنَّهُ يُعْطِيكَ فِي مَلَكُوتِهِ مُلْكَاً كَبِيرَاً، نَسْأَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَ حَضْرَتَكَ عَلَى إِصْغَاءِ الكَلِمَةِ الَّتِي مِنْها اسْتَضَاءَ العَالَمُ وَيَحْفَظَكَ عَنِ الَّذِينَ كَانُوا عَنْ شَطْرِ القُرْبِ بَعِيداً.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يَا إِلهي كَمْ مِنْ رُؤُوسٍ نُصِبَتْ عَلَى القَنَاةِ فِي سَبِيلِكَ وَكَمْ مِنْ صُدُورٍ اسْتَقْبَلَتِ السِّهامَ فِي رِضَائِكَ وَكَمْ مِنْ قُلُوبٍ تَشَبَّكتْ لارْتِفَاعِ كَلِمَتِكَ وَانْتِشَارِ أَمْرِكَ وَكَمْ مِنْ عُيونٍ تَذَرَّفَتْ فِي حُبِّكَ، أَسْئَلُكَ يَا مَالِكَ المُلُوكِ وَرَاحِمَ المَمْلُوكِ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَطْلِعَ أَسْمائِكَ الحُسْنَى وَمَظْهَرَ صِفَاتِكَ

العُلْيا بِأَنْ تَرْفَعَ السُّبُحَاتِ الَّتِي حَالَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ وَمَنَعَتْهُمْ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى أُفُقِ وَحْيِكَ، ثُمَّ اجْتَذِبْهُمْ يَا إِلهِي بِكَلِمَتِكَ العُلْيَا عَنْ شِمَالِ الوَهْمِ وَالنِّسْيَانِ إِلى يَمِينِ اليَقِينِ وَالعِرْفَانِ لِيَعْرِفُوا مَا أَرَدْتَ لَهُمْ بِجُودِكَ وَفَضْلِكَ وَيتَوَجَّهُوا إِلَى مَظْهَرِ أَمْرِكَ وَمَطْلِعِ آياتِكَ، يا إِلهِي أَنْتَ الكَرِيمُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ لا تَمْنَعُ عِبَادَكَ عَنِ البَحْرِ الأَعْظَمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ حَامِلاً لِلَئَآلِي عِلْمِكَ وَحِكْمَتِكَ وَلا تَطْرُدُهُمْ عَنْ باَبِكَ الَّذِي فَتَحْتَهُ عَلَى مَنْ فِي سَمَائِكَ وَأَرْضِكَ، أَيْ رَبِّ لا تَدَعْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ لأَنَّهُمْ لا يَعْرِفُونَ وَيَهْرُبُونَ عَمَّا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ مِمَّا خُلِقَ فِي أَرْضِكَ، فَانْظُرْ إِلَيْهِمْ يا إِلهِي بِلَحَظاتِ أَعْيُنِ أَلْطَافِكَ وَمَواهِبِكَ وَخَلِّصْهُمْ عَنِ النَّفْسِ وَالهَوَى لِيَتَقَرَّبُوا إِلَى أُفُقِكَ الأَعْلَى وَيَجِدُوا حَلاوَةَ ذِكْرِكَ وَلَذَّةَ المَائِدَةِ الَّتِي نُزِّلَتْ مِنْ سَمآء مَشِيَّتِكَ وَهَواءِ فَضْلِكَ، لَمْ يَزَلْ أَحَاطَ كَرَمُكَ المُمْكِنَاتِ وَسَبَقَتْ رَحْمَتُكَ الكَائِنَاتِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
سُبْحَانَكَ يا إِلهِي أَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنَّ قَلْبِي ذَابَ فِي أَمْرِكَ وَيَغْلِي دَمِي فِي كُلِّ عِرْقِي مِنْ نَارِ حُبِّكَ وَكُلُّ قَطْرَةٍ مِنْهُ يُنَادِيكَ بِلِسانِ الحَالِ يَا رَبِّيَ المُتَعَالِ فَاسْفِكْنِي عَلَى الأَرْضِ فِي سَبِيلِكَ لِيَنْبُتَ مِنْهَا مَا أَرَدْتَهُ فِي أَلْواحِكَ وَسَتَرْتَهُ عَنْ أَنْظُرِ عِبَادِكَ إِلاَّ الَّذِينَ شَرِبُوا كَوْثَرَ العِلْمِ مِنْ أَيادِي فَضْلِكَ وَسَلْسَبِيلَ العِرْفَانِ مِنْ كَأْسِ عَطَائِكَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ يَا إِلهِي بِأَنِّي مَا أَرَدْتُ فِي أَمْرٍ إِلاَّ أَمْرَكَ وَمَا قَصَدْتُ فِي ذِكْرٍ إِلاَّ ذِكْرَكَ وَمَا تَحَرَّكَ قَلَمِي إِلاَّ وَقَدْ أَرَدْتُ بِهِ رِضَاءَكَ وَإِظْهارَ ما أَمَرْتَنِي بِهِ بِسُلْطَانِكَ، تَرَانِي يَا إِلهِي مُتَحَيِّرَاً فِي أَرْضِكَ إِنْ أَذْكُرْ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ يَعْتَرِضُ عَلَيَّ خَلْقُكَ وَإِنْ أَتْرُكْ مَا أُمِرْتُ بِهِ مِنْ عَنْدِكَ أَكُونُ مُسْتَحِقَّاً لِسِياطِ قَهْرِكَ وَبَعِيداً عَنْ رِيَاضِ قُرْبِكَ، لا فَوَعِزَّتِكَ أَقْبَلْتُ إِلَى رِضَائِكَ وَأَعْرَضْتُ عَمَّا تَهْوَى بِهِ أَنْفُسُ عِبَادِكَ وَقَبِلْتُ مَا عِنْدَكَ وَتَرَكْتُ مَا يُبْعِدُنِي عَنْ مَكَامِنِ قُرْبِك وَمَعارِجِ عِزِّكَ، فَوَعِزَّتِكَ بِحُبِّكَ لا أَجْزَعُ عَنْ شَيْءٍ وَفِي رِضَائِكَ لا أَفْزَعُ مِنْ بَلايَا الأَرْضِ كُلِّها لَيْسَ هذا إِلاَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَفَضْلِكَ وَعِنايَتِكَ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقِي بِذلِكَ، فَيَا إِلهِي هذا كِتَابٌ أُرِيدُ أَنْ أُرْسِلَهُ إِلَى السُّلْطانِ وَأَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنِّي

مَا أَرَدْتُ مِنْهُ إِلاَّ ظُهُورَ عَدْلِهِ لِخَلْقِكَ وَبُرُوزَ أَلْطافِهِ لأَهْلِ مَمْلَكَتِكَ، وَإِنِّي لِنَفْسِي مَا أَرَدْتُ إِلاَّ ما أَرَدْتَهُ وَلا أُرِيدُ بِحَوْلِكَ إِلاَّ مَا تُرِيدُ، عَدِمَتْ كَيْنُونَةٌ تُرِيدُ مِنْكَ دُونَكَ فَوَعِزَّتِكَ رِضَاؤُكَ مُنْتَهَى أَمَلِي وَمَشِيَّتُكَ غَايَةُ رَجَائِي، فَارْحَمْ يا إِلهِي هذا الفَقِيرَ الَّذِي تَشَبَّثَ بِذَيْلِ غَنَائِكَ وَهذا الذَّلِيلَ الَّذِي يَدْعُوكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ العَظِيمُ، أَيِّدْ يَا إِلهِي حَضْرَةَ السُّلْطَانِ عَلَى إِجْرَاءِ حُدُودِكَ بَيْنَ عِبَادِكَ وَإِظْهارِ عَدْلِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ لِيَحْكُمَ عَلَى هذِهِ الفِئَةِ كَمَا يَحْكُمُ عَلَى مَا دُونِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ الحَكِيمُ.
*


عدل سابقا من قبل امال رياض في الأربعاء يونيو 11, 2008 8:59 am عدل 2 مرات

امال رياض
مشرف

عدد المساهمات : 420
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الواح الملوك والرؤساء * لوح باصر الدين شاه * Empty رد: الواح الملوك والرؤساء * لوح باصر الدين شاه *

مُساهمة  فارس اليراع الإثنين أبريل 14, 2008 10:07 am

شكرا
فارس اليراع
فارس اليراع

عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 13/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى